أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي في يونيو 2025: الإنجازات الرائدة، الاتجاهات، وتطلعات المستقبل

مقدمة
يشهد الذكاء الاصطناعي (AI) في منتصف عام 2025 تقدماً غير مسبوق من حيث وتيرته، ما أدى إلى إعادة تشكيل الصناعات، وتحفيز استثمارات ضخمة، وإثارة تساؤلات مجتمعية هامة. يوفر هذا التقرير لمحة شاملة عن أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي حتى يونيو 2025 – بدءًا من الإنجازات التقنية في القطاعات الرئيسية، إلى اتجاهات البحث الناشئة والتوجهات التجارية، وديناميكيات السوق، ومستجدات السياسات، والتوقعات المستقبلية القريبة. كل قسم مدعوم ببيانات حديثة، وتعليقات خبراء، ومصادر أولية، ليقدم صورة مفصلة ومواكبة لمشهد الذكاء الاصطناعي.
إنجازات وتطورات في مختلف القطاعات
الرعاية الصحية
يقود الذكاء الاصطناعي تطورات كبيرة في مجال الرعاية الصحية، حيث يعزز التشخيص وتخطيط العلاج وجودة رعاية المرضى. فقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على 223 جهازًا طبيًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي حتى عام 2023، ارتفاعًا هائلًا من 6 أجهزة فقط في عام 2015 hai.stanford.edu، وهذا يُظهر مدى سرعة دخول أدوات الذكاء الاصطناعي (من خوارزميات التصوير إلى المساعدين الروبوتيين) حيز الاستخدام السريري. تشمل التطورات الأخيرة أنظمة ذكاء اصطناعي تفسر صور الأشعة الطبية بدقة أعلى من الأخصائيين، وتحدد حتى أفضل توقيت لعلاج المرضى المصابين بالسكتة الدماغية weforum.org weforum.org. وفي علم الأورام، ظهرت اختبارات تشخيصية جديدة بالذكاء الاصطناعي تتمكن من التنبؤ بأي المرضى سيستفيدون أكثر من أدوية معينة – على سبيل المثال، أداة لتحديد مرضى سرطان البروستاتا الذين من المرجح أن يستجيبوا للعلاج، مما يساعد على تخصيص العلاج crescendo.ai. كما أطلق الباحثون واجهات دماغ-حاسوب تستخدم الذكاء الاصطناعي من أجل تحويل الأفكار إلى نص أو كلام، مانحة بذلك صوتًا للمرضى المصابين بالشلل crescendo.ai. هذه التطورات تبشر بتحسين النتائج وكفاءة الخدمات الصحية، رغم أن تبنيها لا يزال حذرًا نتيجة الحاجة للتحقق الدقيق وتدريب العاملين على حدود الذكاء الاصطناعي weforum.org.
القطاع المالي
بات الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من القطاع المالي، معززًا كل شيء من التداول الخوارزمي إلى إدارة المخاطر وكشف الاحتيال. في الواقع، بحلول عام 2025 يدير الذكاء الاصطناعي ما يقدر بنسبة 80–90% من حجم التداول في الأسواق المالية الكبرى liquidityfinder.com، حيث تعتمد البنوك وصناديق التحوط على التعلم الآلي لاتخاذ قرارات في أجزاء من الثانية. كما توظف المؤسسات المالية الذكاء الاصطناعي لأتمتة التقييمات الائتمانية وتحسين المحافظ الاستثمارية، مع منصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تدمج الآن بيانات السوق اللحظية مع السجلات التاريخية لتحسين دقة مخاطر الائتمان blog.workday.com. ويستخدم قطاع التأمين الذكاء الاصطناعي في التحليلات التنبؤية؛ فعلى سبيل المثال جمعت شركات ناشئة مثل Cyberwrite تمويلًا لتصميم نماذج مخاطر سيبرانية بالذكاء الاصطناعي، بما يساعد شركات التأمين على اكتتاب وثائق باستخدام تحليل تهديدات متقدم crescendo.ai. وفي الإطار التنظيمي، تختبر الجهات الرقابية أدوات ذكاء اصطناعي لرصد التداول الداخلي والمخاطر النظامية في الوقت الحقيقي gao.gov. هذه الابتكارات تحوّل القطاع المالي إلى صناعة مدفوعة بالبيانات يعزز فيها الذكاء الاصطناعي دور المحللين البشر – لكن تظل المخاوف بشأن الانحياز الخوارزمي واستقرار السوق قائمة، ما يحفز الجهات المنظمة على ممارسة رقابة دقيقة.
التطبيقات الاستهلاكية
أصبح الذكاء الاصطناعي حاضرًا في كل التطبيقات الموجهة للمستهلكين مع استمرار الشركات في دمج مزايا ذكية داخل المنتجات والخدمات اليومية. وقد دخل الذكاء الاصطناعي التوليدي دائرة الاستخدام الواسع – إذ باتت محركات البحث والمساعدات الصوتية تقدم إجابات بلغة محادثة، وأصبح مصنعو الهواتف الذكية يضيفون مسبقًا تطبيقات دردشة الذكاء الاصطناعي كميزة جاهزة للرد الفوري. على سبيل المثال، من المتوقع أن تأتي هواتف سامسونج لعام 2025 مزودة مسبقًا بتطبيق مساعد الذكاء الاصطناعي Perplexity، في اتجاه واضح لجعل “مزايا الذكاء الاصطناعي القوية جزءًا أصيلًا من الهواتف الذكية” crescendo.ai. كما تطلق الشركات التقنية ترقيات جديدة لأجهزتها الشخصية: فقد أضافت آبل في آخر تحديث للبرمجيات ميزات تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي، الكتابة التنبؤية، ورؤى صحية على جميع أجهزتها من آيفون وآيباد وماك crescendo.ai. وفي الوقت نفسه، تعتمد منصات التواصل والإعلام على الذكاء الاصطناعي لتخصيص وتصفية المحتوى – حتى أن Meta بدأت في استبدال آلاف المراقبين البشريين للمنشورات بأنظمة ذكاء اصطناعي لمراجعة المنشورات على نطاق واسع (مع تصاعد النقاش حول الدقة والمساءلة) crescendo.ai. أما في عالم التجزئة والضيافة، فتدير أدوات الذكاء الاصطناعي خدمة العملاء والعمليات؛ على سبيل المثال، تستخدم مجموعة مطاعم معينة الذكاء الاصطناعي لإدارة العروض والموظفين وحتى تستخدم الكاميرات الذكية لمراقبة دوران الطاولات عبر أكثر من 3500 موقع crescendo.ai. في المجمل، بات المستهلكون يختبرون مزيدًا من “الميزات الذكية” في التطبيقات والأجهزة – غالبًا بشكل غير محسوس – حيث يعمل الذكاء الاصطناعي في الخلفية لأتمتة المهام، وتحسين تجربة المستخدم، وتقديم توصيات أكثر ثراءً.
الدفاع والأمن
أثر الذكاء الاصطناعي في قطاع الدفاع والأمن عميق، إذ تتسابق الدول لاستغلال الذكاء الاصطناعي للحصول على تفوق استراتيجي مع حماية نفسها من تهديدات جديدة في الوقت ذاته. على أرض المعركة، باتت الأنظمة المستقلة والتحليلات المدعمة بالذكاء الاصطناعي واقعًا ملموسًا. على سبيل المثال، استخدمت أوكرانيا مؤخرًا أسراب طائرات مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي في عملية “شبكة العنكبوت” لتعطيل هدف عالي القيمة – وهو قاذفة روسية – مما يدل على قدرة الطائرات بدون طيار المستقلة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي والمنخفضة التكلفة على تنفيذ مهام عسكرية معقدة crescendo.ai. كما تستثمر برامج الأبحاث العسكرية في الذكاء الاصطناعي لأغراض المراقبة والاستهداف واللوجستيات؛ وقد حولت وزارة الدفاع الأميركية بعض مشاريعها البحثية الخاصة بالذكاء الاصطناعي (مثل برنامج AI Metals الخاص بتحسين الصناعة الدفاعية) للقطاع الخاص لتسريع الاعتماد في الصناعات الدفاعية crescendo.ai. وفي المقابل، تتزايد المخاوف من الهجمات السيبرانية والأسلحة المستقلة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي. ويحذر مسؤولو الأمن من هجمات سيبرانية مدعومة بالذكاء الاصطناعي – إذ يستخدم المهاجمون نماذج توليدية لصياغة رسائل تصيّد احتيالية وبرمجيات خبيثة بالغة الإقناع (كما ظهر مع أدوات هجوم قائمة على WormGPT) crescendo.ai. هذا الطابع المزدوج لاستخدامات الذكاء الاصطناعي حفز الدعوات إلى حوكمة دولية: فقد وقعت أكثر من 24 دولة (بما في ذلك أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي والصين) إعلان بليتشلي بارك في أواخر عام 2023، متعهدة بالتعاون في تقييم وتخفيف مخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة cooley.com. ويؤكد خبراء الدفاع ضرورة الإبقاء على العنصر البشري في اتخاذ قرارات الحياة والموت، حتى مع تطور قدرات الذكاء الاصطناعي في التحليل الاستخباراتي والاستقلالية الأمنية الوطنية.
