أفضل 10 توجهات تكنولوجية ستشهد انفجاراً في عام 2025: الذكاء الاصطناعي التوليدي، قفزات الكم، اختراقات في التكنولوجيا الحيوية والمزيد

1. الذكاء الاصطناعي يصبح تياراً رئيسياً (التقدم في الذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء العام الاصطناعي)
انتقل الذكاء الاصطناعي من مجرد ضجة إلى بنية تحتية حيوية في عام 2025. أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مدمجة على نطاق واسع في وظائف الأعمال – من أتمتة دعم العملاء وكتابة البرمجيات إلى إنشاء المحتوى التسويقي. في عام واحد فقط، تضاعف اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي التوليدي ليصل إلى 65% من المؤسسات amplifai.com، و92% من شركات فورتشن 500 تستخدم الآن تقنيات OpenAI amplifai.com. كما شهدت ميزانيات الذكاء الاصطناعي انفجارًا: أظهر استطلاع لمديري تقنية المعلومات أن متوسط الإنفاق على نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) نما بنسبة 85% من 2023 إلى 2024 ومن المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات بحلول 2025 a16z.com. يعكس هذا كيف تخرج الذكاء الاصطناعي من مرحلة المشاريع التجريبية إلى عنصر دائم في ميزانيات تقنية المعلومات a16z.com. وتبلغ الشركات عن عائد استثمار قوي يصل إلى حوالي 3.7 دولار لكل دولار يُستثمر في الذكاء الاصطناعي التوليدي amplifai.com amplifai.com، خاصة في قطاعات مثل المالية والإعلام.
أصبحت أدوات “المساعد التوليدي” قائمة في كل برامج المؤسسات. إذ أطلقت منصات كبرى مثل Microsoft 365 وGoogle Workspace وSalesforce وAdobe وغيرها مساعدين ذكاء اصطناعي يساعدون في كتابة الرسائل الإلكترونية، وإنشاء الشفرات البرمجية، وتحليل البيانات، وتصميم المسودات. وأصبح هؤلاء المساعدون الذكاء الاصطناعي الآن نقطة بيع رئيسية لمنتجات البرمجيات كخدمة SaaS acftechnologies.com acftechnologies.com. من ناحية التطوير، أصبحت المؤسسات أكثر تقدمًا باستخدام عدة نماذج ذكاء صناعي متزامنة – تجمع بين العمالقة المملوكة (OpenAI GPT-4، Google PaLM 2، Anthropic Claude، إلخ) مع نماذج المصدر المفتوح (LLaMA 2 من Meta، Mistral) لتحسين الأداء والتكلفة a16z.com a16z.com. وبدلاً من نموذج واحد يناسب الجميع، تختار المؤسسات نماذج مختلفة لمهام مختلفة (مثلاً: إنشاء الشِفرات مقابل الكتابة مقابل الأسئلة والأجوبة) وتبقى محايدة من حيث المزود a16z.com. أدت استراتيجية النماذج المتعددة هذه إلى أن 37% من الشركات تُشغل 5+ نماذج ذكاء اصطناعي في الإنتاج a16z.com.
بعيداً عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، تتركز الأنظار في الصناعة حالياً على التقدم نحو الذكاء العام الاصطناعي (AGI). ورغم أن الذكاء العام الاصطناعي الحقيقي ما زال بعيد المنال، فقد قامت المختبرات الرائدة بتوسيع نطاق النماذج نحو قدرات أكثر عمومية. تتسابق شركات مثل OpenAI وDeepMind وغيرها لبناء أنظمة قادرة على الاستدلال والتخطيط والتعلم مثل البشر. تشير التجارب الأولى لـ “وكلاء الذكاء الاصطناعي” (مثل AutoGPT وأطر الوكلاء مفتوحة المصدر) إلى برامج يمكنها تنفيذ المهام بشكل مستقل عبر ربط مراحل منطق الذكاء الاصطناعي. وفي منتصف 2025، أصبح بوسع هؤلاء العوامل الذكية كتابة وتصحيح الشفرات البرمجية، واستعلام البيانات، وتنفيذ التعليمات مع تدخل بشري محدود – إيذاناً ببدء عصر ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية في سير العمل. ومع ذلك، فإن موثوقية هذه التقنيات ما زالت قيد التطوير؛ ويبقى الإشراف البشري أمراً أساسياً.
تأثير الصناعة: عمليًا، كل قطاع يعتمد الذكاء الاصطناعي اليوم. فمثلاً، في خدمة العملاء، ترى 59% من الشركات أن الذكاء الاصطناعي التوليدي غيّر جوهريًا طرق تفاعلها مع العملاء amplifai.com. وفي القطاع المالي، يُستخدم الذكاء الاصطناعي في التداول الخوارزمي والكشف عن الاحتيال؛ وفي الرعاية الصحية للتصوير الطبي واكتشاف الأدوية. وجدَت دراسة لماكينزي أن 72% من الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي في أكثر من وظيفة أعمال واحدة amplifai.com amplifai.com. هذا الانتشار الواسع أثار أيضًا تركيزًا عاجلاً على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي – إذ تتعامل الشركات والهيئات التنظيمية مع تحيّزات الذكاء الاصطناعي، وقضايا حقوق التأليف للمحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي، وخصوصية البيانات. ويبرز القانون الأوروبي المقترح للذكاء الاصطناعي والمناقشات في الولايات المتحدة بوصفهما خطوات نحو تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، بينما تؤسس شركات التقنية فرقًا لسياسات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتقوم باختبار نماذجها (“فِرَق التحدي”). باختصار، الذكاء الاصطناعي في عام 2025 هو محرك تحوّل وإنتاجية وُواجه العالم مع تحديات سياسية وأخلاقية جديدة تتسارع معالجتها.
2. اختراقات في الحوسبة الكمومية وتقنيات “مقاومة للكم”
لا تزال الحوسبة الكمومية في بداياتها، لكن عام 2025 شهد خطوات محورية تشير إلى أن “القفزات الكمومية” باتت تلوح في الأفق. في يونيو 2025، أعلن باحثو آي بي إم أنهم قد “حلوا العلم” الكامن وراء الحواسيب الكمومية ذات التصحيح الذاتي للأخطاء – حيث أظهروا أساليب جديدة لتصحيح الأخطاء قد تسمح أخيرًا بتوسعة عدد الكيوبتات بشكل كبير livescience.com livescience.com. وكشفت IBM عن خطط لجهاز كمومي يُدعى “Starling” يحتوي على 200 كيوبت منطقي (يتطلب حوالي 10,000 كيوبت فيزيائي) ويهدف ليكون قيد التشغيل بحلول 2029 livescience.com livescience.com. سيكون هذا أول حاسوب كمومي واسع النطاق ومصحح للأخطاء في العالم، مع إمكانية أن يكون أقوى بـ20,000 مرة من المعالجات الكمومية الحالية الصاخبة livescience.com. وعلى خطى IBM، تدفع Google وغيرها الحدود الأمامية أيضًا – إذ يُقال إن شريحة Google الكمومية الأحدث “Willow” قد حلت مشكلة يستحيل حلها فعليًا بواسطة الحواسيب العملاقة التقليدية livescience.com، ما ينذر باقتراب التفوق الكمومي في بعض المهام المتخصصة.
يتسارع التقدم في العتاد: ففي نهاية 2023 حققت IBM طفرة بمعالج يحتوي على 1,121 كيوبت (“Condor”)، متجاوزة عتبة 1,000 كيوبت لأول مرة medium.com. وتتم متابعة عدة معماريات (كيوبتات فائقة التوصيل، أيونات محاصرة، فوتونات، وغيرها) من قِبل شركات ناشئة ومختبرات بحثية حول العالم. والتدفقات الاستثمارية من رأس المال المخاطر والحكومات في التقنيات الكمومية تتزايد، بهدف تجاوز العقبات المتبقية مثل نسب أخطاء الكيوبت وزمن التماسك. ويتفق الجميع أن عقد 2020 هو “عقد التطوير” للكم، مع توقع تطبيقات تجارية واقعية في النصف الثاني من العقد. ونشهد بالفعل خدمات حوسبة كمومية عبر السحابة من IBM وAmazon وغيرهما، تتيح للمطورين تجربة خوارزميات كمومية صغيرة النطاق.
من التداعيات المباشرة لتصاعد الكم انعكاسه على الأمن السيبراني. إذ تزامنًا مع الخوف من أن الحواسيب الكمومية قد تكسر التشفير التقليدي في المستقبل (خوارزمية Shor تهدد RSA/ECC)، تتسابق المؤسسات لتطبيق تشفير ما بعد الكم. وبدأت الحكومات تفرض تشفيراً “مُقاوماً للكم” على الأنظمة الحيوية. فعلى سبيل المثال، اعتمد المعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتكنولوجيا (NIST) مجموعة خوارزميات تشفير مقاومة للكم في 2024، وتخطط الوكالات للانتقال بعيدًا عن الخوارزميات الضعيفة بحلول الثلاثينيات csoonline.com csoonline.com. وفي 2025، تختبر العديد من الشركات هذه المخططات التشفيرية الجديدة للبقاء متقدمة على خصوم كموميين في المستقبل acftechnologies.com acftechnologies.com.
ما التالي: طوال عام 2025، يُتوقع زيادة “الضغط الكمومي” على الصناعة والحكومات لتكون جاهزة للكم – أي مستعدة لحقبة الحوسبة الكمومية. الاستثمارات في البحث والتطوير في الحوسبة الكمومية (في الأجهزة والبرمجيات) وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث تبتكر شركات التكنولوجيا الكبرى (IBM، جوجل، إنتل) والشركات الناشئة (IonQ، Rigetti، Xanadu) بوتيرة متسارعة. من المرجح أن نستمر في رؤية إعلانات دورية عن إنجازات جديدة: عدد أكبر من الكيوبتات، معدلات خطأ أقل، وربما استعراض لمشكلة عملية (مثل محاكاة جزيئية معقدة) تم حلها بواسطة كمبيوتر كمومي بسرعة تفوق أي كمبيوتر تقليدي. بالتوازي مع ذلك، ستتقدم كل مؤسسة تهتم بالأمن في خططها نحو مرونة التشفير – أي ضمان ألا تصبح بياناتها الحالية غير آمنة مستقبلاً مع تطور أجهزة الكم.
3. اختراقات في التكنولوجيا الحيوية (كريسبر، البيولوجيا التركيبية والتقنيات العصبية)
الابتكار في التكنولوجيا الحيوية يزدهر في 2025 مدفوعاً بأدوات قوية مثل تحرير الجينات عبر كريسبر، واكتشاف الأدوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الهندسة الحيوية التي كانت خيالاً علمياً قبل عقد فقط. حقق تحرير الجينات تقدماً هائلاً: تعتبر كريسبر-كاس9 ومعدلات الجينات من الجيل التالي في مراحل تجارب متقدمة لأمراض مثل فقر الدم المنجلي، والعمى الوراثي، وبعض أنواع السرطان. وشهد هذا العام تحسينات في أنظمة التوصيل (مثل الجسيمات النانوية الدهنية والناقلات الفيروسية) لجعل العلاج الجيني أكثر أماناً ودقة go.zageno.com. وتفتح هذه الإنجازات الباب لعلاج مجموعة أوسع من الحالات – من الاضطرابات الوراثية النادرة إلى الأمراض الشائعة ذات المكون الوراثي (مثل ارتفاع الكوليسترول). في الواقع، من المتوقع أن تحصل أول علاجات قائمة على كريسبر لاضطرابات الدم على موافقات تنظيمية بحلول عام 2025، ما يمثل حقبة جديدة في الطب الجينومي. ومع ذلك، تستمر الجدل الأخلاقي حول تحرير الجينات (خاصة عندما يتعلق الأمر بالتغيرات الوراثية الموروثة)، إذ لا يزال المجتمع يواجه تساؤلات حول مدى التدخل في الحمض النووي البشري go.zageno.com.