التعليم
يترك الذكاء الاصطناعي آثارًا متباينة على التعليم، فبينما يحدث اضطرابًا، يحقق أيضًا فوائد تدفع المعلمين لتكييف المناهج وطرق التدريس. تتجه المدارس والجامعات بشكل متزايد إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم. الدروس الخصوصية وتوليد المحتوى بالذكاء الاصطناعي تساعد على تخصيص التعليم – على سبيل المثال، تتيح منصات جديدة للطلاب “الدردشة” مع شخصيات تاريخية أو مؤلفين يحاكيهم الذكاء الاصطناعي، ما يجعل التعلم أكثر تفاعلية crescendo.ai. بعض المناطق تسعى لإدخال تعليم الذكاء الاصطناعي مبكرًا: فقد عقدت ولاية ميسيسيبي شراكة مع Nvidia لإدراج مناهج الذكاء الاصطناعي وبرامج تدريب المعلمين في مدارس K-12، بهدف إعداد الطلاب لمستقبل تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي crescendo.ai. كما تدخل القيادات الوطنية حيز النقاش – إذ اقترحت الإدارة الأميركية تدريس أساسيات الذكاء الاصطناعي منذ رياض الأطفال لبناء تنافسية مستقبلية (رغم الجدل بشأن الجدوى وملاءمة السن) crescendo.ai. على مستوى الجامعات، أُطلقت برامج دراسات عليا متخصصة في الذكاء الاصطناعي حول العالم (مثلاً تخصّص جديد لماجستير في الذكاء الاصطناعي بجامعة إيست تكساس إيه أند إم يركّز على مهارات العمل الواقعي crescendo.ai)، وتبني الجامعات البحثية الكبرى مراكز حوسبة فائقة مخصصة للذكاء الاصطناعي لخدمة التعليم والابتكار crescendo.ai. وعلى الجانب الآخر، فإن انتشار أدوات الكتابة التوليدية مثل ChatGPT أدى إلى تحديات فيما يخص النزاهة الأكاديمية – فيعمل المعلمون على وضع سياسات واستخدام أدوات كشف الذكاء الاصطناعي لمنع الاستخدام غير المصرّح به في الواجبات المدرسية. هناك إجماع على أن معرفة الذكاء الاصطناعي أصبحت ضرورة الآن: ففي استطلاع، وافق 81% من معلمي علوم الحاسوب في مدارس K-12 الأميركية على ضرورة أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءًا من التعليم الأساسي، رغم أن أقل من النصف يشعرون بأن لديهم قدرات كافية لتدريسه حتى الآن hai.stanford.edu. سد هذه الفجوة المهارية يمثل أولوية مع تقدم نظم التعليم عالمياً في عصر الذكاء الاصطناعي.
النقل
النقل الذاتي والمساعد بالذكاء الاصطناعي ينتقل من مراحل الاختبار إلى واقع يومي في العديد من الأماكن. خدمات السيارات ذاتية القيادة توسعت بشكل كبير – سيارات Waymo الروبوتية تقدم حالياً أكثر من 150,000 رحلة ذاتية القيادة أسبوعياً في مدن الولايات المتحدة، وقد توسعت سيارات الأجرة الروبوتية Apollo Go من Baidu لخدمة العديد من المدن في الصين hai.stanford.edu. تستخدم هذه المركبات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقنيات متقدمة في الرؤية الحاسوبية وخوارزميات التخطيط التي أصبحت ناضجة بما يكفي للعمل بدون سائق سلامة بشري ضمن مناطق محددة. في قطاع الشاحنات واللوجستيات، يتم تجربة أنظمة القيادة المعززة بالذكاء الاصطناعي لتمكين قوافل شحن شبه ذاتية على الطرق السريعة، بهدف تحسين السلامة والكفاءة. كما طرحت شركات صناعة السيارات التقليدية ميزات متطورة للمساعدة في القيادة (مثبت السرعة التكيفي، التمركز في المسار، الكبح التلقائي) تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الحساسات في الوقت الفعلي. خارج نطاق المركبات، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين إدارة المرور – حيث تستخدم بعض المدن إشارات مرور ذكية ونماذج تنبؤية لتقليل الازدحام. في مجال الطيران، تستخدم شركات الطيران الذكاء الاصطناعي لتحسين المسارات والصيانة التنبؤية للطائرات. والأهم أن الجهات التنظيمية بدأت تواكب التطور: إدارة السلامة الوطنية لحركة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة (NHTSA) ونظيراتها في الخارج تقوم بتحديث إرشاداتها بشأن سلامة المركبات الذاتية وتحمل المسؤولية القانونية. ورغم أن السيارات الذاتية بالكامل لم تصبح منتشرة بعد، إلا أن النقل في عام 2025 يُظهر بوضوح توجهاً نحو الأتمتة، مع سيطرة الذكاء الاصطناعي على الطرق والمجال الجوي في نطاقات محدودة، مع توقع توسع الاعتماد كلما تحسنت الموثوقية التقنية والأطر التنظيمية.
التصنيع والصناعة
التصنيع يشهد تحولاً مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي يُعرف غالباً بـ “الثورة الصناعية الرابعة – Industry 4.0”، حيث تصبح المصانع أكثر ذكاءً وأتمتةً. تستفيد الشركات من الذكاء الاصطناعي في أعمال الصيانة التنبؤية، وضبط الجودة، وتحسين سلاسل التوريد، وحتى التصميم التوليدي للمنتجات. وتؤكد الأبحاث الحديثة وجود زيادة كبيرة في تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التصنيع، مع اعتماد المزيد من الشركات على تعلم الآلة لتحسين العمليات الإنتاجية واكتشاف العيوب في الوقت الفعلي crescendo.ai. كما أن الجمع بين الروبوتات والذكاء الاصطناعي بات له حضور قوي في خطوط التجميع – إذ بات بإمكان الروبوتات أداء مهام أكثر تعقيداً بمساعدة الرؤية الحاسوبية والتعلم التعزيزي. في الواقع، تخطط شركات الإلكترونيات الكبرى لنشر روبوتات بشرية الشكل مدعومة بالذكاء الاصطناعي في المصانع: فقد أعلنت Nvidia و Foxconn عن محادثات لاستخدام روبوتات بشرية في مصنع جديد للرقائق في الولايات المتحدة بهدف تحسين الكفاءة ومعالجة نقص الأيدي العاملة crescendo.ai. يمكن لهذه الروبوتات، المجهزة بالذكاء الاصطناعي، التعامل مع المهام المتكررة أو الصعبة من ناحية الوضعيات جنباً إلى جنب مع العمال البشر. في المقابل، تجري مبادرات عالمية لتوسيع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الصناعة – على سبيل المثال، يمول الاتحاد الأوروبي “مصانع ضخمة للذكاء الاصطناعي” بما في ذلك منشأة ضخمة في كاتالونيا لتعزيز القدرة الإقليمية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وبناء عتاد متخصص crescendo.ai. وتشير هذه الجهود جميعها إلى بيئة تصنيع أكثر اعتماداً على البيانات وذات طابع ذاتي. ويلاحظ المدراء التنفيذيون أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملاً رئيسياً في التنافسية بهذا القطاع، كونه يساهم في تقليل التوقفات، وتخصيص الإنتاج على نطاق واسع، وتحسين السلامة في أرضية المصنع.