في مجال البيولوجيا التركيبية، أفرز تقاطع علم الأحياء والهندسة نتائج مذهلة. تقوم شركات ناشئة في البيولوجيا التركيبية ببرمجة الخلايا كأنها مصانع دقيقة لإنتاج المواد الكيميائية والأغذية وغيرها. اللحوم ومنتجات الألبان المزروعة في المختبر (الزراعة الخلوية) تقترب تدريجياً من تكلفة المنتجات الزراعية التقليدية، واعدة بفوائد بيئية كبيرة. تشير التوقعات إلى أن صناعة البيولوجيا التركيبية ستشهد نموًا بعشرة أضعاف بحلول 2030 لتصبح سوقًا يقدر بحوالي 100 مليار دولار go.zageno.com. من الإنجازات البارزة تطوير ميكروبات معدلة وراثياً تفرز بلاستيكاً قابلاً للتحلل، وخمائر تنتج مركبات دوائية، ومحاصيل معدلة جينياً بخصائص غذائية محسنة. الجدير بالذكر أن “فوربس” سلطت الضوء على البيولوجيا التركيبية كواحدة من أبرز مجالات التكنولوجيا للشركات الناشئة في 2025 go.zageno.com. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تتعلق بتوسيع نطاق التصنيع الحيوي والسلامة الحيوية والأخلاقيات، لكن الديناميكية في هذا المجال هائلة مع دعم كبير من المستثمرين والحكومات (إذ تعتبر الحلول الحيوية مفتاحاً لتحقيق أهداف الاستدامة).
مجال آخر مثير هو التقنيات العصبية – أي الابتكارات التي تربط التكنولوجيا مع الدماغ البشري. في عام 2025، بدأت شركات مثل نيورالينك لإيلون ماسك وشركات أخرى متخصصة في واجهات الدماغ-الحاسوب (BCI) تجارب بشرية على شرائح قابلة للزرع تهدف لاستعادة البصر أو الحركة للمرضى ذوي الإعاقة. حصلت نيورالينك على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وبدأت في أواخر 2024 اختيار مرضى مشلولين لأول دراسة بشرية على الإطلاق neuralink.com. في المقابل، حققت شركة منافسة، Paradromics، أول زرع لواجهة دماغ-حاسوب في إنسان في أوائل عام 2025 cnbc.com، ما يدل على سرعة تقدم هذا المجال. تتكون هذه الواجهات من أقطاب كهربائية مجهرية تستطيع قراءة وتحفيز إشارات الدماغ، مما يتيح للمصابين بالشلل التحكم بالمؤشرات الحاسوبية أو الأطراف الاصطناعية بمجرد التفكير. بجانب الزرعات، تزدهر تقنيات عصبية غير جراحية أيضاً – إذ تُستخدم خوذات EEG ومستشعرات أخرى لأغراض عديدة كالألعاب والتأمل، ويجري تطوير “أطراف عصبية اصطناعية” لعلاج الاكتئاب أو فقدان الذاكرة. ورغم أن التقنية في مراحلها الأولى، فإن عام 2025 يشهد توسيع حدود التقنيات العصبية: بعض الأجهزة التجريبية تتيح للمستخدمين التحكم في أشياء رقمية بسيطة بمجرد التفكير، بينما توفر بدلات لمسية متقدمة محاكاة الحواس للعلاج بالواقع الافتراضي xonevo.com xonevo.com. والرؤية طويلة الأمد لهذا المجال هي معالجة الاضطرابات العصبية، وتعزيز القدرات الإدراكية للإنسان، وربما الوصول لشكل جديد من التفاعل بين الإنسان والآلة.
الصورة الشاملة: أصبحت التكنولوجيا الحيوية متداخلة بشكل متزايد مع الحوسبة (كاستعمال الذكاء الاصطناعي في علم الجينوم أو طي البروتينات) والهندسة (منصات التصنيع الحيوي). يضخ الذكاء الاصطناعي دفعة قوية لأبحاث التكنولوجيا الحيوية – من توقعات بنية البروتين من AlphaFold لتصميم إنزيمات جديدة go.zageno.com، إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتنبأ بكيفية تأثير تعديلات الحمض النووي على الكائن الحي. في عام 2025، تستفيد الشركات البيوتكنولوجية من الذكاء الاصطناعي لتسريع اكتشاف الأدوية بتقنيات المحاكاة الرقمية go.zageno.com. إن تلاقي هذه المجالات يجعلنا نشهد اختراقات متسارعة: على سبيل المثال، هناك لقاحات mRNA جديدة لأمراض مثل السرطان في مرحلة التجارب، وأجهزة الاستشعار البيولوجية تمكّن من مراقبة الصحة في الوقت الفعلي، وتوسعت مسارات العلاجات الجينية والخلوية. ومع تمويل قوي ودعم واسع بعد الجائحة، تبدو التكنولوجيا الحيوية في طريقها لتحقيق بعض أهم الابتكارات في هذا العقد، ما سيحسن الصحة والاستدامة على مستوى العالم.
4. تكنولوجيا المستهلك: الأجهزة القابلة للارتداء، الأجهزة الذكية، الواقع المعزز/الافتراضي والحوسبة المكانية
تزداد التقنيات في حياتنا اليومية ذكاء، واندماجاً، وغنى بالميزات في عام 2025. الأجهزة القابلة للارتداء تواصل الانتشار خارج نطاق الساعات الذكية – تخيل الخواتم الذكية، وسماعات الأذن المعززة بالذكاء الاصطناعي، وحتى الملابس الذكية. الصحة والعافية تظل المحرك الرئيسي: فالأجهزة الحديثة تراقب إيقاع القلب، والأكسجين في الدم، ومراحل النوم، ومستويات التوتر، وأكثر من ذلك. تتنافس شركات التقنية لإضافة مستشعرات حيوية جديدة (مثل مراقبة الجلوكوز بشكل متواصل وبطرق غير جراحية) لتمكين المستخدمين من التحليل الصحي على مدار 24 ساعة. سوق الأجهزة القابلة للارتداء قوي حول العالم، مع تبني المستهلكين لأجهزة مثل ساعة آبل سيريز X، أساور WHOOP، خواتم Oura، ومجموعة متنوعة من متتبعات اللياقة. تستفيد هذه الأجهزة بشكل متزايد من الذكاء الاصطناعي على الجهاز لاكتشاف الشذوذات (مثل اضطراب نبضات القلب AFib) وتوفير إرشاد شخصي. علاوة على ذلك، أصبحت الأجهزة القابلة للارتداء موضة عصرية – متوفرة بتصاميم قابلة للتخصيص، ومريحة بما يكفي لتُرتدى طوال اليوم. والنتيجة: بحلول 2025 يُقدر أن هناك مليار جهاز قابل للارتداء قيد الاستخدام عالمياً، تولد مجتمعة بيانات غنية تدعم توجه الرعاية الصحية الوقائية.
الأجهزة الذكية المنزلية وإنترنت الأشياء تصبح هي الأخرى أكثر سلاسة واندماجاً. البروتوكول العالمي الجديد ماتر (تم إطلاقه أواخر 2022) يحقق أخيراً وعد التكامل – بحيث تعمل المصابيح الذكية، والثرموستات، والأقفال، والأجهزة المنزلية من علامات تجارية مختلفة معاً بسهولة. وقد منح ذلك دفعة قوية لأتمتة المنازل: من الشائع الآن أن يدير الناس منازلهم عبر تطبيقات موحدة أو مساعدين صوتيين. وبالحديث عن المساعدين، فقد أدخلت أمازون، وجوجل، وآبل نماذج لغوية أكثر تطوراً في مساعداتها الصوتية (أليكسا، أسيستنت، سيري) مما جعلها أكثر قدرة على إجراء حوارات مفهومة. مثال على ذلك: آخر تحديثات أليكسا تمكنها من تلخيص رسائلك الإلكترونية أو الإجابة عن أسئلة معقدة باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي السحابي، متجاوزة مرحلة الأوامر التقليدية. في الوقت نفسه، أصبحت أجهزة التلفاز الذكية، والسماعات، والأجهزة المتصلة أكثر رواجاً في المنازل، وغالباً مع ذكاء اصطناعي مدمج يتعلم تفضيلات المستخدمين (مثلاً: ثلاجات تقترح وصفات طعام بناءً على محتوياتها). في منتصف 2025، قد يجد المستهلك التقني نفسه يصحو في منزل مليء بالمجسات التي تضبط أوتوماتيكياً الضوء والحرارة، وتعد القهوة لما يُرنّ منبه الساعة الذكية، ويبدأ الفرن الذكي بالتسخين تلقائياً للعشاء – خطوة أقرب نحو رؤية إنترنت الأشياء والحوسبة المحيطية.
ربما يكون أبرز توجه تقني للمستهلكين في 2025 هو صعود تقنيات الواقع المعزز/الافتراضي “والحوسبة المكانية”. فقد طُرح لأول مرة خوذة الواقع المختلط “Apple Vision Pro” المنتظرة في أواخر 2024 ومع أنها مخصصة في البداية للمتبنين الأوائل وبسعر مرتفع، إلا أنها أثارت حماسة كبيرة لتقنيات الواقع المعزز الفائقة الجودة. بحلول 2025، تتردد شائعات عن إصدار “Apple Vision” (الجيل الثاني) بشكل أخف وزناً ysamphy.com، كما ينافسها آخرون مثل ميتا (سلسلة Quest)، وسوني (PS VR2)، وعدة شركات ناشئة في تطوير أجهزة الواقعين الافتراضي والمعزز. الأهم أن الأجهزة الجديدة أصبحت أخف وزناً وأكثر راحة – إذ عُرضت نماذج أولية لنظارات AR خفيفة جداً (~250 جرام) في معرض CES 2025، وتبدو أشبه بنظارات عادية تقريباً xonevo.com xonevo.com. على المستوى التقني، تحتوي هذه الخوذات الجديدة على رقائق حوسبة مكانية متخصصة وشديدة الكفاءة (تستهلك طاقة أقل بنسبة 70%) مع استخدام بصريات متطورة مثل موجهات الموجات الهولوغرافية لعرض واقع معزز فائق الوضوح xonevo.com. النتيجة: جودة صورة أفضل مع إمكانية ارتداء لفترات أطول، ما يقلل واحدة من أهم عقبات تبني تقنيات الواقع المعزز.
على صعيد البرمجيات، تتوسع حالات استخدام الواقع المعزز/الواقع الافتراضي بشكل مقنع إلى ما بعد الألعاب. إذ يدخل الواقع الافتراضي بقوة في مجال التدريب المهني والتعاون عن بُعد—حيث تبتكر الشركات مساحات عمل افتراضية يلتقي فيها أعضاء الفرق الموزعة كصور رمزية في بيئة ثلاثية الأبعاد مشتركة، مما يُعزز الشعور بالحضور والمشاركة إلى ما هو أبعد من مكالمات الفيديو التقليدية xonevo.com xonevo.com. وتتميّز منصات الميتافيرس للشركات هذه الأيام (مثل Spatial وMicrosoft Mesh) بصور رمزية واقعية وأوجه تعبيرية تلتقط تعبيرات الوجه، ما يجعل التفاعل أكثر طبيعية xonevo.com. في مجال الواقع المعزز، تبرز تطبيقات الإنتاجية والتعليم: تخيل فنيًا يرتدي نظارات واقع معزز تتعرّف على جهاز ما وتعرض فورًا تعليمات الإصلاح في مجال رؤيته—يتم اختبار مثل هذه الحلول اليوم بفضل تقدم الذكاء الاصطناعي في مجال التعرف على الأشياء xonevo.com xonevo.com. وبالمثل، يمكن لنظارات الواقع المعزز للمستهلكين ترجمة اللافتات في الوقت الحقيقي أو عرض اتجاهات السير على الرصيف أثناء التنقل. الحوسبة المكانية—أي دمج المحتوى الرقمي بالعالم الفيزيائي—تنتقل من مجرد العروض التجريبية إلى منتجات فعلية. وتراهن شركات التقنية الكبرى أن هذا يمثل تحوّلاً في النماذج مثلما حدث مع الحاسوب الشخصي أو الهاتف الذكي.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد الترفيه بالواقع المختلط شعبية متزايدة. تصل ألعاب وتجارب أكثر غمرًا تدمج بين العناصر الفيزيائية والافتراضية (مثل ألعاب الواقع المعزز المعتمدة على الموقع، والحفلات الموسيقية في الواقع الافتراضي، وغيرها). ومع تلاقي الذكاء الاصطناعي مع تقنيات الواقع المعزز/الواقع الافتراضي، أصبح إنشاء المحتوى أسهل من أي وقت مضى—يمكن للذكاء الاصطناعي توليد بيئات وعناصر ثلاثية الأبعاد بشكل فوري (مثلًا أدوات Omniverse من NVIDIA تتيح إنشاء توائم رقمية من مخططات ثنائية الأبعاد باستخدام الذكاء الاصطناعي xonevo.com xonevo.com). هذا يقلل من الحواجز أمام تطوير تطبيقات مكانية غنية.
التوقعات: التقنية الاستهلاكية في عام 2025 تدور حول التكامل—الأجهزة تتواصل مع بعضها البعض وتندمج بسلاسة في حياة المستخدم. توقع أن تواصل الأجهزة القابلة للارتداء إضافة قدرات صحية خارقة (بل حتى وظائف طبية معتمدة من هيئة الغذاء والدواء). أجهزة المنزل الذكي ستزداد قدرة على الاستباق والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، لتجعل البيئة “ذكية” تدريجيًا دون تدخل يدوي. ستتطور نظارات الرأس للواقع المعزز/الواقع الافتراضي نحو مزيد من الخفّة وانخفاض التكاليف وتوسّع الأنظمة التطبيقية—ورغم أن التبني الواسع ما يزال قيد التقدّم، فإننا بحلول 2025 نرى تمهيدًا ممكنًا لـثورة “الحوسبة المكانية” لاحقًا خلال هذه العقد. الهدف النهائي يظل نظارات واقع معزز حقيقية أنيقة قادرة على استبدال الهاتف الذكي؛ وبرغم أننا لم نصل لهذا بعد، إلا أن كل جيل (من HoloLens إلى Magic Leap إلى Vision Pro) يقترب أكثر فأكثر.
5. برامج المؤسسات و SaaS: مساعدين الذكاء الاصطناعي والأتمتة الفائقة
تشهد بيئة برامج الشركات في عام 2025 تحولًا جذريًا تحت تأثير قوتين مزدوجتين هما الذكاء الاصطناعي والأتمتة. أصبحت تطبيقات البرمجيات كخدمة (SaaS) الآن مشبعة بالذكاء الاصطناعي على جميع المستويات—فـ “الذكاء الاصطناعي الداخلي” هو الوضع الطبيعي الجديد للتطبيقات الإنتاجية والتجارية. أحد الاتجاهات الكبرى هو انتشار مساعدي الذكاء الاصطناعي (Copilots): حيث يكاد يكون كل برنامج أعمال الآن يقدّم مساعداً ذكياً مدمجًا لمساعدة المستخدمين على العمل بذكاء أكثر. على سبيل المثال، يمكن لمساعد Copilot في Microsoft Office 365 صياغة المستندات أو تحليل جداول البيانات عبر أوامر اللغة الطبيعية. أما Einstein AI من Salesforce فهو يقترح الخطوات التالية للمبيعات ويكتب رسائل العملاء تلقائيًا، ويحتوي Creative Cloud على الذكاء الاصطناعي التوليدي (Firefly) لمساعدة المصممين في الإبداع. تعتمد هذه المساعدات على نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية (عادة ما يتم ضبطها وفق بيانات الشركات) لتعمل كمساعد ذكي يعزز إنتاجية الموظفين. ووفقًا لاستطلاعات القطاع، تخطط الغالبية العظمى من الشركات للاستثمار في هذه البرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي– 67% من المؤسسات زادت من استثماراتها في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2024 مقارنة بالعام السابق amplifai.com. وتفيد الشركات بحدوث مكاسب كبيرة في الكفاءة؛ فعلى سبيل المثال، أبلغ الأوائل في تبني مساعد Microsoft Copilot عن تحسن في الإنتاجية بنسبة تزيد عن 30% للموظفين المعرفيين blogs.microsoft.com.
اتجاه رئيسي آخر هو صعود الأتمتة الفائقة (Hyperautomation). فهي تمد الأتمتة التقليدية (مثل أتمتة العمليات الروبوتية RPA) بدمجها مع الذكاء الاصطناعي والتحليلات والتنقيب في العمليات لأتمتة ليس فقط المهام المتكررة بل تشمل عمليات شاملة من البداية للنهاية. في 2025، تمتلك العديد من الشركات الكبرى “مراكز تميز للأتمتة” تركز على تبسيط سير العمل عبر الأقسام. فأنظمة الأتمتة الفائقة يمكنها معالجة الفواتير تلقائيًا وتوظيف الموظفين الجدد والرد على طلبات الدعم الفني وغيرها مع أقل تدخل بشري. ويُستخدم الذكاء الاصطناعي لفهم البيانات غير المنظمة (المستندات، رسائل البريد الإلكتروني)، واتخاذ القرار، وحتى الإصلاح الذاتي (حل المشكلات البرمجية الروتينية). وتتوقع Gartner أن الأتمتة الفائقة ستكون من أهم الاتجاهات، مشيرة إلى أن المؤسسات التي تعتمدها يمكن أن تقلل التكاليف التشغيلية بنسبة 30% أو أكثر. عمليًا، نرى بروز “المؤسسة المستقلة”– حيث الأعمال الروتينية تُدار عبر الروبوتات ووكلاء الذكاء الاصطناعي ويتمحور دور البشر في التحليل الاستراتيجي والأعمال ذات القيمة المضافة acftechnologies.com acftechnologies.com.
من المهم أيضًا أن برامج المؤسسات أصبحت أكثر تكاملًا ومرتكزة على المنصات. فبدلاً من الأدوات المعزولة، تفضل الشركات المنصات الموحدة التي تشارك فيها أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM) وتخطيط موارد المؤسسات (ERP) وإدارة الموارد البشرية (HR) وغيرها البيانات بسلاسة (غالبًا عبر بحيرات بيانات سحابية). هذا يمكّن من تطبيق الذكاء الاصطناعي والتحليلات على نطاق الشركة بالكامل بطريقة مترابطة. فعلى سبيل المثال، قد يستخرج الذكاء الاصطناعي بيانات من سجلات دعم العملاء وسجلات المبيعات معًا لتحديد مجالات تحسين المنتج تلقائيًا. تطوير البرمجيات منخفض الشيفرة أو بدون شيفرة يمكّن أيضًا غير المهندسين من تخصيص سير العمل. وبحلول 2025، صار العديد من مستخدمي الأعمال (وليس موظفي تكنولوجيا المعلومات فقط) يبتكرون تطبيقاتهم أو أتمتاتهم البسيطة عبر واجهات السحب والإفلات، وغالبًا ما تعززها اقتراحات الذكاء الاصطناعي (“تطوير قائم على الأوامر”). وهذه الديموقراطية في إنشاء البرمجيات تساعد في معالجة الطلب المتزايد على الحلول البرمجية في المؤسسات.
يركز مقدمو برامج المؤسسات أيضًا على حلول متخصصة للقطاعات. وبدلاً من الحلول العامة، يقدم مقدمو SaaS الآن نماذج و وحدات ذكاء اصطناعي رأسية متخصصة (للقطاعات مثل المالية والصحة والتجزئة وغير ذلك) محملة مسبقًا بالمصطلحات والمعايير التنظيمية ذات الصلة، مما يسرع التبني في القطاعات المقيدة تنظيميًا. واعتبار حماية الخصوصية والأمان أمر بالغ الأهمية—ومع تدفق المزيد من بيانات الشركات إلى نماذج الذكاء الاصطناعي، تطالب الشركات بضمانات صارمة بشأن حماية البيانات. وقد أدى ذلك إلى ظهور خدمات مثل نسخة OpenAI المستضافة على Azure (حيث تبقى بيانات الشركة معزولة)، بالإضافة إلى موجة شركات ناشئة تطرح “نماذج لغوية ضخمة آمنة وخاصة” يمكن استضافتها داخل الشركة.
اللاعبون الأساسيون والتحركات: يتزّعم قطاع تكنولوجيا المؤسسات عمالقة مثل مايكروسوفت التي لا تدمج الذكاء الاصطناعي في مجموعتها فحسب، بل توفر أيضًا خدمات Azure OpenAI الخاصة بها للشركات لتطوير الذكاء الاصطناعي حسب رغبتها. أدمجت Salesforce وOracle وSAP وServiceNow جميعًا مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجالاتها المتخصصة (إدارة علاقات العملاء، تخطيط موارد المؤسسات، إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات، إلخ). كما ازدهرت الشركات الناشئة—فمثلًا أضافت UiPath وAutomation Anywhere (رواد RPA) الذكاء الاصطناعي لتصبح منصات أتمتة فائقة متكاملة. وفي 2025، نرى أيضًا دخول لاعبين جدد أصلهم الذكاء الاصطناعي SaaS: على سبيل المثال، أصبحت أدوات مثل Notion AI وJasper وGitHub Copilot for Business ذات شعبية جارفة بفضل التجارب الإنتاجية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي من البداية. وقد أدت هذه الاتجاهات إلى استثمارات قياسية في البرمجيات المؤسسية—فعلى الرغم من المخاوف الاقتصادية، تدرك الشركات أن البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي عنصر أساسي للحفاظ على التنافسية.
وباختصار، يمكن تلخيص اتجاه البرمجيات المؤسساتي في 2025 بالشعار “تحقيق المزيد بجهد بشري أقل”. فمن خلال الاستفادة من مساعدين الذكاء الاصطناعي وروبوتات الأتمتة والتكاملات الذكية، تهدف الشركات إلى تعزيز الإنتاجية والابتكار مع الحفاظ على عدد الموظفين عند الحد الأدنى. والمؤسسات التي تنجح في الجمع بين خبرة الإنسان وكفاءة الآلة—وتعيد تأهيل الموظفين للعمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي — تبرز كفائزين في الاقتصاد الرقمي.