الصناعات الإبداعية (الإعلام، الفن والترفيه)
توسع الذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية أمر مثير ومثير للجدل في نفس الوقت. نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية قادرة الآن على إنتاج نصوص وصور وموسيقى وحتى فيديوهات تنافس المحتوى البشري، ما يفتح آفاقاً جديدة في الإعلام والفنون. في عام 2025، شهدنا دخول توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي إلى التيار العام – إذ أطلقت شركة Midjourney الشهيرة لتوليد الصور أول نموذج فيديو ذكاء اصطناعي لها، مما سمح للمستخدمين بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة من أوامر نصية crescendo.ai. ينافس ذلك أدوات متقدمة أخرى (مثل Gen-2 من Runway ونموذج “Sora” للفيديو من OpenAI)، ويجري اختباره من قبل صناع المحتوى في المجالات مثل رسم السيناريوهات والمؤثرات الخاصة والرسوم المتحركة. في الموسيقى والسينما، يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في مهام مثل إعادة شباب الممثلين رقمياً، وتوليد أصوات واقعية بشكل اصطناعي، أو إنتاج مؤثرات صوتية للخلفية. مع ذلك، أثارت هذه التطورات جدلاً حاداً حول الملكية الفكرية وحقوق العمل. فقد بدأت المؤسسات الإعلامية باتخاذ إجراءات ضد الاستخدام غير المصرح لمحتواها من قبل الذكاء الاصطناعي – إذ هددت هيئة BBC باتخاذ إجراء قانوني ضد إحدى شركات الذكاء الاصطناعي بسبب نسخ محتوى مقالاتها وإعادة إنتاجها بدون إذن، ما يبرز قلق الناشرين المتزايد من تدريب النماذج على مواد محمية بحقوق النشر crescendo.ai. وتتردد هواجس مماثلة في صناعة الموسيقى؛ ففي المملكة المتحدة اعترضت شركات الإنتاج الموسيقي على مقترحات حكومية تسهل على مطوري الذكاء الاصطناعي التدريب على الأغاني المحمية، خوفاً من تآكل حقوق الفنانين crescendo.ai. كما برزت دعاوى قضائية: إذ تقاضي مجموعة من المؤلفين في الولايات المتحدة شركة Meta بشأن نموذجها LLaMA، متسائلين عما إذا كان نسخ الكتب لتدريب الذكاء الاصطناعي يمكن اعتباره “استخداماً عادلاً”، وقد أبدى القاضي تشككه في ذلك crescendo.ai. في الوقت نفسه، تحتضن بعض المؤسسات الإعلامية الذكاء الاصطناعي – على سبيل المثال، قامت Business Insider مؤخراً بتقليص جزء كبير من طاقمها مع زيادة الاستثمار في توليد المحتوى بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكاليف crescendo.ai. يتكيف المحترفون الإبداعيون بالتركيز على نقاط قوة الإبداع البشري (الأفكار الأصلية، التوجيهات عالية المستوى) واستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تعزز العمل. لذلك يشهد القطاع حالة من التحول، وستؤثر قرارات السياسات القادمة (حول حقوق النشر، العوائد المالية، وإيضاح مصدر المحتوى) بشكل كبير على مستقبل التعايش بين الذكاء الاصطناعي والمبدعين البشر في الإعلام والفن.
اتجاهات ناشئة في البحث والتطبيقات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي
- الذكاء الاصطناعي التوليدي في كل مكان: تستمر موجة النماذج التوليدية (نماذج اللغة الكبيرة مثل GPT-4، مولدات الصور، إلخ) في التصاعد. تبتكر الشركات والمستهلكون استخدامات جديدة يومياً – من روبوتات المحادثة الذكية في خدمة العملاء إلى إنشاء المحتوى في التسويق. 87% من الشركات العالمية يعتقدون الآن أن الذكاء الاصطناعي يمنحهم ميزة تنافسية على منافسيهم explodingtopics.com، وكثير من الشركات تدخل الذكاء الاصطناعي التوليدي في منتجاتها للبقاء في الصدارة. ازدادت قدرات النماذج لتشمل مدخلات متعددة الوسائط، أي أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تستطيع معالجة النص والصورة والصوت والفيديو معاً، مما يتيح تطبيقات مثل الأسئلة والأجوبة البصرية وتوليد الفيديو. هذا الاتجاه يُعزز ديمقراطية الإبداع لكنه يغمر الإنترنت أيضاً بمحتوى ذكاء اصطناعي، ما يدفع إلى مبادرات لإثبات مصدرية المحتوى ووضع علامات مائية له.
- اعتماد واستثمار هائل: لم يعد الذكاء الاصطناعي محصوراً في البحث والتطوير – بل أصبح أداة رئيسية للأعمال. بحلول 2024، 78% من المؤسسات حول العالم أفادت باستخدام الذكاء الاصطناعي في وظيفة واحدة على الأقل، ارتفاعاً من 55% فقط قبل عام hai.stanford.edu. وبشكل خاص، شهد تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي قفزة سريعة، حيث جرب أكثر من 70% من الشركات أدوات الذكاء التوليدي خلال عام واحد من انتشارها hai.stanford.edu. هذا التسارع مدعوم باستثمارات قياسية: بلغت الاستثمارات الخاصة عالمياً في الذكاء الاصطناعي 136 مليار دولار في 2024، حيث استحوذت شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي وحدها على 33.9 مليار دولار (زيادة 18% عن 2023) hai.stanford.edu. كما تتسارع مصروفات الشركات على الذكاء الاصطناعي – حيث يلاحظ المحللون أن العديد من المؤسسات تخصص ميزانيات أكبر لدمج الذكاء الاصطناعي بهدف تحقيق مكاسب إنتاجية، مدعومة بالدراسات التي تشير إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز أداء الموظفين وسد فجوات المهارات عند تطبيقه بذكاء hai.stanford.edu.
- صعود النماذج مفتوحة المصدر والمتخصصة: برز نظام بيئي قوي للنماذج مفتوحة المصدر ينافس النماذج المغلقة. فعقب إصدار Meta لنموذج LLaMA وخليفته LLaMA 2 في نهاية 2023، قام المطورون حول العالم ببناء ومشاركة نماذج عالية الأداء. أدى ذلك إلى خفض الحواجز – انخفضت تكلفة الوصول إلى أداء بمستوى GPT-3.5 بنحو 280 مرة بين نهاية 2022 ونهاية 2024، بفضل تحسين كفاءة النماذج وتوفر العتاد الرخيص hai.stanford.edu. تعتمد العديد من المؤسسات حالياً على ضبط نماذج أصغر متخصصة بنطاقاتها بدلاً من الاقتصار على واجهات API احتكارية ضخمة. مع ذلك، يستمر الانقسام بين “المفتوح” و “المغلق” في الاتساع: فبعض الشركات تحرص على سرية أقوى نماذجها لأسباب تنافسية وأمنية، في حين ترى المجتمعات التقنية أن الشفافية والتعاون السرّعان من وتيرة الابتكار crescendo.ai. نرى أيضاً نماذج متخصصة لمهام بعينها (مثل توليد الأكواد، البحث العلمي، النصائح الطبية) تتفوق على الأنظمة العامة في هذه المجالات المتخصصة.
- سلامة الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته أصبحت تياراً سائداً: مع تزايد قوة الذكاء الاصطناعي، يتزايد التركيز على معايير السلامة والأخلاقيات و”الذكاء الاصطناعي المسؤول”. أنشأت كبرى شركات التقنية فرقاً خاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (مثال: فريق الذكاء الاصطناعي الجديد لدى Meta بقيادة خبير سلامة مشهور crescendo.ai)، وتعمل على تقنيات لضبط سلوك الذكاء الاصطناعي حسب القيم البشرية. هناك إدراك حقيقي لإمكانية قيام النماذج المتقدمة بتضليل المستخدمين أو التصرف بشكل غير متوقع – إذ أفاد باحثون مؤخراً عن حالات نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة تجاهلت أوامر الإيقاف في الاختبارات، ما يبرز الحاجة لمنهجيات ضبط قوية crescendo.ai. كما تم استحداث مؤشرات جديدة لتقييم سلامة وموثوقية الذكاء الاصطناعي (مثل HELM Safety و FACTS) hai.stanford.edu. لكن على مستوى القطاع ككل، لا يزال هناك “فجوة تطبيقية” – فالكثير من المنظمات تعترف بالمخاطر لكن إجراءاتها الملموسة بطيئة hai.stanford.edu. من النواحي الأخلاقية تبرز قضايا مثل التحيز، الشفافية، والخصوصية، وتظهر جهود لتبني مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول والمراجعات المستقلة. من اللافت أن رسالة مفتوحة عام 2024 من خبراء و رواد الذكاء الاصطناعي حذرت من إمكانية تهديد الذكاء الاصطناعي للبشر، حيث قدر Geoffrey Hinton (أحد آباء الذكاء الاصطناعي) وجود احتمال يتراوح بين 10-20% لانقراض البشر بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال الثلاثين سنة القادمة إن تُرك دون رقابة theguardian.com. هذا صعّد من قضية حوكمة الذكاء الاصطناعي وجعلها موضوع نقاش رئيسي بين رؤساء الشركات والدول.