6. التكنولوجيا الخضراء وابتكارات الطاقة النظيفة (البطاريات، الطاقة الشمسية، التقاط الكربون)
لم يكن التصدي لتغير المناخ بالتكنولوجيا بهذا القدر من الإلحاح من قبل، ويشهد عام 2025 تقدمًا لـالتكنولوجيا الخضراء بوتيرة غير مسبوقة. ويشكّل تكنولوجيا البطاريات محورًا رئيسيًا–إذ تعد العمود الفقري لثورة المركبات الكهربائية وتخزين الطاقة المتجددة. نشهد اليوم ابتكارات هائلة في الجيل الجديد من البطاريات؛ ومن أكثر الأنواع الواعدة البطاريات الصلبة التي تستبدل الإلكتروليت السائل بآخر صلب. هذه البطاريات توفّر كثافة طاقة أعلى، وشحنًا أسرع، وأماناً محسّنًا (غير قابلة للاشتعال) energycentral.com. وقد أرست شركات السيارات الكبرى مثل تويوتا ونيسان وجنرال موتورز نماذج أولية للبطاريات الصلبة، حيث تستهدف تويوتا إنتاج بطاريات سيارات كهربائية صلبة تجاريًا بحلول عام 2027 تقريبًا energycentral.com. في المقابل، لفتت شركات ناشئة مثل QuantumScape الأنظار بفضل التقدم في خلايا بطاريات الليثيوم المعدني الصلبة. وفي عام 2024، قدمت هواوي براءة اختراع لإلكتروليت صلب كبريتي جديد يمكنه إطالة عمر البطارية energycentral.com. ورغم أن الإنتاج الواسع لا يزال بعد بضع سنوات، يتوقع للبطاريات الصلبة أن تضاعف مدى السيارات الكهربائية وتلغي مخاطر الحرائق، مما قد يغيّر قواعد اللعبة لصالح السيارات الكهربائية.
تشمل الاختراقات الأخرى المتوقعة في مجال البطاريات بطاريات الليثيوم-الكبريت، وهي أرخص ثمناً (الكبريت متوفر بكثرة) ويمكنها تخزين طاقة أكبر حسب الوزن مقارنةً ببطاريات الليثيوم-أيون. شركة تُدعى Lyten بدأت في بناء أول مصنع ضخم في العالم لبطاريات الليثيوم-الكبريت في أواخر عام 2024، باستثمار مليار دولار في نيفادا لإنتاج ما يصل إلى 10 جيجاوات ساعة سنوياً energycentral.com. يمكن أن تتيح خلايا الليثيوم-الكبريت للمركبات الكهربائية مدى مضاعف 2×، بالرغم من أن تحسينات دورة الحياة والمتانة ما تزال قيد التطوير. بالإضافة إلى ذلك، بدأت بطاريات الأنود السيليكوني بالدخول إلى السوق – فاستبدال أنودات الجرافيت بسيليكون يمكن أن يزيد السعة بما يقارب 10 أضعاف. شركات مثل Sila Nanotechnologies والشركات المصنعة للسيارات (مرسيدس، بورشه) اختبرت خلايا الأنود السيليكوني، وتشير الاختبارات الأخيرة إلى أن عمرها الافتراضي أصبح حوالي 4 سنوات (ارتفاعاً من سنة واحدة سابقاً) energycentral.com energycentral.com. يتوقع الكثيرون أن تعمل إضافات السيليكون تدريجياً على تعزيز أداء البطاريات التقليدية كمرحلة انتقالية نحو اعتماد الحالة الصلبة بالكامل مستقبلاً.
بنفس أهمية التركيز على التركيبات الكيميائية الجديدة هو بناء اقتصاد دائري للبطاريات. في عام 2025 نشهد دفعة كبيرة في مجال إعادة تدوير وإعادة استخدام البطاريات لتجنب نقص المواد الحيوية مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت. شهدت تقنيات إعادة التدوير تطوراً كبيراً – مثل استخراج أكثر من 95% من المعادن من البطاريات المستهلكة – بالإضافة إلى التشريعات الإلزامية (على سبيل المثال: الاتحاد الأوروبي يفرض إعادة تدوير البطاريات الكهربائية). كما تتوسع تطبيقات “الحياة الثانية” لبطاريات السيارات الكهربائية (أي استخدام البطاريات المُتقاعدة من السيارات كتخزين ثابت لشبكات الطاقة) لاستخلاص أقصى قيمة من كل خلية energycentral.com energycentral.com. كل هذه الجهود تأتي في وقتها المناسب، مع استمرار ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً (قد تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية 20% من السيارات الجديدة في 2025) ومع بناء مصانع ضخمة للبطاريات في كل القارات.
وبالإنتقال إلى الطاقة الشمسية، المشهد مشرق بنفس القدر. نشر الطاقة الشمسية يحقق أرقامًا قياسية جديدة كل عام – فبحلول 2025، من المتوقع أن أكثر من 30% من كهرباء العالم ستأتي من مصادر متجددة ratedpower.com، والطاقة الشمسية تمثل جزءاً كبيراً من هذا النمو. التركيز التكنولوجي ينصب على خلايا بيروفسكايت الشمسية. يمكن طباعة هذه المواد الجديدة بتكلفة منخفضة وقد حققت كفاءات مخبرية تفوق 25% (بعدما كانت 3% فقط في 2009) ratedpower.com. عند تكديس طبقات البيروفسكايت فوق السيليكون التقليدي، دفعت الخلايا الشمسية الترادفية الكفاءة إلى ما يزيد عن 30% – متجاوزة الحد الطويل الأمد للخلايا أحادية الوصلة ratedpower.com. التحدي الأساسي تمثل في متانة البيروفسكايت (حساس للرطوبة والحرارة)، لكن عام 2025 شهد تقدماً في تقنيات التغليف للحماية ratedpower.com. هناك عدة شركات ناشئة ومختبرات بحثية (مثل Oxford PV، Saule Technologies) تعمل لتسويق ألواح بيروفسكايت فوق السيليكون في السنوات القليلة المقبلة. لو نجحت تلك الجهود، فقد تُحدث ثورة في الطاقة الشمسية بألواح أخف وأكثر كفاءة وتعمل حتى على النوافذ والأسطح المرنة ratedpower.com.
وفي نفس الوقت، يزداد انخفاض تكلفة وكفاءة الخلايا الشمسية السيليكونية التقليدية. التحسينات في التصنيع واقتصادات الحجم (خاصة في الصين) دفعت التكاليف إلى الأسفل – وأصبحت الطاقة الشمسية الآن غالبًا الأرخص بين مصادر الكهرباء الجديدة في العديد من المناطق. نشهد أيضاً حلولاً مبتكرة في التطبيق: مزارع شمسية عائمة على الخزانات المائية، والزراعة الكهروضوئية التي تجمع بين الألواح الشمسية والمحاصيل، إضافة إلى تطبيقات توليد الكهرباء المدمجة في المباني. وتساعد حلول تخزين الطاقة المرافقة للطاقة الشمسية (مثل المزارع الضخمة للبطاريات) على تجاوز تحديات التقطع في التوليد. والأهم أنه من المتوقع أن تتجاوز مصادر الطاقة المتجددة الفحم لتصبح الأكبر عالمياً بحلول عام 2025 ratedpower.com، وهو إنجاز كبير في التحول للطاقة النظيفة.
هناك أيضاً مجال تقني أخضر بالغ الأهمية يتمثل في احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS). للحد من الاحترار العالمي، ليس كافيًا فقط تقليل الانبعاثات الجديدة – بل يجب احتجاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء ومن مصادر الانبعاثات المباشِرة. في عام 2025، تزايد الاستثمار في مشاريع احتجاز الكربون بوتيرة سريعة. خصصت الولايات المتحدة أكثر من 8 مليارات دولار حتى 2026 لإنشاء مراكز احتجاز للكربون ضمن قانون البنية التحتية الثنائي الحزبية ratedpower.com. وضع الاتحاد الأوروبي هدفاً بتطوير سعة تخزين تبلغ 50 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030 ratedpower.com، كما تعهدت المملكة المتحدة بمبلغ 20 مليار جنيه إسترليني لتخزين 30 مليون طن سنوياً بحلول نفس التاريخ ratedpower.com. ويوجد الآن عشرات المشاريع التجريبية الجارية: فمثلاً، يقوم مشروع CarbFix في آيسلندا بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى صخر، بينما يحقن مشروع Gorgon التابع لشركة Chevron في أستراليا ثاني أكسيد الكربون تحت قاع البحر، وتُنشئ شركات مثل Climeworks وCarbon Engineering منشآت احتجاز هوائي مباشر تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء. لا تزال التكلفة تحدياً (حيث يمكن أن تصل تكلفة الاحتجاز الهوائي إلى أكثر من 500 دولار لكل طن حالياً)، لكن مواد وأجهزة امتصاص جديدة تهدف إلى خفض هذه التكاليف بشكل كبير carbontrail.net. وقد أبرز تقرير عن ابتكارات الاحتجاز الهوائي المباشر لعام 2025 جهوداً لاستخدام الحرارة المهدورة ومواد امتصاص كربون أفضل لتحسين الكفاءة luxresearchinc.com. ومع تزايد الاهتمام بالاستخدام الصناعي – أي تحويل ثاني أكسيد الكربون المحتجز إلى منتجات مثل الإسمنت أو البلاستيك أو الوقود الصناعي – من الممكن خلق مصادر دخل تساعد على تقليل تكلفة التقاط الكربون.
جدير بالذكر أيضاً الهيدروجين الأخضر، كونه جزءاً من مجموعة تقنيات الطاقة النظيفة عام 2025. يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر (من الكهرباء المتجددة عبر التحليل الكهربائي) على نطاق واسع لاستخدامه في القطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها مثل إنتاج الصلب، الشحن، وتخزين الطاقة طويل الأمد. وتواصل تكلفة الهيدروجين الأخضر الانخفاض، كما أطلقت العديد من الدول (الاتحاد الأوروبي، أستراليا، اليابان) استراتيجيات الهيدروجين ومشاريع ضخمة، مثل منشآت التحليل الكهربائي بقدرة تزيد عن 100 ميجاوات.
كل هذه التقنيات تتقاطع نحو هدف مشترك: إزالة الكربون من الاقتصاد. نشهد تعاونًا غير مسبوق بين القطاعين العام والخاص، وتدفُّقاً كبيراً للاستثمارات نحو التكنولوجيا النظيفة. تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن إضافة قدرات الطاقة المتجددة وتبني السيارات الكهربائية يتجاوز السيناريوهات المتفائلة لديهم. إذا كان عام 2020-2021 هو عام التعهدات (مثل أهداف الحياد الصفري)، فإن 2025 هو عام التنفيذ – بناء البنية التحتية للطاقة المتجددة، ونشر التقنيات النظيفة على نطاق واسع، والابتكار حيثما دعت الحاجة (كما في تكنولوجيا الانبعاثات السلبية). لا تزال بعض العقبات قائمة مثل قيود سلاسل الإمداد للمعادن الحيوية أو مشاكل ربط الشبكة، إلا أن المسار واضح. لم تعد التكنولوجيا النظيفة قطاعًا هامشياً؛ بل هي المحرك الرئيسي للنمو في قطاع الطاقة، مع أهداف المناخ كعامل محفز قوي.