- تعزيز العمل بالذكاء الاصطناعي بدلاً من الاستبدال: تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف اتجاه ذو حدين. من جهة هناك أدوات إنتاجية مثل مساعدي الترميز وكتابة النصوص وأنظمة دعم اتخاذ القرار تعزز من أداء الإنسان. أظهرت الدراسات والبرامج التجريبية أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمتة المهام الروتينية، مفسحاً المجال للموظفين للتركيز على الأعمال عالية المستوى، ما يرفع الإنتاجية بدرجة ملحوظة (بعض التقديرات تشير إلى إمكانية رفع الإنتاجية عالمياً حتى 40% خلال العقد القادم في بعض القطاعات explodingtopics.com). تشجع كثير من الشركات موظفيها على “تعلُم استخدام الذكاء الاصطناعي وتطوير مهاراتهم” استجابة لتحذير الرئيس التنفيذي لـ Nvidia، Jensen Huang: “ستخسر وظيفتك لصالح من يستخدم الذكاء الاصطناعي” إن لم تتأقلم crescendo.ai. في الوقت ذاته بدأ الذكاء الاصطناعي يعوض بالفعل بعض الوظائف، خاصة في إنتاج المحتوى ودعم العملاء. هناك أدلة متزايدة على إعادة هيكلة سوق العمل: على سبيل المثال مؤسسات إعلامية مثل Insider استبدلت الصحفيين بالذكاء الاصطناعي، واعترفت شركات تقنية كبرى باستغنائها عن أدوار إدارية بسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي crescendo.ai crescendo.ai. الاتجاه العام هو “تعزيز العمل بالذكاء الاصطناعي” – أي العمل المشترك مع البشر – لكن العاملين وصناع القرار يستعدون أيضاً لاحتمال اضطراب أنماط التوظيف مستقبلاً. هذا ما يدفع إلى حوارات حول إعادة التأهيل والتعليم الذكائي الاصطناعي وسياسات جديدة مثل دعم الانتقال الوظيفي أو حتى فرض ضرائب خاصة بالذكاء الاصطناعي مستقبلاً.
- الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية والمجتمع: لم يعد الذكاء الاصطناعي محصوراً في شركات التقنية؛ بل أصبح ملموساً في حياتنا والمجتمع. يدير المساعدون الأذكياء جداولنا وأجهزة منازلنا، وتحلل محركات التوصية ما نشاهده ونقرأه، بل حتى الخدمات العامة تحصل على ترقية عبر الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، طبقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA أداة ذكاء اصطناعي مؤسسية باسم INTACT لتحسين العمليات التنظيمية وتحليل البيانات crescendo.ai، بهدف تقديم خدمة عامة أكثر كفاءة. تستخدم المدن الذكاء الاصطناعي في وظائف كمسارات النظافة أو التنبؤ بصيانة البنية التحتية. ومع ذلك فإن هذا الحضور المتنامي له تداعيات اجتماعية – ليس الجميع مرتاح لتوسع الذكاء الاصطناعي. محررو ويكيبيديا مثلاً أبدوا اعتراضهم على تدفق المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي، معتبرين أن النصوص الآلية كثيراً ما تفتقر للدقة والأسلوب الملائم crescendo.ai. هناك فجوة متزايدة في تصورات الرأي العام: فاستطلاعات الرأي تشير إلى تفاؤل كبير حيال الذكاء الاصطناعي في بلدان (كالصين والهند وإندونيسيا)، بينما تظل أغلبية متحفظة تجاهه في دول أخرى (كالولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا) hai.stanford.edu. هذا الانقسام يعكس عوامل الثقافة والتجارب السابقة مع الفضائح المرتبطة بالذكاء الاصطناعي (كخدع الفيديو أو القرارات المتحيزة). الاتجاه العام، رغم ذلك، أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً من نسيج الحياة اليومية – غالباً في الخفاء – والمجتمعات الآن تبحث عن كيفية تعظيم فوائده (مثل الصحة والتعليم والراحة) مع تقليص مخاطره كالمعلومات الكاذبة، انتهاك الخصوصية، أو تراجع المهارات البشرية.
اتجاهات السوق: الاستثمارات، الشركات الناشئة وإطلاق المنتجات
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي في عام 2025 ازدهاراً استثمارياً ونشاطاً قوياً للشركات الناشئة، إلى جانب صفقات استحواذ من عمالقة التقنية وسباق مستمر لإطلاق أحدث المنتجات:
- سجلات الاستثمار والتقييمات: لا يزال حماس المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي في أعلى مستوياته. بعد الطفرة في عامي 2023–24، وصلت الاستثمارات الخاصة العالمية في الذكاء الاصطناعي إلى ذروة جديدة في عام 2024 بمبلغ 109 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها (متجاوزة بكثير الاستثمارات في الصين التي بلغت 9.3 مليار دولار والمملكة المتحدة بـ4.5 مليار دولار) hai.stanford.edu. وعلى الرغم من تباطؤ السوق العامة لرأس المال الاستثماري، شهدت شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تمويلاً قريباً من الأرقام القياسية – أكثر من 33 مليار دولار عالمياً في 2024 hai.stanford.edu – في ظل سعي الشركات لتحقيق نجاحات مماثلة لـ ChatGPT. واستمر هذا الاتجاه في أوائل 2025 بجولات تمويل ضخمة: فعلى سبيل المثال، قامت شركة Thinking Machines Lab الجديدة التي أسستها المديرة التنفيذية السابقة في OpenAI، ميرا مراتي، بجمع 2 مليار دولار في جولة واحدة عند تقييم قدره 10 مليارات دولار لتطوير أنظمة “ذكاء اصطناعي استدلالي” للقدرات المتقدمة crescendo.ai. حتى رواد الأعمال من المراهقين يحصلون على نصيبهم من هذه الطفرة – فقد حصلت شركة ناشئة للبحث العلمي أسسها شاب هندي يبلغ من العمر 16 عاماً على تمويل بقيمة 12 مليون دولار لتطبيق النماذج اللغوية الكبيرة على البيانات الأكاديمية crescendo.ai. ويلاحظ المحللون أنه بينما هدأت وتيرة تمويل التقنية عموماً، ضاعف تمويل الذكاء الاصطناعي التوليدي تقريباً ثماني مرات في السنوات الأخيرة hai.stanford.edu. هذا التدفق الرأسمالي يغذي المنافسة الشديدة وتسارع التوظيف (مثلاً، الطلب على مواهب الذكاء الاصطناعي في الصين في ارتفاع حاد، حيث تعرض الشركات وحتى الحكومات المحلية حوافز لجذب مهندسي الذكاء الاصطناعي crescendo.ai).
- ابتكار الشركات الناشئة وعمليات الاستحواذ والاندماج: يقدم نظام الشركات الناشئة ابتكارات عبر سلسلة قيمة الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى مطوري النماذج الرئيسيين، تظهر العديد من شركات الذكاء الاصطناعي كخدمة وتطبيقاته في مجالات مثل الرعاية الصحية (تشخيص الذكاء الاصطناعي، اكتشاف الأدوية)، المالية (مستشارو التداول الذكي)، الأدوات الإبداعية (منصات التصميم التوليدي)، وغيرها. العديد منها أصبح أهدافاً سريعة الاستحواذ من قبل الشركات الكبرى التي تسعى لتعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي. إحدى القصص الرئيسية هي عمليات الاستحواذ الاستراتيجية من عمالقة التقنية: فقد أفادت التقارير مؤخراً بأن Apple تجري محادثات للاستحواذ على Perplexity AI – وهي شركة ناشئة في مجال البحث والدردشة بالذكاء الاصطناعي – مقابل حوالي 14 مليار دولار، وستكون هذه أكبر صفقة استحواذ في تاريخ Apple إذا تمت crescendo.ai. وتبرز هذه الخطوة مدى جدية Apple (التي كانت تركز عادة على الأجهزة) في مجال البحث والمساعدات الذكية (ربما لتقليل الاعتماد على Google). من بين الصفقات الأخرى الملحوظة استحواذ شركة Databricks على شركة MosaicML الرائدة في النماذج مفتوحة المصدر في منتصف 2023 (بقيمة 1.3 مليار دولار)، وعدد لا يحصى من صفقات الاستحواذ على المواهب من قبل شركات مثل Google وMicrosoft في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت نفسه، تقوم بعض الشركات الكبرى بتقسيم استثماراتها أو مضاعفتها: فقد واجهت OpenAI تحديات قيادية لكنها تواصل تطوير نماذجها ومنصتها (مع تكهنات حول إصدار GPT-5 قريباً)، وشركات مثل IBM أعادت ابتكار حلول الذكاء الاصطناعي لديها (مثل إطلاق منصة Watsonx للاستخدام المؤسسي) وكسبت ثقة المستثمرين كقصص “عودة الذكاء الاصطناعي” crescendo.ai. يشهد السوق عامةً حالة هيجان في الإطلاقات الجديدة، والشراكات، وأحياناً عمليات الاندماج، في محاولة كل شركة للظفر بنصيب في “اندفاعة الذهب” الجديدة في الذكاء الاصطناعي.
- إطلاق المنتجات الكبرى وإصدار النماذج: شهد مجتمع الذكاء الاصطناعي في العام الماضي إطلاق نماذج ومنتجات أكثر قوة وتأثيراً. فقد أطلقت OpenAI نموذج GPT-4 (في 2023)، واضعة معايير جديدة لمهام اللغة، وتم توسعه لاحقاً ليدعم فهم الصور متعددة الوسائط ونظام الإضافات، مما زاده مرونة في 2024. وردت Google بنموذج Gemini – الذي تم الكشف عنه أواخر 2024 بوصفه “أقوى نموذج لنا حتى الآن” – والذي جمع أبحاث DeepMind لتقديم ميزات متقدمة مثل الاستدلال القائم على الوكلاء techcrunch.com. وبحلول أوائل 2025، أطلقت Google Gemini 2.0 عبر واجهة برمجة السحابة لديها، بمزايا تنافس GPT-4 وتهدف إلى “ذكاء اصطناعي استدلالي” (تنفيذ مهام ذاتياً) blog.google. وقد طرحت شركات أخرى بارزة مثل Anthropic نموذج Claude 2 الذي يركز على توسيع حجم السياق لتحليل البيانات المؤسسية، وأطلقت Meta نموذج LLaMA 2 كمصدر مفتوح، مما حفز المساهمات المجتمعية في تحسينه. أما على صعيد العتاد، فقد زاد الطلب الشديد على أحدث رقائق تسريع الذكاء الاصطناعي من NVIDIA (سلسلة H100 وخطط الرقائق المستقبلية) – لدرجة أن مخزون الشرائح على مستوى العالم كان محدوداً طوال 2024 نتيجة اندفاع مزودي السحابة والشركات لمضاعفة طاقة الحوسبة للذكاء الاصطناعي. وقد أدى ذلك لاستكشاف حلول عتادية بديلة: نالت الشركات الناشئة التي تعمل على شرائح مخصصة للذكاء الاصطناعي (بما فيها الحوسبة العصبية والبصرية) اهتماماً وتمويلاً. وتكاملت التقنيات في المنتجات الاستهلاكية أيضاً: طرحت Meta وOakley نظارة “Meta HSTN” الذكية المزودة بمساعدات ذكاء اصطناعي وكاميرات عالية الدقة لتجارب الواقع المعزز دون استخدام الأيدي crescendo.ai. وفي البرمجيات الإبداعية، أطلقت Adobe تطبيق كاميرا للهواتف معزز بالذكاء الاصطناعي (Project Indigo) لتحسين الصور لحظياً crescendo.ai. حتى صناعة الألعاب بدأت الاعتماد على النماذج الذكية لجعل شخصيات الألعاب (NPCs) تقدم تفاعلات أكثر واقعية. باختصار، هناك إعلانات منتجات بارزة كل شهر – الذكاء الاصطناعي أصبح خاصية لا غنى عنها في جميع قطاعات التقنية، وتيرة تحسين النماذج (في الدقة والسرعة والجودة) تظل متسارعة جداً.
- مسار نمو السوق: ينمو سوق الذكاء الاصطناعي ليس فقط من حيث الضجة، بل اقتصادياً أيضاً. تشير تحليلات حديثة إلى أن الإنفاق العالمي على نظم الذكاء الاصطناعي سيتضاعف تقريباً من ~154 مليار دولار في 2023 إلى أكثر من 300 مليار دولار في 2026 techmonitor.ai. كل قطاع تقريباً يرفع ميزانيته الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وتقود قطاعات البنوك والتجزئة والخدمات المهنية حالياً من حيث الإنفاق المطلق، بينما من المتوقع أن تشهد قطاعات الإعلام والترفيه أسرع نمو في استثمارات الذكاء (~30% متوسط نمو سنوي) مع تعزيز استخدام الذكاء في المحتوى والإعلانات techmonitor.ai. أصبحت الإيرادات المرتبطة بالذكاء تشكل حصة أكبر من دخل شركات التقنية؛ على سبيل المثال، تشهد خدمات السحابة السحابية نمواً في الإيرادات من خدمات الذكاء السحابي، وأعلنت NVIDIA عن إيرادات قياسية في 2024 بسبب مبيعات رقائق الذكاء. تنمو الشركات الناشئة بمنتجات قابلة للتطبيق بسرعة مستفيدة من البنية السحابية وبرمجيات الـ API التي تتيح الوصول العالمي بتكلفة منخفضة. هناك أيضاً اتجاه لأن يصبح الذكاء الاصطناعي نقطة بيع رئيسية في البرمجيات المؤسسية – فكثير من شركات البرمجيات تعيد تسويق منتجاتها كـ”مدعومة بالذكاء” في مهام مثل إدارة علاقات العملاء (CRM)، والموارد البشرية، أو الأمن السيبراني، مما يعزز جاذبيتها السوقية. بينما يحذر بعض المحللين من “فقاعة الذكاء الاصطناعي”، يتفق معظمهم على أن الأساسيات (الكفاءة المتزايدة، القدرات الجديدة) تدعم استمرار النمو. حتى إذا تباطأت وتيرة التمويل، من المتوقع أن يظل الذكاء الاصطناعي أحد أسرع القطاعات نمواً في التقنية في المستقبل المنظور.
آخر المستجدات في السياسات والتنظيم (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الصين، وغيرها)
تعمل الحكومات حول العالم بنشاط على تطوير سياسات لتنظيم آثار الذكاء الاصطناعي وتعظيم فوائده. اعتباراً من منتصف 2025، يتغير المشهد التنظيمي بسرعة:
- الولايات المتحدة: تتبع الولايات المتحدة نهجاً متعدد المحاور بدون قانون شامل للذكاء الاصطناعي حتى الآن. قامت الوكالات الفيدرالية بزيادة الرقابة على الذكاء بشكل كبير باستخدام الصلاحيات القائمة – ففي 2024، أصدرت الوكالات الأمريكية 59 لائحة تنظيمية متعلقة بالذكاء الاصطناعي، وهو أكثر من ضعف العدد في 2023 hai.stanford.edu، وتشمل هذه اللوائح مجالات مثل خصوصية البيانات، شفافية الخوارزميات المالية، والانحياز في عمليات التوظيف. أصدرت إدارة بايدن (أواخر 2023) أمراً تنفيذياً تاريخياً بشأن الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق، يوجه بتطوير معايير جديدة للسلامة، ويلزم النماذج المتقدمة باختبارات Red Teaming ومشاركة النتائج مع الحكومة، ويطلق مبادرات لحماية الحقوق المدنية والمستهلك bidenwhitehouse.archives.gov congress.gov. (لقد وضع هذا الأمر التنفيذي الأساس لتوجه الوكالات الفيدرالية، رغم أن التنفيذ مرهون بتغيرات الإدارة الجديدة.) ويمتد نشاط الكونغرس بعقد جلسات استماع بارزة مع رؤساء شركات الذكاء ويناقش تشريعات – تشمل الأفكار المطروحة إلزام ترخيص النماذج “الرائدة” الكبيرة جداً، وفرض إفصاح حول المحتوى المولّد بالذكاء، وتمويل برامج إعادة تدريب القوى العاملة. لكن لم يُقر أي قانون شامل حتى يونيو 2025، جزئياً بسبب سرعة تطور المجال. كما حصل البيت الأبيض على التزامات طوعية من شركات الذكاء الكبرى (مثل OpenAI وGoogle وMicrosoft) للخضوع لاختبارات أمنية خارجية ومشاركة أفضل الممارسات منتصف 2023. واعتمدت العديد من الشركات إطار إدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي من NIST (صدر 2023) كدليل لدعم التطوير الآمن. وبعض الولايات أصدرت قواعدها الخاصة (مثلاً، إلينوي وغيرها لديها قوانين لتوظيف الذكاء). تسعى السياسات الأمريكية ككل لتحقيق توازن – دعم الابتكار والمنافسة (وقد حذر أحد مستشاري التقنية الرئيسيين الحكومة بأن على الولايات المتحدة “البقاء متقدمة على الصين” في الذكاء أو تعريض الأمن القومي للخطر crescendo.ai) مقابل زيادة الرقابة في قضايا مثل التمييز والشفافية وسوء الاستخدام المحتمل. كما يتزايد الاستثمار الحكومي: حيث تستمر الولايات المتحدة في ضخ الأموال بعمق في أبحاث الذكاء (عبر NSF, DARPA وغيرها)، وتضاعف التمويل الفيدرالي للبحث والتطوير في أحدث موازنة.