7. عودة Web3 وبلوكتشين (DePIN، البنية التحتية الرمزية، انتعاش الكريبتو)
بعد سنوات متقلبة، يشهد عام 2025 ميلاداً جديداً لتقنيات Web3 مع بروز مشاريع أكثر واقعية وذات منفعة عملية إلى الواجهة. من بين أبرز الاتجاهات هو شبكات البنية التحتية الفيزيائية اللامركزية (DePIN) – وهي شبكات تعتمد على تقنية البلوكتشين وتكافئ الأفراد مقابل نشر أجهزة في العالم الحقيقي (مثل النقاط الساخنة، المستشعرات، أو وحدات التخزين) مقابل مكافآت رمزية. الفكرة تكمن في حشد البنية التحتية التي كانت تتطلب تقليديًا استثمارات مركزية هائلة. حتى منتصف 2025، نما DePIN ليصبح منظومة بقيمة 25 مليار دولار تضم أكثر من 350 مشروعًا و13 مليون جهاز متصل يساهم في الشبكات يوميًا onchain.org onchain.org. من أمثلة ذلك Helium، الذي بدأ بنقاط ساخنة لاسلكية لإنترنت الأشياء وصار يشمل شبكات خلايا 5G صغيرة؛ وHiveMapper، منصة رسم خرائط جماعية بمساهمات كاميرات السيارة؛ وFilecoin/IPFS، حيث يقدم الأفراد سعات تخزين لتشكيل سحابة لامركزية. لم تعد هذه الشبكات حُلماً نظرياً – فمثلاً، لدى Helium مئات الآلاف من المشغلين حول العالم، كما تتعاون مشاريع DePIN عدة مع حكومات محلية لتعزيز بنية المدن الذكية onchain.org onchain.org. النمو السريع لـ DePIN في 2025 لفت انتباه الجهات التنظيمية أيضاً (وغالبًا ما يعتبر ذلك علامة على تسجيل تقنية حديثة للنجاح، كما ذكر أحد المعلقين بتهكم onchain.org). لا تزال التحديات قائمة (مثل اقتصاديات الرموز المستدامة وتكلفة الأجهزة)، لكن الزخم الحالي يشير إلى أن البنية التحتية اللامركزية قد تصبح مكملة – وربما منافسة – للجهات التقليدية في الاتصالات والحوسبة السحابية وغيرها.
مجال آخر يكتسب زخماً هو ترميز الأصول الواقعية (RWA). في عام 2025، أصبح تركيز صناعة العملات الرقمية أقل على عملات الميم وأكثر على جلب الأصول الحقيقية إلى سلاسل الكتل. هذا يشمل أشياء مثل الأسهم والسندات والعقارات والسلع المرمزة التي يمكن تداولها على مدار الساعة مع تسوية فورية. على سبيل المثال، تقوم العديد من الشركات الناشئة وحتى المؤسسات المالية الكبرى بإنشاء عملات مستقرة وتوكنات مدعومة بسندات حكومية، مما يسمح للمستثمرين بالحصول على عوائد على البلوكشين. تمكّن منصات ترميز العقارات من الملكية الجزئية للعقارات عبر توكنات الأمان. حتى الأعمال الفنية الفاخرة والفواتير والملكية الفكرية يتم تجزئتها كذلك. الفكرة هي تحرير السيولة وإتاحة الوصول—أي شخص يمتلك 100 دولار يمكنه شراء جزء صغير من عقار مؤجر أو لوحة لبيكاسو عبر التوكنات. في عام 2025، أطلقت هونغ كونغ وسنغافورة بورصات خاضعة للتنظيم لتوكنات الأمان، وبدأ العمل بالنظام التجريبي لأوروبا للأوراق المالية المرمزة، مما يشير إلى نهج أكثر نضجاً يربط التمويل التقليدي بالبلوكشين. هذا الاتجاه المسمى بـ“التمويل اللامركزي المؤسساتي” يشهد اهتمام لاعبين كبار مثل بلاك روك وجي بي مورغان باستكشاف البلوكشين للتسوية والحفظ، متجاوزين مرحلة الشك في الفترة من 2018 إلى 2022.
يدعم ذلك انتعاش سوق العملات الرقمية بشكل حذر. بعد شتاء العملات الرقمية العميق والفضائح (مثل انهيارات البورصات في 2022)، شهد عامي 2024-2025 تعافياً في المزاج والأسعار. استعاد البيتكوين استقراره (حتى وإن لم يصل إلى مستويات 2021 العالية)، ويزدهر نظام الإيثريوم بعد الانتقال إلى إثبات الحصة وحلول التوسع عبر الطبقة الثانية التي تجذب المستخدمين. ومن الجدير بالذكر أن ترحيلات إيثريوم والسلاسل الجانبية أصبحت ناضجة، مما يجعل المعاملات أسرع والتكاليف أقل، وهذا بدوره يعيد النشاط إلى تطبيقات DApp (التطبيقات اللامركزية). بحلول منتصف 2025، بدأت القيمة الإجمالية المحجوزة في منصات DeFi في الارتفاع من جديد، وأسواق NFT—رغم أنها أهدأ من ذروة الضجة—تطورت نحو حالات استخدام فعلية (مثل أصول الألعاب، وبطاقات العضوية، وتوكنات الهوية الرقمية) بدلاً من الاكتفاء بالتحصيلات. عبارة “انتعاش العملات الرقمية” تعكس أيضاً تغير نبرة المستثمرين—شركات رأس المال المغامر تمول شركات Web3 الناشئة من جديد، لكن مع تركيز على مشاريع عملية تحل مشاكل حقيقية (الهوية، سلاسل التوريد، تحقيق الدخل للمبدعين) بدلاً من التوكنات المضاربية فقط.
اتجاه تقني متقاطع آخر مثير للاهتمام هو تقاطع الويب 3 مع الذكاء الاصطناعي. هناك مصطلح جديد “AI x Crypto” انتشر كثيراً، يستكشف جوانب مثل أسواق البيانات اللامركزية لصالح الذكاء الاصطناعي، واستخدام البلوكشين للتحقق من أصل المحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي، ووكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على حمل العملات الرقمية للدفع التلقائي مقابل الخدمات. على سبيل المثال، هناك بروتوكولات يمكن استضافة نماذج الذكاء الاصطناعي فيها بطريقة لا مركزية، مع مكافأة من يزود بقوة الحوسبة. ورغم أن هذا لا يزال في مراحله الأولية، إلا أنه يلمح إلى مستقبل قد تتقاطع فيه اثنان من أكبر اتجاهات اليوم (الذكاء الاصطناعي والبلوكشين) بطرق غير متوقعة.
التنظيم والتبني: من الناحية التنظيمية، عام 2025 يحمل نتائج متباينة لكن هناك تقدم بشكل عام. دخل قانون ميكا التابع للاتحاد الأوروبي (الأسواق في الأصول المشفرة) حيز التنفيذ، موفراً قواعد أكثر وضوحاً لأعمال العملات الرقمية بأوروبا. أما الولايات المتحدة، فبعد تأخير طويل، تتجه نحو إرشادات أوضح أيضاً—هناك زخم في الكونغرس للإشراف على العملات المستقرة وتحديد أي التوكنات تُصنف كأوراق مالية وأيها سلع. هذا الوضوح يساهم فعلياً في تعافي السوق عبر تقليل عدم اليقين للمشاركين المؤسساتيين. كما نشهد تزايد في التبني الفعلي—الحكومات تستخدم البلوكشين في مهام محددة (مثال: تجارب العملات الرقمية للبنوك المركزية في أكثر من 20 دولة، وسلاسل الكتل المؤسسية في تمويل التجارة وسلاسل التوريد لتتبع المنشأ).
خلاصة القول أن الويب 3 في عام 2025 نضج بعد مرحلته الفوضوية الأولى إلى نظام ابتكار أكثر تركيزاً. أصبح مبدأ اللامركزية يُطبق حيث يكون من المنطقي ذلك—في بناء شبكات مادية تقاد من المجتمع (DePIN)، وديمقراطية التمويل عبر الترميم، وتمكين المستخدمين من الملكية الرقمية الحقيقية (NFTs 2.0). وبينما هدأت موجة الهوس المضاربي، فإن المطورين في هذا المجال يعملون بجد وبدأت نتائج عملهم تظهر، مما يوحي بأن “الموجة الثانية” من تقنيات البلوكشين قد تفي بالعديد من الوعود الأصلية.
8. سباق التسلح في الأمن السيبراني: تهديدات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مقابل دفاعات مدعومة بالذكاء الاصطناعي
مشهد الأمن السيبراني في 2025 أشد احتداماً من أي وقت مضى، حيث يستخدم كل من المهاجمين والمدافعين تقنيات جديدة—خصوصاً الذكاء الاصطناعي—في لعبة قط وفأر عالية المخاطر. من جهة، أصبح مجرمو الإنترنت متطورين بشكل مثير للقلق عن طريق الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. شهدنا زيادة حادة في عمليات الاحتيال والتلاعب الاجتماعي المعتمدة على التزييف العميق. وفي مثال صارخ، استخدم قراصنة في أوائل 2024 مكالمة فيديو مزيفة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي لانتحال شخصية الرئيس التنفيذي وخداع موظف لنقل 25 مليون دولار—وهي عملية سرقة هزت عالم الأعمال weforum.org weforum.org. مثل هذه الهجمات التي تعتمد على “الهويات التركيبية”، حيث يقلد الذكاء الاصطناعي الأصوات أو الوجوه، أصبحت أكثر شيوعاً وأصعب في اكتشافها فوراً. رسائل التصيد الاحتيالي غالباً ما يتم إنتاجها الآن بواسطة الذكاء الاصطناعي بجودة لغوية عالية وبتخصيص مثالي، مما يجعلها أكثر إقناعاً. حتى البرمجيات الخبيثة تتطور أيضاً؛ يستعمل القراصنة الذكاء الاصطناعي لتغيير شفرة البرمجيات بشكل تلقائي (برمجيات متعددة الشكل) لتجنب الكشف عبر برامج مكافحة الفيروسات التقليدية. هناك حتى حديث عن أدوات على الدارك ويب—مثل “EvilGPT”—التي يمكنها كتابة نصوص ضارة أو إيجاد ثغرات أمنية في البرمجيات بشكل واسع. باختصار، يقوم المهاجمون بتسليح الذكاء الاصطناعي التوليدي لزيادة حجم الهجمات ومصداقيتها، ما يجبر الدفاعات التقنية على التغير جذرياً.
من ناحية أخرى، تعتمد شركات الأمن السيبراني بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي في الدفاع. تستخدم الأنظمة الأمنية الحديثة التعلم الآلي لاكتشاف الشذوذ في حركة مرور الشبكة وسلوك المستخدم وسجلات النظام التي قد تشير إلى اختراق. وعلى عكس الأنظمة السابقة القائمة على “التوقيع”، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي اكتشاف التهديدات الجديدة من خلال تعلم ما هو “طبيعي” والإبلاغ عند حدوث انحرافات. على سبيل المثال، تستخدم منصات حماية الطرفيات الآن نماذج التعلم الآلي لاكتشاف النشاط الضار بناءً على السلوك (منع هجوم فدية بالتعرف على نمط تشفير الملفات عند بدايته مثلاً). في 2025، نشهد أيضاً إطلاق مساعدين ذكيين للأمن السيبراني—أدوات يمكنها تلخيص التهديدات تلقائياً، واقتراح خطوات التحقيق، وحتى معالجة المشاكل البسيطة. مساعد الأمن من مايكروسوفت مثال على هذه الأدوات التي تساعد في تصنيف الحوادث من خلال ربط البيانات من عدة أدوات واقتراح الإجراءات، وتعمل فعلياً كمحلل مبتدئ على مدار الساعة.