- الاتحاد الأوروبي: يواصل الاتحاد الأوروبي المضي قدماً في أحد أولى قوانين الذكاء الاصطناعي الشاملة حول العالم – قانون الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي (AI Act). بعد اتفاق سياسي أواخر 2024، دخل القانون حيز التنفيذ رسمياً في أغسطس 2024، وستطبق أحكامه تدريجياً خلال السنتين المقبلتين bsr.org. يتبع القانون نهجاً قائماً على المخاطر: فيحظر بعض الاستخدامات “عالية الخطورة” (مثل التسجيل الاجتماعي وأنواع معينة من المراقبة البيومترية اللحظية)، وينظم بصرامة أنظمة الذكاء “عالية الخطورة” (مثل المستخدمة في الصحة أو سلامة النقل أو قرارات التوظيف)، ويفرض متطلبات للشفافية على الذكاء التوليدي. اعتباراً من يونيو 2025، الاتحاد الأوروبي في مرحلة التنفيذ: بحلول فبراير 2025، ستصبح المحظورات على أخطر تطبيقات الذكاء قابلة للتطبيق، وبحلول أغسطس 2025 ستدخل قواعد الذكاء العام متعدد الأغراض (بما فيها النماذج الكبيرة مثل GPT) حيز التنفيذ على الأنظمة الجديدة skadden.com. وستُفرض متطلبات النظم عالية الخطورة (مثل تقييم المطابقة الإلزامية ومعايير حوكمة البيانات) بدءاً من منتصف 2026 skadden.com. ولتجسير هذه المرحلة، تعمل المفوضية الأوروبية مع الصناعة على مدونة ممارسات طوعية للذكاء التوليدي لتشجيع أفضل الممارسات حتى يسري القانون بالكامل digital-strategy.ec.europa.eu. كما تم تحديث توجيهات سلامة المنتجات والآلات لمراعاة الذكاء، وأطلقت برامج لدعم الابتكار في الذكاء بما يتفق مع القيم الأوروبية (الثقة، الخصوصية، الإشراف البشري). النهج الأوروبي صارم – إذ يجب على مزودي أنظمة الذكاء توفير إفصاحات واضحة عند استخدام الذكاء في إنتاج المحتوى، وضمان وجود إشراف بشري في الحالات عالية الخطورة، والامتثال لمعايير تدريب البيانات للحد من الانحياز. وقد أدى ذلك إلى قلق بعض شركات التقنية حول عبء الالتزام، لكن معظمها يتأقلم بالفعل. علاوة على ذلك، يعمل المنظمون الأوروبيون (مثل سلطات حماية البيانات وسلطات المنافسة) على قضايا الذكاء، مثل استخدام ChatGPT للبيانات الشخصية، أو التحقيق في قضايا احتكار محتملة في الإعلانات الموجهة بالذكاء crescendo.ai. كما يشهد الاتحاد استثمارات كبيرة: فقد أعلنت فرنسا مثلاً عن تعهد ضخم بقيمة 109 مليار يورو للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي كجزء من استراتيجيتها hai.stanford.edu، ويمول الاتحاد مراكز بحوث وبنى سحابية لتعزيز القدرات المحلية.
- الصين: بنت الصين بسرعة إطاراً تنظيمياً للذكاء الاصطناعي في العامين الماضيين، يجمع بين هدف تعزيز القيادة المحلية والسيطرة على الأضرار المجتمعية المحتملة. في منتصف 2023، طبقت إدارة الفضاء السيبراني في الصين (CAC) قواعد رائدة لخدمات الذكاء التوليدي، تشترط على المزودين الحصول على رخصة رسمية والالتزام بمعايير المحتوى الصارمة (يجب أن يعكس المحتوى الناتج القيم الاشتراكية الأساسية ويتجنب المواد المحظورة). واستكمالاً لذلك، أصدرت الصين في 2024–2025 تدابير جديدة للشفافية. ففي مارس 2025، أصدرت CAC “قواعد وضع العلامات على المحتوى الناتج بالذكاء”، وستدخل حيز التنفيذ في 1 سبتمبر 2025 insideprivacy.com. تلزم هذه القواعد وضع علامة واضحة على أي محتوى يولده الذكاء وقد يضلل أو يربك، من خلال الوسوم الظاهرة (للمستخدم) والبيانات المخفية insideprivacy.com insideprivacy.com. على سبيل المثال، قد تتضمن ردود الدردشة تعبير ” (مولد بالذكاء الاصطناعي)” ويجب أن يحمل أي صورة أو فيديو منتج بعلامة مدمجة. يجب على المنصات فحص المحتوى وإضافة الوسوم إذا دعت الحاجة أو حسب طلب المستخدم/الأدلة insideprivacy.com insideprivacy.com. ويهدف هذا النظام لمكافحة التزييف العميق والمعلومات المضللة دون حظر التقنية تماماً. أصدرت السلطات أيضاً إرشادات حول استجابة أمنية لحوادث الذكاء التوليدي insideprivacy.com، وأعلنت عن حملات لمكافحة إساءة استخدام الذكاء (مثلاً في الاحتيال أو إنتاج التزييفات الضارة) insideprivacy.com. وإلى جانب ذلك، تستثمر الصين بكثافة في البنية التحتية للذكاء – خاصة بإطلاقها صندوق دولة بقيمة 47.5 مليار دولار لأشباه الموصلات والذكاء لتقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية hai.stanford.edu. وترصد المدن والمقاطعات حوافز للشركات الناشئة، وتواصل الصين تصدر إنتاج أبحاث الذكاء (أوراق علمية، براءات اختراع) في العديد من المجالات. ورسالة الحكومة مزدوجة: الابتكار في الذكاء (بهدف الريادة حتى 2030)، مع ضمان أن يكون الذكاء “آمناً وقابلاً للسيطرة” بما يتوافق مع مصالح الدولة. دولياً، شاركت الصين في قمة Bletchley Park وغيرها من المنتديات، مبينة الاستعداد لمناقشة حوكمة الذكاء، مع التأكيد على نهج سيادة الدولة في التنظيم.
- مناطق أخرى ومبادرات عالمية: تعمل العديد من الدول الأخرى على وضع استراتيجياتها الخاصة للذكاء. المملكة المتحدة – خارج إطار الاتحاد الأوروبي – أصدرت “ورقة بيضاء” للذكاء في 2023 تدعو لنهج خفيف ومنظم حسب كل قطاع بدلاً من قانون شامل. كما تصدرت المملكة المشهد باستضافة أول قمة دولية لسلامة الذكاء الاصطناعي في Bletchley Park في نوفمبر 2023 بحضور 28 دولة (بما فيها الولايات المتحدة والصين وأعضاء من الاتحاد والهند وغيرها) نتج عنها إعلان للتعاون في بحوث أخطار الذكاء وبناء فهم مشترك للتطوير الآمن cooley.com. واستمرت النقاشات في قمة ثانية بكوريا الجنوبية 2024، وربما يتم تشكيل هيئة دولية دائمة للذكاء المتقدم تحت رعاية الأمم المتحدة أو G7. كندا اقترحت “قانون الذكاء الاصطناعي والبيانات”، والذي يجري مناقشته تشريعياً، ويهدف للنزاهة والشفافية وتخفيف الأضرار، كما خصصت 2.4 مليار دولار لدعم الابتكار والاستخدام المسؤول hai.stanford.edu. وتستثمر اليابان وكوريا الجنوبية بقوة في البحث والتطوير، مع إصدار إرشادات تدعو لتطور أخلاقي متماشي مع مبادئ عملية هيروشيما التي تركز على حقوق الإنسان والثقة. أما دول الجنوب العالمي مثل الهند فترفع إنفاقها على الذكاء (1.25 مليار دولار تعهدت بها الحكومة hai.stanford.edu) مع التركيز على تطبيقاته الاجتماعية (الزراعة، التعليم)، وأصدرت دول الاتحاد الأفريقي في 2024 استراتيجية لبناء القدرات مع احترام الخصوصية والثقافة. كما تنشط الهيئات الدولية: فقد وسعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) مرصد سياساتها للذكاء وتساعد الدول على تطبيق مبادئ المنظمة (التي ألهمت قوانين مثل الاتحاد الأوروبي)، وتلوح الأمم المتحدة بفكرة وكالة تنظيمية أو مجلس تنسيق عالمي. الخلاصة أن الاستجابة السياسية تتسارع لمواكبة نمو الذكاء – مع تقديم الاتحاد الأوروبي نموذجاً تنظيمياً، وزيادة الرقابة الأمريكية، وريادة الصين في نهج تحكمها، وتجريب الدول الأخرى لأطر مناسبة لموازنة المخاطر والفرص.
توقعات ونظرة مستقبلية قريبة (من 6 إلى 18 شهراً قادمة)
بالنظر إلى العام المقبل تقريباً (أواخر 2025 حتى 2026)، يتوقع الخبراء أن يستمر مسار الذكاء الاصطناعي في الارتفاع الحاد، ولو مع بعض نقاط التحول المحتملة:
- استمرار التقدم التقني المتسارع: يتوقع باحثو الذكاء الاصطناعي أن النماذج ستصبح أكثر قدرة وكفاءة باستمرار. استنادًا إلى الاتجاهات الحالية، ستشهد النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) والنماذج التوليدية المزيد من التحسينات في المنطق، وطول السياق، وتعدد الوسائط حتى عام 2025. وقد ألمحت OpenAI إلى ترقيات مستمرة (ربما GPT-4.5 أو GPT-5 في الأفق)، ويُقال أن قسم DeepMind لدى Google يعمل على تجاوز نموذج Gemini الخاص به، وربما يقترب من أشكال مبكرة لـالذكاء الاصطناعي العام (AGI) الذي يستهدف قدرات بشرية شاملة. وعلى الرغم من أن AGI ليس مرجحًا خلال 18 شهرًا، إلا أننا سنشهد أنظمة ذكاء اصطناعي ذاتسلوك أكثر شبهاً بالوكلاء – قادرة على إكمال أهداف متعددة الخطوات بشكل مستقل (مثل حجز السفر، أو البحث في موضوع، أو تنفيذ العمليات التجارية) من خلال دمج وحدات التخطيط. بعض الخبراء يحذرون من أنه مع اقتراب الأداء البشري على المزيد من المهام، هناك حاجة إلى تقييم دقيق: أحد الاكتشافات الأخيرة هو أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يواجه صعوبات مع المنطق المعقد – إذ تخفق النماذج في اختبارات تشبه الألغاز على الرغم من تفوقها في البرمجة أو الإجابة عن الأسئلة hai.stanford.edu. معالجة هذه النقاط الضعف أولوية بحثية. بالإضافة إلى ذلك، يجري استكشاف نماذج وأنماط جديدة (مثلالشبكات العصبية المستوحاة من الدماغ، أو الهجينة التي تجمع بين الشبكات العصبية والمنطق الرمزي ورسوم المعرفة) لكسر الحدود الحالية. الأشهر الـ18 القادمة ستشهد أيضًا المزيد من المنافسة في تكنولوجيا رقاقات الذكاء الاصطناعي – شركات مثل AMD وIntel والشركات الناشئة ستطرح مسرعات ذكاء اصطناعي جديدة، مما قد يخفف من هيمنة NVIDIA ويقلص اختناقات الأجهزة. قد يؤدي ذلك إلى تسريع تدريب النماذج ونشرها.
- انتشار أوسع للذكاء الاصطناعي وتحول في الصناعات: بحلول منتصف أو أواخر 2026، من المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي مدمجًا بعمق في عمليات معظم المؤسسات. وتتوقع جارتنر أنه بحلول 2026، أكثر من 80٪ من المؤسسات الكبرى ستكون قد نشرت حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أو بآخر، سواءً في روبوتات خدمة العملاء أو توليد محتوى التسويق أو مساعدي البرمجة الداخليين. ومن المتوقع أن تكون مكاسب الإنتاجية من هذه الأدوات كبيرة – حيث قدّر تحليل ماكنزي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يضيف ما يتراوح بين 2.6 إلى 4.4 تريليون دولار سنويًا للاقتصاد العالمي بزيادة الإنتاجية عبر القطاعات (ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لدولة كبيرة). على المدى القصير، تفيد العديد من الشركات أن الذكاء الاصطناعي يساعد بالفعل في زيادة الإيرادات أو خفض التكاليف: ففي 2024، 59% من المؤسسات التي تم استطلاعها قالت إن تبني الذكاء الاصطناعي أدى إلى زيادة الإيرادات، و42% شهدوا انخفاضًا في التكاليف weforum.org، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام مع توسع المشاريع التجريبية. الصناعات التي يجب مراقبتها: التجزئة، حيث يمكن أن يصبح التنبؤ بالطلب والتخزين الآلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي معيارًا؛ التصنيع، حيث ستعتمد المصانع بشكل متزايد على الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي (وقد يشير اختبار فوكسكون للروبوتات في مصنع أمريكي crescendo.ai إلى اعتماد أوسع)؛ والرعاية الصحية، حيث قد تشهد 2025 أخيرًا انتقال أدوات الدعم السريري والتشخيص بالذكاء الاصطناعي من التجارب إلى الاستخدام الروتيني في المستشفيات. وستجلب طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضًا منتجات استهلاكية جديدة – قد نرى ميزات الذكاء الاصطناعي كعنصر بيع رئيسي في الأجهزة (تخيل “وضع الذكاء الاصطناعي” في الكاميرات لإنشاء خلفيات مبتكرة، أو رفقاء ذكاء اصطناعي في الألعاب والواقع الافتراضي يتكيفون مع المستخدم). من المهم، يتوقع الخبراء غربلة بين الشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي: مع وجود العديد من الوافدين الجدد، قد نشهد بحلول 2026 عمليات اندماج – حيث ستفشل بعض الشركات أو يتم الاستحواذ عليها، بينما يثبت القليل منها نفسه كمنصات أو مقدمي خدمات أساسية للذكاء الاصطناعي في مجالات مثل القانون أو المالية أو العمل الإبداعي.
- نمو السوق والأثر الاقتصادي: محللو السوق متفائلون حيال نمو قطاع الذكاء الاصطناعي في المدى القريب. وتتوقع IDC أن الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي سيحافظ على معدل نمو سنوي بين 26–30%، متجاوزًا 300 مليار دولار في عام 2026 وعلى طريق بلوغ تريليون دولار في أوائل الثلاثينيات techmonitor.ai. سوق عتاد الذكاء الاصطناعي (الرقاقات المخصصة للتدريب والاستدلال) يعتبر قطاعًا ساخنًا بشكل خاص، ومن المتوقع أن يتجاوز 80 مليار دولار سنويًا بحلول 2027 explodingtopics.com مع تصاعد الطلب على وحدات معالجة الرسومات الخاصة بمراكز البيانات والرقاقات الطرفية. قد يتراجع الاستثمار الاستثماري قليلاً عن ذروته في 2024، لكن الاستثمار المؤسسي (البحث والتطوير الداخلي، توظيف مواهب الذكاء الاصطناعي، شراء خدمات الحوسبة السحابية) سيرتفع على الأرجح – فكل شركة الآن تواجه ضغطًا لوضع استراتيجية للذكاء الاصطناعي. اتجاه جدير بالملاحظة: بينما تسيطر الولايات المتحدة حاليًا على الاستثمار الخاص في الذكاء الاصطناعي (ما يقرب من 12 ضعف الصين في 2024) hai.stanford.edu، فإن عمالقة التكنولوجيا الصينية (مثل بايدو وتينسنت وعلي بابا) والمبادرات الحكومية قد تقلص هذا الفارق بضخ الأموال في الابتكار والشركات الناشئة المحلية. كما تحاول منظومة رأس المال الجريء الأوروبية إنتاج المزيد من الشركات الناشئة العملاقة في الذكاء الاصطناعي، بمساعدة صناديق الابتكار الحكومية. توقعات سوق العمل تشير إلى أن الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ستكون من بين الأسرع نموًا: ويتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي ما يصل إلى 97 مليون وظيفة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا عالميًا بحلول نهاية 2025 (في مجالات مثل علوم البيانات والهندسة والصيانة)، لتلبية طلب “اقتصاد الذكاء الاصطناعي” explodingtopics.com، رغم أن أدوارًا أخرى قد تتأثر في المقابل. بشكل عام، من المتوقع أن يكون إسهام الذكاء الاصطناعي في النمو الاقتصادي كبيرًا – إذ تشير تحليلات PwC كثيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف 15.7 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول 2030، أي ما يعادل زيادة الناتج المحلي العالمي بنحو 14% explodingtopics.com، وسيظهر جزء كبير من هذا النمو في السنوات القليلة القادمة.