يركّز الكثير من الاهتمام حالياً على الدفاع ضد التزييف العميق والاحتيال في الانتحال. تقوم حلول جديدة بالتحقق من هوية المتصلين أو سلامة الفيديو/الصوت في الوقت الفعلي (على سبيل المثال، من خلال اكتشاف آثار التزييف العميق الدقيقة، أو استخدام تقنيات التحقق عبر التفاعل لضمان أن الشخص حقيقي) thehackernews.com. تدرب الشركات موظفيها ليكونوا أكثر تشككاً في التعليمات غير المتوقعة، وتطبيق خطوات تحقق عند تحويل مبالغ مالية كبيرة (العبرة من حادثة الـ25 مليون دولار weforum.org weforum.org)、ونشر الذكاء الاصطناعي القادر على التأكد من صحة المراسلات. ويشهد المنتدى الاقتصادي العالمي في 2025 نقاشاً نشطاً حول أطر “المرونة السيبرانية”، مؤكداً أن عمليات النصب بالتزييف العميق أصبحت أكثر تواتراً مما يعتقده الناس ويدعو المؤسسات إلى تدريب الموظفين وفقاً لذلك weforum.org weforum.org.
اتجاه آخر ملح في الأمن السيبراني هو السباق نحو تطبيق تشفير مقاوم للكمبيوترات الكمومية، كما أشرنا سابقاً. حتى وإن ظلت الحواسيب الكمومية القوية سنوات بعيدة، فإن الخوف من هجمات “اسرق الآن، فك التشفير لاحقاً” (حيث تُسرق البيانات المشفرة الآن ليتم فكها في المستقبل) دفع الحكومات والشركات إلى بدء الانتقال إلى خوارزميات ما بعد الكم (PQC). في 2025، أصبحت أولى الخوارزميات المعيارية لما بعد الكم من NIST (مثل CRYSTALS-Kyber للتشفير ودليثيوم للتوقيعات الرقمية) متوفرة في المنتجات التجارية nist.gov csoonline.com. ويتم حالياً اختبار تكامل هذه الأساليب المقاومة للكموم في وحدات الأمان الأجهزة وVPNs والمتصفحات. أصدرت الحكومة الأميركية إرشادات لوكالاتها بجرد استخداماتها للتشفير والبدء بالتخطيط للانتقال بحلول 2035 csoonline.com csoonline.com، لكن يحذر الخبراء أن على الشركات التحرك بسرعة أكبر—إذ أن تحويل بنية التشفير بالكامل قد يستغرق عقداً من الزمن بسهولة. ولهذا، تقوم المنظمات الرائدة في 2025 بتجربة حلول هجينة (باستخدام التشفير التقليدي وخوارزميات PQC معاً) لضمان الأمان المستقبلي.
نشهد أيضاً تصعيد الحكومات لجهود الدفاع السيبراني. البنية التحتية الحيوية (شبكات الطاقة، خطوط الأنابيب، الرعاية الصحية) تحت تهديد دائم، وحوادث مثل هجمات الفدية على خطوط الأنابيب في الماضي سلطت الضوء على أوجه الضعف. رداً على ذلك، أنشأت العديد من الدول قيادات سيبرانية مخصصة وفرضت لوائح أكثر صرامة. على سبيل المثال، تتطلب القوانين الأوروبية الجديدة حالياً الإبلاغ عن الاختراقات خلال 24 ساعة وفرض معايير أمان على مصنعي أجهزة إنترنت الأشياء. كما تقود الحكومات، عن طريق المثال، عبر تبني أطر الحماية؛ وكما أشار تقرير تقني لمنتصف 2025، يمكننا توقع انتشار أطر الأمن السيبراني بقيادة الحكومات ودفع الاستثمار في المرونة السيبرانية acftechnologies.com. والشراكات بين القطاعين العام والخاص أصبحت أكثر شيوعاً في مجال تبادل المعلومات عن التهديدات، لأن التهديدات السيبرانية لا تعترف بحدود أو صناعات.
إحصاءات وتوقعات الأمن السيبراني: من المتوقع أن تصل أضرار الجرائم السيبرانية إلى أكثر من 10 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2025، مما يجعلها واحدة من أكبر “الاقتصادات” لو كانت دولة. لا يزال هجوم الفدية (رانسوم وير) منتشرًا على نطاق واسع – وأصبحت الهجمات أكثر استهدافًا حيث يقوم المجرمون بسرقة البيانات وابتزاز الضحايا عبر التهديد بتسريبها (استراتيجية الابتزاز المزدوج). ومع ذلك، هناك بعض الأخبار الجيدة: حققت أجهزة إنفاذ القانون العالمية بعض النجاحات من خلال القبض على عدة عصابات فدية كبيرة وتعزيز التعاون الدولي لمصادرة الأموال المشفرة غير القانونية. وبشكل عام، ينمو قطاع الأمن السيبراني بسرعة لمواكبة التهديدات، ومن المتوقع أن يتجاوز الإنفاق العالمي على الأمن السيبراني 200 مليار دولار في عام 2025. ومن القطاعات ذات النمو السريع بشكل خاص الأمن السحابي وحلول الثقة الصفرية، حيث جعل الانتقال إلى السحابة والعمل عن بعد (الذي تسارع بفعل الجائحة) أمن المحيطات التقليدي من الماضي. أصبحت معماريات الثقة الصفرية – “لا تثق بشيء، تحقق من كل شيء” – منتشرة، من خلال تطبيق التوثيق المستمر والتقسيم الدقيق للحد من أي اختراق.
وخلاصة القول، فإن مشهد الأمن السيبراني في 2025 هو سباق تسلح بين الذكاء الاصطناعي ضد الذكاء الاصطناعي، في ظل توسع البصمة الرقمية باستمرار. يجب أن تتعامل المؤسسات مع هجمات أكثر تكرارًا وتحسينًا بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى حماية التقنيات الجديدة (من مليارات أجهزة إنترنت الأشياء حتى أنظمة التحكم الصناعي التي يتم رقمنتها). الفائزون سيكونون هم من يستفيدون من الأتمتة والذكاء في دفاعاتهم، ويستثمرون في توعية المستخدمين (غالبًا الحلقة الأضعف)، ويبقون مرنين في تحديث استراتيجياتهم مع تطور التهديدات. الصمود السيبراني – القدرة على تحمل الهجمات والتعافي السريع منها – أصبح الآن حرجًا بقدر أهمية الوقاية. في عالم متصل دائمًا، أصبح الأمن بالفعل مسؤولية الجميع.
9. الروبوتات والطائرات بدون طيار: الروبوتات البشرية تدخل سوق العمل والأتمتة في كل مكان
يمتاز مجال الروبوتات في عام 2025 بتحول كبير من الروبوتات المتخصصة ذات المهام الواحدة إلى روبوتات أكثر تعددًا للمهام وشبيهة بالبشر، وتوسع الأتمتة في مجالات جديدة. يُنظر إلى هذا العام غالبًا كبداية عصر الروبوتات البشرية التي تنتقل من الأبحاث والتطوير إلى الوظائف الواقعية. وبعد عقود من النماذج الأولية وصور الخيال العلمي، بدأت الروبوتات البشرية متعددة الأغراض أخيرًا تباشر العمل فعليًا في المصانع linkedin.com linkedin.com. حققت العديد من الشركات تقدمًا مذهلًا في كل من التصميم والإمكانات للروبوتات البشرية، وتهدف إلى نشرها في بيئات صُممت للبشر (مثل المستودعات، المصانع، وقريبًا المكاتب والمنازل). عادةً ما تكون هذه الروبوتات ذات قدمين أو مزودة بعجلات وطولها تقريبًا كطول الإنسان، ولديها ذراعان للقيام بالمهام، ومجهزة بحساسات (كاميرات، ليدار، حساسات قوة) وذكاء اصطناعي للتنقل والعمل بأمان بين الناس. الأهم من ذلك، أن تكاليفها بدأت بالانخفاض والإنتاج في ازدياد، ما يعني أن هذه الروبوتات باتت تتجاوز مرحلة النماذج الأولية الفردية.
ولتوضيح المشهد الحالي، إليكم لمحة عن مشاريع الروبوتات البشرية الرائدة وأهم إنجازاتها في عام 2025:
الشركة | الروبوت البشري | إنجازات 2025 |
---|---|---|
Tesla | Optimus | يستهدف الاستخدام الصناعي والمنزلي الواسع؛ 5000–12000 وحدة مخطط إنتاجها عام 2025 بسعر ~20 ألف دولار للوحدة linkedin.com (بداية التصنيع واسع النطاق). |
Boston Dynamics | Atlas (الجيل الجديد) | اشتهر بالرشاقة؛ أول تطبيق تجاري في مصنع هيونداي عام 2025 linkedin.com، للقيام بمهام رفع أوزان تتجاوز قدرة البشر. |
Agility Robotics | Digit | روبوت ذو قدمين يشبه ساقي النعامة؛ يُجرَّب مع عمالقة الخدمات اللوجستية – معالجة أكثر من 10 آلاف طرد في اختبارات مستودعات أمازون linkedin.com. جمع 400 مليون دولار تمويل عام 2025 (تقييم بقيمة 1.75 مليار دولار) لتوسيع الإنتاج linkedin.com. |
Figure AI | Figure 02 | سلم وحدات تجريبية للعملاء في 2024؛ حصل على 675 مليون دولار تمويل الفئة ب (بدعم من مايكروسوفت، أوبن أي آي، إنفيديا) linkedin.com. شراكة مع BMW لنشر الروبوتات في المصانع. |
Apptronik | Apollo | شركة ناشئة من ناسا؛ روبوت بشري مصمم لسلسلة التوريد. شراكة مع مرسيدس-بنز وديب مايند، وجمع 350 مليون دولار في شهر فبراير 2025 linkedin.com لدعم التصنيع. |
Sanctuary AI | Phoenix | تركيز على الذكاء الاصطناعي الإدراكي+ شكل بشري. النموذج الجيل الثامن (2024) يتمتع بأيدٍ ذات 21 درجة حرية وعجلات للتنقل؛ تم نشره في تجارب البيع بالتجزئة (Canadian Tire) والمصانع (Magna International) linkedin.com. |
تُظهر هذه الأمثلة كيف أن الصناعة بأكملها تتبلور حول رؤية الروبوتات متعددة الأغراض. سوق الروبوتات البشرية العالمي، الذي كانت قيمته فقط حوالي 2.3 مليار دولار في 2023، من المتوقع أن يرتفع بشكل هائل (تتراوح التقديرات بين 70 – 110 مليار دولار بحلول 2033) مع نمو سنوي بنحو 40% linkedin.com. آسيا، خاصة اليابان والصين، تقود الاعتماد – من المتوقع أن تمتلك الصين 50% من السوق بحلول 2025، مدفوعة بالشيخوخة السكانية ودعم حكومي قوي linkedin.com. في الواقع، تقوم شركتا UBTECH وUnitree Robotics الصينيتان بخطوات كبيرة: لدى روبوت ووكر من UBTECH مئات الطلبات، وروبوت Unitree البشري G1 سعره منخفض يصل إلى 16 ألف دولار، مما يشير إلى توجه لجعل هذه الروبوتات في متناول اليد linkedin.com.