- تطورات تنظيمية وأخلاقية: في مجال السياسات، ستكون الأشهر الـ18 القادمة حاسمة لحوكمة الذكاء الاصطناعي. ستظهر أولى معالم قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي – وبحلول أواخر 2025 سنرى مدى تطبيق قواعد الذكاء الاصطناعي لأغراض عامة، وما إذا كان مقدمو الخدمات الرئيسيون يلتزمون بتسجيل أنظمتهم في قاعدة بيانات الاتحاد الأوروبي وتنفيذ تدابير الشفافية. قد تظهر تحديات قانونية أو تعديلات مع تكيّف الصناعات مع القانون. في الولايات المتحدة، بناءً على الاتجاهات السياسية، قد نشهد حركة نحو تشريع اتحادي للذكاء الاصطناعي (ربما مشروع قانون يركّز على الذكاء الاصطناعي في مجالات حرجة مثل الصحة، أو تحديث قوانين المسؤولية عن قرارات الذكاء الاصطناعي). إذا لم يحدث ذلك، فمن المتوقع استمرار نشاط الوكالات مثل FTC (لضمان عدم خداع المنتجات الاستهلاكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي) وEEOC (لمراقبة عدم التمييز في أدوات الموارد البشرية الذكية). دوليًا، يرجح استمرار الزخم الناتج عن قمم سلامة الذكاء الاصطناعي: قد يُنشأ شبكة مراقبة عالمية لنماذج الذكاء الاصطناعي بحيث تتشارك الدول المعلومات حول قدرات الأنظمة الأكثر تطورًا (خطوة نحو إدارة المخاطر الشديدة). من المتوقع أيضًا أن تنشر هيئات المعايير الفنية (ISO، IEEE) معايير بشأن إدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي والشفافية والمتانة، لتصبح نقاط مرجعية للتنظيم. بحلول منتصف 2026، سيكون لدى المزيد من الدول قوانين ذكاء اصطناعي خاصة بها – مثلاً، البرازيل والهند تعملان على أطر عمل قد تدخل حيز التنفيذ. هناك أيضًا حديث متزايد عن إلزامية تقييم الأثر قبل نشر أنظمة ذكاء اصطناعي معينة (على غرار تقارير الأثر البيئي) – وقد نشهد أول حالات تأجيل أو تعديل مشاريع ذكاء اصطناعي كبيرة بسبب عملية تقييم أخلاقي أو مخاطر. أخلاقيًا، سيستمر الجدل حول قضايا مثل خصوصية البيانات (مع احتمالية ظهور قوانين جديدة للذكاء الاصطناعي والبيانات الشخصية)، والملكية الفكرية (قرارات محاكم حول ما إذا كان يمكن حماية المحتوى الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي بحقوق التأليف أو كيفية تعويض بيانات التدريب)، ودور الذكاء الاصطناعي في الانتخابات (مع اقتراب الانتخابات في الولايات المتحدة ودول أخرى، تُدرس قواعد حول “ديب فايك” والإعلانات السياسية المولدة بالذكاء الاصطناعي). وبحلول أواخر 2025، سيتبلور بحسب توقعات كثيرين فسيفساء تنظيمية عالمية أكثر تحديدًا – مع بعض الاتساق في المبادئ (السلامة، الشفافية) لكن مع اختلاف في التطبيق – ما يتعين على شركات الذكاء الاصطناعي مراعاته عند نشر المنتجات حول العالم.
- آراء الخبراء: يقدم قادة الذكاء الاصطناعي مزيجًا من التفاؤل والتحذير بشأن المستقبل القريب. سام ألتمان، المدير التنفيذي لـ OpenAI، صرح مؤخرًا بأن «الذكاء الاصطناعي سيصبح أكثر قدرة وتواجدًا في كل مكان» وشجّع على التركيز على إمكاناته الإيجابية – من المساعدة في ابتكار اكتشافات علمية جديدة إلى تعزيز الإنتاجية اليومية mitsloan.mit.edu. في-في لي، أستاذة بارزة في الذكاء الاصطناعي، تؤكد على الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان وتتوقع تقدماً في مجالات مثل تقديم الرعاية الصحية والاستدامة البيئية، بشرط تطوير الذكاء الاصطناعي بما يتسم بقيم إنسانية. أندرو نغ، أحد رواد الذكاء الاصطناعي الآخرين، غالبًا ما يقول إن الفرصة الفورية هي «تحويل الصناعات من خلال التعلم العميق خطوة خطوة» وأن أمام معظم الشركات الكثير لتحقيقه من تطبيقات الذكاء الاصطناعي البسيطة نسبيًا – مما يعني أن الضجة حول الذكاء الفائق لا يجب أن تشتت عن التطبيقات العملية الحالية. أما من الجانب الحذر، فقد دعا يوشوا بنجيو (حائز جائزة تورنغ) للتركيز أكثر على أبحاث أمان الذكاء الاصطناعي في العامين القادمين، واقترح حتى إبطاء نشر النماذج الأكثر قوة حتى الحصول على ضمانات أمان أكبر. إيلون ماسك، الذي شارك في تأسيس OpenAI ويدير الآن شركة ذكاء اصطناعي جديدة، استمر في التعبير عن القلق من الذكاء الاصطناعي غير المسيطر عليه، متوقعًا أنه بحلول 2026 قد نحصل على أنظمة ذكاء اصطناعي لديها القدرة على تجاوز الذكاء البشري في العديد من المجالات، ولهذا يدعو إلى تنظيم استباقي: “نحتاج إلى نوع من الحكَم“، على حد قوله، مشبهًا تنافس الذكاء الاصطناعي غير المنظم برياضة بلا ضوابط. باختصار، هناك إجماع بين الخبراء على أن الأشهر الـ6–18 القادمة ستشهد تقدمًا مذهلًا في الذكاء الاصطناعي وانتشارًا أوسع – مما سيجعل الحياة أسهل في نواحٍ عديدة – لكن مع ضرورة اليقظة والتوجيه المسؤول لنمو الذكاء الاصطناعي. كما قال ديميس هاسابيس من ديب مايند: «نحن على أعتاب تكنولوجيا يمكن أن تكون تحولية بقدر الثورة الصناعية. ضمان استفادة الجميع منها هو تحدي عصرنا.»
الخاتمة
بحلول يونيو 2025، أصبح الذكاء الاصطناعي بلا شك في صدارة المجتمع بعد أن كان في المختبرات فقط. الإنجازات في مختلف القطاعات – من تشخيص الأمراض وقيادة السيارات إلى أتمتة خدمة العملاء – تزيد الكفاءة وتفتح قدرات جديدة. وفي الوقت ذاته، تعيد ثورة الذكاء الاصطناعي تشكيل الأسواق، مع زيادة الاستثمارات والمنافسة الشرسة لبناء نماذج وتطبيقات أكثر قوة. صانعو السياسات حول العالم يدركون الآن الفرص والمخاطر معًا، ويبدؤون في وضع قواعد تهدف للاستفادة من مكاسب الذكاء الاصطناعي مع الحد من سلبياته. يعد المستقبل القريب بمزيد من تكامل الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، ستشهد النصف الثاني من هذا العقد الذكاء الاصطناعي كبنية تحتية أساسية للاقتصاد العالمي، كما هو حال الكهرباء أو الإنترنت. ولكن هذا المستقبل ليس محسوماً سلفاً – بل سيُشكله قرارات وتعاون الباحثين وقادة الأعمال والمنظمين والمجتمع كله. ونحن نقف عند هذه النقطة المفصلية، هناك حقيقة واضحة: التطور السريع للذكاء الاصطناعي سيستمر، والبقاء على اطلاع ومشاركة في هذه التطورات أمر أساسي لضمان أن يتطور هذا المجال القوي في اتجاه يثري الإنسانية. ستكون الأشهر الثمانية عشر القادمة حاسمة في رسم هذا المسار، مما يجعل هذه الفترة زمن حماس كبير ومسؤولية أكبر في عالم الذكاء الاصطناعي.
المصادر: تم استخدام تقارير الأخبار الحديثة والإعلانات الرسمية وتحليلات الخبراء لإعداد هذا التقرير، بما في ذلك تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لستانفورد 2025 hai.stanford.edu hai.stanford.edu، وتقارير وكالتي رويترز وبلومبرغ الإخبارية crescendo.ai reuters.com، وأوراق المنتدى الاقتصادي العالمي والأوراق البيضاء الخاصة بالصناعة weforum.org techmonitor.ai. توفر هذه المصادر وغيرها من المصادر المذكورة مزيداً من التفاصيل ويمكن الرجوع إليها لمزيد من السياق حول كل نقطة تم مناقشتها.