وبعيدًا عن الروبوتات البشرية، فإن الروبوتات الصناعية التقليدية (الأذرع والرافعات في المصانع) أصبحت أكثر عددًا من أي وقت مضى. بحلول عام 2023، كان هناك رقم قياسي 4.28 مليون روبوت صناعي تعمل في المصانع حول العالم robominds.de. بلغت التركيبات السنوية حوالي 540,000 وحدة في عام 2023 (قريبة جدًا من أعلى مستوى على الإطلاق)، مما يدل على الطلب القوي therobotreport.com. أصبحت هذه الروبوتات أكثر ذكاءً (بفضل رؤية أفضل وذكاء اصطناعي للفحص وتحريك الأشياء) وأكثر أمانًا للعمل جنبًا إلى جنب مع البشر (الكوبوتس مع ميزات تحديد القوة). تظل قطاعات مثل الإلكترونيات والسيارات مستخدمة رئيسية، لكننا نشهد أيضًا روبوتات في تصنيع الأغذية، والصيدلة، وحتى البناء (روبوتات بناء الطوب مثلاً!). وبلغ متوسط كثافة الروبوتات العالمية في التصنيع 162 روبوت لكل 10,000 عامل – أكثر من ضعف الكثافة منذ سبع سنوات فقط therobotreport.com therobotreport.com، مما يبرز تسارع الأتمتة مع استمرار تحديات العمل والسعي نحو الكفاءة.
الطائرات بدون طيار تمثل جانبًا آخر من قصة الروبوتات. في 2025، أصبحت الطائرات بدون طيار متواجدة في قطاعات عديدة كقطاع الزراعة (لمتابعة المحاصيل والرش الدقيق)، والخدمات اللوجستية (طائرات جرد المستودعات)، والسلامة العامة (البحث والإنقاذ، مراقبة المرور). طائرات التوصيل بدون طيار تجاوزت أخيرًا مراحل التجربة في بعض المناطق – شركات مثل Wing (الفابيت) وAmazon Prime Air تدير شبكات توصيل فعالة بالطائرات بدون طيار في مدن مختارة، حيث توصل الطرود التي تقل عن 5 أرطال إلى الحدائق الخلفية خلال دقائق. فتحت الجهات التنظيمية الأجواء بشكل تدريجي لهذه العمليات خارج نطاق الرؤية البصرية، إلا أن الاعتماد الواسع ما زال ينتظر وضوحًا تشريعيًا أكبر (إدارة الحركة الجوية للطائرات بدون طيار، مخاوف الضوضاء، إلخ). في نفس الوقت، تتسارع المنافسة على إطلاق تاكسيات طائرة (eVTOLs)، حيث أن العديد من النماذج التجريبية (Joby, Archer, Volocopter) نجحت في إجراء رحلات اختبارية وتهدف للخدمة التجارية في 2025–2026 dronelife.com dronelife.com. في الواقع، شركة Archer Aviation حققت إنجازًا في رحلات طائرتها eVTOL “Midnight” وتستعد للحصول على موافقة FAA بحلول 2025 dronelife.com. وقد يبدو استدعاء تاكسي طائر عبر تطبيق فكرة مستقبلية، لكننا على أعتاب تحققها فعليًا – وربما تظهر لأول مرة في أحداث مثل معرض أوساكا 2025 العالمي أو أولمبياد باريس كمنصات تجريبية.
خلاصة القول، إن الروبوتات في عام 2025 هي قصة توسيع الآفاق. فالروبوتات تغادر البيئات المسيطر عليها والمتوقعة لتدخل عالم البشر الفوضوي — شوارعنا، متاجرنا، وأماكن عملنا. كل تقدم في الذكاء الاصطناعي (لالإدراك واتخاذ القرار) وكل انخفاض في التكلفة يجعلها أقرب للاستخدام السائد. الطائرات بدون طيار والمركبات الذاتية القيادة تدفع الأتمتة إلى الجو وعلى الطرق. حتى في منازلنا، أصبحت الروبوتات البسيطة (مكانس كهربائية، جزازات عشب) شائعة، وتعمل الشركات الناشئة على تطوير روبوتات منزلية مساعدة يمكنها القيام بالأعمال المنزلية أو تقديم الرفقة لكبار السن. وبينما يجب علينا التعامل مع المخاوف — تأثير الوظائف، الاستخدام الأخلاقي للطائرات بدون طيار، سلامة الروبوتات — إلا أن الفوائد المحتملة ضخمة. يمكن للروبوتات أن تتولى المهام الخطرة، وتضخم الإنتاجية البشرية، وتواجه نقص العمالة. كما قال أحد رؤساء شركات الروبوتات التنفيذيين، فإن عام 2025 يمثل بداية الروبوتات ” تنضم إلى القوى العاملة، ولكنها لم تستولِ على منزلك بعد” builtin.com. السنوات القادمة ستختبر مدى قدرة هذه الروبوتات المتقدمة على الاندماج في بيئات البشر، وكيف سيتكيف المجتمع مع العمل جنبًا إلى جنب مع زملائنا الروبوتيين الجدد.
10. أشباه الموصلات: الجيل القادم من الشرائح (مسرعات الذكاء الاصطناعي، RISC-V، من عصر 3 نانومتر إلى 2 نانومتر)
جميع الاتجاهات التقنية السابقة تعمل في نهاية المطاف على أشباه الموصلات، وصناعة الشرائح في عام 2025 في حالة نشاط مكثف لتوفير أداء أكبر، وقدرات متخصصة، وسلاسل توريد آمنة. السرد الحاسم هو ازدهار شرائح الذكاء الاصطناعي. فالتفجر في أعباء عمل الذكاء الاصطناعي (تدريب ونشر الشبكات العصبية الضخمة) خلق طلبًا لا يشبع على المسرعات عالية الأداء. شهدت Nvidia، الشركة الرائدة في صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي، إيرادات قياسية مع قيام مزودي السحابة والشركات بشراء معالجات الرسوميات الخاص بها — ووفق بعض التقديرات امتلكت Nvidia أكثر من 80% من سوق مسرعات الذكاء الاصطناعي في عام 2024 entrepreneur.com، وقفزت مبيعات قسم مراكز البيانات لديها بنسبة 73% سنويًا إلى 39 مليار دولار m.economictimes.com. شرائح الذكاء الاصطناعي الرائدة مثل H100 من Nvidia (5 نانومتر، مع 80 مليار ترانزستور) هي “محركات” خدمات مثل ChatGPT. في 2025، تظهر معالجات الرسوميات من الجيل التالي من Nvidia ومنافسون جدد: أطلقت AMD سلسلة مسرعات MI300، مع ادعاءات بتحقيق مكاسب أداء entrepreneur.com، وتستهدف شركات ناشئة مثل Cerebras وGraphcore وSambaNova حالات استخدام الذكاء الاصطناعي المتخصصة مع معماريات مبتكرة (مثل شرائح الـ wafer-scale، ووحدات المعالجة الذكية IPUs). هناك أيضًا توجه لدى شركات التكنولوجيا الكبرى لتصميم شرائح ذكاء اصطناعي مخصصة: Google أطلقت TPUv5، أمازون أطلقت Trainium، ويُشاع أن مايكروسوفت تطور شريحة Athena، وحتى OpenAI تدرس تصنيع رقائقها الخاصة لتقليل الاعتماد على Nvidia. رغم كل هذه الجهود، لا يزال الطلب يفوق العرض بكثير — إذ غالبًا ما تكون شرائح الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى فترات انتظار تصل إلى عدة أشهر، مما يشعل سباقًا عالميًا لزيادة القدرة الإنتاجية.
نحن نشهد أيضًا تحولًا جوهريًا في معمارية الشرائح: شرائح متخصصة بالمجالات آخذة في الصعود. بدلاً من وحدات المعالجة المركزية العامة، لدينا الآن شرائح مصممة خصيصًا للذكاء الاصطناعي، العملات الرقمية، الشبكات، وغيرها. ولهذا السبب، حتى مع تباطؤ قانون مور (نمو أداء المعالجات المركزية العامة)، تواصل الشرائح المتخصصة تحقيق قفزات هائلة في الأداء ضمن مجالاتها. إحدى الممكنات في هذا المجال هي شرائح chiplet وتغليف ثلاثي الأبعاد. لم تعد الشرائح الرائدة تُبنى عبر رقاقة واحدة ضخمة، بل بتجميع عدة شرائح chiplet (وربما على تقنيات تصنيع مختلفة) باستخدام وصلات عالية السرعة. ابتدعت AMD هذه التقنية في وحدات المعالجة المركزية، ويتبناها الآخرون الآن — إذ أن اتحاد UCIe يضع معايير لتوافقية شرائح chiplet. تغليف ثلاثي الأبعاد (مثل 3DFabric من TSMC وFoveros من Intel) يسمح بتكديس الذاكرة فوق منطق المعالجة، كما هو الحال في شريحة Ponte Vecchio للرسومات من Intel وM1 Ultra من Apple (التي تستخدم “UltraFusion” لدمج وحدتي M1 Max). هذه التقنيات المتقدمة ضرورية لتحسين معدلات الأداء مقابل التكلفة حتى مع اقتراب تقنيات التصنيع الضوئي من حدود الذرات.
وبالحديث عن التصنيع الضوئي، أكثر تقنيات التصنيع تقدمًا في 2025 هي 3 نانومتر، والسباق نحو 2 نانومتر قد بدأ. تعتبر TSMC وSamsung أكبر مصنعين في إنتاج كميات ضخمة من الشرائح بتقنية 3 نانومتر. دخلت TSMC مرحلة الإنتاج الضخم لتقنية 3 نانومتر (N3) أواخر 2022 وتستخدمها Apple في شرائح A17 وM3 (في أجهزة iPhone وMac). كانت Samsung أول من أعلن عن إنتاج 3 نانومتر (باستخدام معمارية ترانزستور GAAFET) في منتصف 2022، رغم أن الكميات كانت أقل على الأرجح. بحلول 2025، تحسنت نسب النجاح بشكل هائل — حيث وصلت نسبة النجاح في سامسونج إلى حوالي 50%، بينما تجاوزت نسبة النجاح في TSMC 90% بحلول منتصف 2025 design-reuse.com. هذا النجاح العالي يخفض تكلفة الشريحة ويزيد الإنتاج. التركيز الآن على الجيل القادم: 2 نانومتر. هذا الجيل مهم ليس فقط لأنه أصغر، بل لأن TSMC وIntel (وسامسونج لفئة 2 نانومتر) ستنتقلان إلى ترانزستورات Gate-All-Around (GAA) نانوشيت لتحسين السلوك الكهربائي. أعلنت TSMC أن تقنية 2 نانومتر (N2) ستبدأ مرحلة التجارب في 2024 والإنتاج الضخم في النصف الثاني من 2025 tomshardware.com design-reuse.com. من المتوقع أن تقدم تقنية 2 نانومتر من TSMC سرعة أعلى بنسبة ~15٪ عند نفس القدرة، أو تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 30٪ عند نفس السرعة مقارنةً بـ3 نانومتر design-reuse.com design-reuse.com. أما Intel، فلديها خطة طموحة (“5 أجيال في 4 سنوات”) وتهدف لاستعادة الريادة في التصنيع — حيث تستعد لإنتاج Intel 20A (تقنية شبيهة بفئة 2 نانومتر مع ترانزستورات RibbonFET GAA) و18A (1.8 نانومتر) في 2024–2025. إذا نجحت Intel في تنفيذ خطتها، فقد تنتج رقائق على مقياس الأنغستروم بحلول نهاية 2025، مما سيكون عودة قوية جدًا.
مع ذلك، فإن هذه المصانع المتقدمة مكلفة للغاية — حيث تبلغ تكلفة المصنع الواحد 15–20 مليار دولار. وهذا يقودنا إلى اتجاه آخر: جيوسياسة أشباه الموصلات. بعد النقص في الشرائح والتوترات التجارية في أوائل العقد الحالي، بدأت الدول تستثمر بقوة لتوطين إنتاج الشرائح. قانون الرقائق الأمريكي (2022) يثمر عن مشاريع مصانع جديدة في أريزونا، تكساس، وأوهايو بواسطة TSMC، سامسونج، Intel وغيرهم، بحوافز تصل إلى حوالي 50 مليار دولار. أما أوروبا، فقانون الرقائق الخاص بها يشجع مصانع في ألمانيا، أيرلندا، فرنسا بواسطة Intel وGlobalFoundries وغيرهم. بحلول 2025، يجري بناء عشرات المصانع الجديدة حول العالم، رغم أن العديد منها لن يبدأ الإنتاج حتى 2026–2027. حتى أن رئيس TSMC أشار إلى أن 30% من إنتاج الشرائح أقل من 2 نانومتر قد يتم خارج تايوان (بما في ذلك الولايات المتحدة) لتنويع مواقع التصنيع digitimes.com tomshardware.com. في الوقت ذاته، تضاعف الصين — بعد فرض قيود تصدير على الشرائح المتقدمة — جهودها في تطوير تقنيات محلية مثل RISC-V وزيادة الطاقة الإنتاجية بالتقنيات القديمة. في مارس 2025، أفيد بأن بكين أصدرت سياسة وطنية لتعزيز تبني RISC-V عبر الصناعات reuters.com. الشركات الصينية تبنت RISC-V مفتوحة المصدر بحماس كخيار “محايد جيوسياسيًا” مقابل المعماريات الغربية المسيطر عليها reuters.com. نشهد شركات ناشئة صينية تطلق شرائح RISC-V لكل شيء من الإنترنت للأشياء إلى معالجات مركزية متقدمة (قسم T-Head في Alibaba أطلق معالج خوادم RISC-V). لهذا تداعيات استراتيجية: فبينما RISC-V مفتوح للجميع، إلا أن المشرعين الأمريكيين قلقون من استخدامه في سعي الصين لاستقلالها التكنولوجي reuters.com. على كل حال، يزدهر نظام RISC-V البيئي عالميًا بحلول 2025 — وهنالك دعم متزايد، وحتى خارج الصين، توفر شركات مثل SiFive وEsperanto نوى RISC-V تنافس عروض Arm.
تطوير ملحوظ آخر هو كيف أن أشباه الموصلات تمكّن أنماط حوسبة جديدة تتجاوز المنطق الرقمي الكلاسيكي. نشهد شرائح حوسبة كمومية تجارية مبكرة (كما أوردنا)، وشرائح عصبية (نماذج بحثية تحاكي الخلايا العصبية الدماغية لتوفير حوسبة ذكاء اصطناعي فائق التوفير للطاقة)، وشرائح ضوئية (تستعمل الضوء في الحوسبة/الاتصال لكسر حدود السرعة والطاقة). ورغم أن هذه ليست سائدة بعد، إلا أن عام 2025 جعلها أقرب للواقع: فهناك الرقاقة الدماغية TrueNorth من IBM أو شريحة Loihi من Intel في جيلها الثاني؛ وشركات ناشئة تعمل على مسرعات شبكات عصبية ضوئية قد تضاعف المصفوفات بسرعة الضوء. قد تصبح هذه ضرورية مع وصول قانون مور إلى التشبع.
خلاصة القول، شعار صناعة أشباه الموصلات في 2025 هو “أكثر من مور” — الابتكار عبر معماريات جديدة (chiplets، تغليف ثلاثي الأبعاد)، ومواد جديدة (الانتقال للتصنيع بإضاءة EUV، واستكشاف EUV عالية الفتحة ومواد ثنائية الأبعاد مثل الغرافين لما بعد السيليكون)، ونماذج عمل جديدة (توسعات في المصانع، شراكات عبر الحدود) للحفاظ على التقدم التقني. الشرائح التي تمكن الذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس، والواقع المعزز/الافتراضي، وكل شيء بينهما هي في طليعة الإبداع البشري. إذا استطاع التوريد مواكبة الطلب (وتشير الجهود الحديثة إلى أنه سيكون كذلك — مع بعض التأخير)، يمكننا توقع استمرار التحسن الأسي في قوة الحوسبة. هذا هو الأساس لكل الاتجاهات التقنية الأخرى: سواء كان الأمر يتعلق بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة مع تريليونات المعلمات أو تشغيل نظارات الواقع المعزز المتقدمة على شريحة منخفضة الاستهلاك، فإن تقدم أشباه الموصلات يبقى قاعدة انطلاق قفزات العالم التقني.
الخلاصة
يجد عالم التكنولوجيا نفسه في منتصف عام 2025 عند نقطة تحول: الابتكارات التي كانت ناشئة أو تجريبية قبل بضع سنوات أصبحت الآن قوى تحويلية على نطاق عالمي. لقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من نسيج الأعمال والحياة اليومية، لينتقل بسرعة مذهلة من كونه مجرد فكرة جديدة إلى كونه ضرورة حتمية. الحوسبة الكمية والتقنيات الحيوية المتقدمة لم تعد أحلامًا بعيدة، بل أصبحت مجالات نشطة تقدم اختراقات قد تعيد تشكيل قطاعات مثل الرعاية الصحية والتشفير. تدفع تكنولوجيا المستهلكين بنا إلى عوالم جديدة – بشكل حرفي مع الواقع المعزز/الافتراضي – بينما يؤدي برنامج المؤسسات إلى أتمتة الأعمال وتعزيز الإنتاجية بطرق مبتكرة. وفي الوقت نفسه، فإن الدفع نحو الاستدامة عبر التكنولوجيا الخضراء يواكب التقدم التكنولوجي مع احتياجات كوكبنا، مما يمنحنا أملاً في معركة المناخ. ويبدو أن عودة Web3 تشير إلى أن اللامركزية ستلعب دورًا في بنية المستقبل الرقمية، مع الاستفادة من دروس الماضي. ومع تغلغل التكنولوجيا في كل جانب، تبقى الأمن السيبراني الحارس المتأهب، يتطور بسرعة لمواجهة التهديدات الجديدة. كل ذلك يعتمد على التقدم المستمر في الرقائق والأجهزة الصلبة التي تجعل هذه الثورات البرمجية ممكنة.
إن اللاعبين الرئيسيين عبر هذه المجالات – سواء كانوا OpenAI وNvidia في الذكاء الاصطناعي، أو IBM وGoogle في الحوسبة الكمية، أو Moderna وCRISPR Therapeutics في التكنولوجيا الحيوية، أو Apple وMeta في الواقع المعزز، أو Tesla وAgility في الروبوتات، أو TSMC وIntel في أشباه الموصلات (إلى جانب العديد غيرهم) – يواصلون سباقهم التنافسي والتعاوني لتعريف المستقبل. من السمات البارزة هو تقاطع الاتجاهات: الذكاء الاصطناعي يعزز البحث في التكنولوجيا الحيوية؛ يتقاطع البلوكتشين مع الذكاء الاصطناعي؛ شبكات الجيل الخامس والحوسبة الطرفية تمكّن الواقع المعزز وإنترنت الأشياء؛ الروبوتات والذكاء الاصطناعي متلازمان، وهكذا دواليك. هذا التداخل يسرّع الابتكار بشكل أكبر.
بالنسبة للمراقب الملم بالتكنولوجيا، فإن عام 2025 يقدم مجموعة مذهلة من التطورات لمتابعتها. إنه عام يمكن القول فيه “المستقبل هو الآن” في العديد من الجوانب – سيارات الأجرة ذاتية القيادة في مرحلة الاختبار، الذكاء الاصطناعي يمكنه تصميم صور أو بروتينات أصلية، اجتماعات الواقع الافتراضي أصبحت جزءًا من العمل، وقد يصف الطبيب علاجًا جينيًا قريبًا. ومع ذلك، من الواضح أيضًا أننا لا نزال في الفصول الأولى من كثير من هذه القصص. فمن المرجح أن تؤدي الأسس التي تُبنى في هذه الأشهر والسنوات إلى تحولات أعظم مع نهاية هذا العقد (فكر مثلًا: محاولات الذكاء الاصطناعي العام، نظارات واقع معزز غامرة بالكامل، حواسيب كمومية تحل مشكلات كيميائية واقعية، سيارات كهربائية في كل مكان، إلخ).
بالنسبة للشركات والأفراد على حد سواء، يكمن التحدي (والفرصة) في التنقل وسط هذا المشهد من خلال البقاء على اطلاع والاستعداد للتكيف. ومع تزايد تداخل التكنولوجيا مع المجتمع، تظهر أيضًا مناقشات حول الأخلاقيات والتنظيم والشمولية يجب أن تتطور بالتوازي. لكن هناك أمر واحد مؤكد: أكثر اتجاهات التكنولوجيا سخونة في 2025 لم تعد مجرد فضوليات منفصلة – إنها تتقاطع مجتمعة وتشترك في إعادة تعريف كيف نعيش، ونعمل، ونحل المشكلات على نطاق عالمي. إنه وقت مثير لتكون جزءًا من منظومة التكنولوجيا، فالتاريخ يُكتب الآن من خلال هذه الابتكارات. وتحذير أخير: استعد جيدًا، لأن وتيرة التغيير لا تظهر أي علامات على التباطؤ.
المصادر: تم استخلاص المعلومات في هذا التقرير من مجموعة من تحليلات ومنشورات منتصف عشرينيات القرن الحالي: استبيانات صناعية ومدونات خبراء (مثل A16Z حول الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال a16z.com a16z.com)، مواقع أخبار تقنية موثوقة (مثل Live Science بشأن إعلان IBM عن الحوسبة الكمية livescience.com livescience.com)، تقارير قطاعية متخصصة (اتجاهات التكنولوجيا الحيوية go.zageno.com، ابتكارات البطاريات energycentral.com، توقعات Gartner، إلخ)، ومنظمات موثوقة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي في الرؤى حول الأمن السيبراني weforum.org weforum.org. تصف هذه المصادر مجتمعة الحالة الحالية ومسار اتجاهات التكنولوجيا حتى منتصف 2025. كل اتجاه مدعوم بعدة نقاط بيانات – من معدلات التبني الإحصائية amplifai.com وأرقام العائد على الاستثمار amplifai.com إلى الإنجازات المحورية مثل أرقام وحدات الكيوبت الكمومية livescience.com أو نشر الروبوتات الشبيهة بالبشر linkedin.com – والتي تم ذكرها ضمن النص لدعم التحليل. هذا يضمن صورة واقعية وحديثة لمشهد التكنولوجيا في عام 2025، ويوفر أساسًا قويًا لفهم الوجهة التالية للتكنولوجيا.