المعركة من أجل الحدود النهائية: ستارلينك ضد ون ويب ضد كويبر ضد تيليسات لايتسبيد

لقد أصبحت خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في المدار المنخفض للأرض (LEO) “الحدود النهائية” الأكثر تنافسية في قطاع الاتصالات. العديد من الشركات — وأبرزها ستارلينك التابعة لـ SpaceX، وون ويب المدعومة من المملكة المتحدة والهند (التي أصبحت الآن جزءًا من Eutelsat)، ومشروع كويبر من أمازون، وTelesat Lightspeed الكندية — تتسابق لتغطية العالم بخدمة إنترنت سريعة ومنخفضة التكلفة من الفضاء. جميعها تهدف إلى إيصال الإنترنت واسع النطاق للمناطق التي تعاني من ضعف التغطية الأرضية، عبر كوكبات من مئات أو آلاف الأقمار الصناعية في مدار منخفض. تقدم هذه التقرير مقارنة شاملة بين مشاريع الإنترنت عبر أقمار LEO الرئيسية — من حيث خلفياتها وتصاميمها التقنية واستراتيجيات السوق والتسعير والقضايا التنظيمية والشراكات والتحديات والمستقبل المتوقع.
مقارنة بصرية بين كوكبات الإنترنت الرئيسية في مدار LEO (بما في ذلك ستارلينك، ون ويب، كويبر وغيرها) حتى عام 2024. كل مشروع يخطط لأسطول ضخم من الأقمار في المدار المنخفض لتأمين تغطية إنترنت عالمية.
الخلفية ونبذة عن كل مشروع
ستارلينك – SpaceX
ستارلينك هو مشروع الإنترنت الطموح عبر الأقمار الصناعية التابع لشركة SpaceX، أُعلن عنه رسميًا في 2015 وبدأت إطلاق النماذج الأولية في 2018. بدعم من إيلون ماسك، هدفت SpaceX إلى استغلال قدراتها على إطلاق الصواريخ لنشر كوكبة ضخمة من الأقمار الصناعية في المدار المنخفض. انطلقت أول دفعة تشغيلية من أقمار ستارلينك في مايو 2019، وتسارع الإطلاق بعدها بشكل كبير. بحلول أبريل 2025، كانت SpaceX قد أطلقت أكثر من 8000 قمر ستارلينك منذ 2019، بمناسبة الإطلاق رقم 250 المخصص لشبكة ستارلينك reuters.com. وهذا يجعل ستارلينك أكبر كوكبة أقمار صناعية في العالم إلى حد بعيد، ما يوفر الخدمة في 125 دولة ويجذب أكثر من 5 ملايين مستخدم عالميًا reuters.com. قدرة SpaceX على الإطلاق المتكرر (غالبًا إطلاق واحد لصاروخ Falcon 9 أسبوعيًا بحلول 2025) أعطت ستارلينك أفضلية السبق الكبير reuters.com. كان الدافع الأساسي للمشروع تجارياً ولجني عائدات لتمويل طموحات SpaceX نحو المريخ، لكنه أصبح الآن خط عمل رئيسي بحد ذاته. خرج ستارلينك من مرحلة الاختبار التجريبي في 2021 ويقدم الآن خدمات الإنترنت للمنازل والشركات والملاحة البحرية والطيران وغيرها. تدير SpaceX ستارلينك كمشروع متكامل رأسيًا — تصنع الأقمار الصناعية وأجهزة المستخدم داخليًا وتبيع الخدمة مباشرة للعملاء النهائيين. إن النشر السريع والمبادرة المبكرة جعلا ستارلينك المعيار الذي تُقارن به بقية المنافسين الجدد.
ون ويب
تعد ون ويب من أوائل مشاريع الإنترنت الفضائي ذات المدار المنخفض، أسسها رائد الأعمال جريج ويلر في 2014 برؤية سد الفجوة الرقمية حول العالم. أطلقت الشركة أول أقمارها الصناعية في 2019 واستهدفت كوكبة مكونة من 648 قمرًا في مدارات قطبية لتغطية شبه كاملة للعالم. ومع ذلك، واجهت ون ويب تحديات كبيرة — أبرزها إعلان إفلاسها في 2020 بعد انسحاب مستثمر أساسي (سوفت بنك) reuters.com. وفي تحول دراماتيكي، أنقذتها نهاية 2020 كونسورتيوم بقيادة الحكومة البريطانية وشركة Bharti الهندية، ضخا مليار دولار لإحياء المشروع reuters.com. جعل هذا التدخل ون ويب شركة بريطانية تنافس في سباق الإنترنت الفضائي، وسرعان ما عادت إطلاق الأقمار. بحلول مارس 2023، كانت ون ويب قد أتمت بنجاح نشر 618 قمرًا صناعيًا، متجاوزة الحد الأدنى المطلوب لتغطية العالم البالغ 588 قمرًا ndtv.com onewebtechnologies.net. بذلك أصبحت الكوكبة الأولى شبه مكتملة، وبدأت الشركة العام نفسه بتقديم خدمات الإنترنت على مستوى العالم. الشركة (التي تضم من بين مالكيها الحكومة البريطانية وبهارتي وسوفت بنك ويورلسات وهيوز وآخرين ndtv.com) تركز على بيع الخدمات بالجملة وللجهات الحكومية أكثر من البيع مباشرةً للمستهلكين. في 2023، وافقت ون ويب على الاندماج بشكل كامل بالأسهم مع يورلسات الفرنسية، ليشكلا معًا شركة تجمع بين أقمار المدار الجيواستاتيكي والمنخفض businesswire.com. ومع اكتمال هذا الاندماج بنهاية 2023، أصبحت ون ويب جزءًا من مجموعة Eutelsat الجديدة، كأول شركة تدمج أقمار المدار الجيواستاتيكي والمنخفض بالكامل. تمثل رحلة ون ويب — من الريادة، إلى الإفلاس، إلى إحيائها بفضل الحكومات — مثالًا على تحديات وأهمية قطاع الإنترنت الفضائي.
مشروع كويبر – أمازون
مشروع كويبر هو مشاركة أمازون في مجال الإنترنت الفضائي — مبادرة بقيمة 10 مليارات دولار أُطلقت في 2019 لنشر كوكبة ضخمة من الأقمار الصناعية لتوفير الإنترنت عالميًا reuters.com. رغم القدرات المالية والتكنولوجية الكبيرة لأمازون، بدأ كويبر لاحقًا مقارنة بستارلينك أو ون ويب. أمضى المشروع أعوامًا في التصميم والحصول على الموافقات التنظيمية (وحصل على ترخيص من FCC لإطلاق 3,236 قمرًا). بدأت أمازون تصنيع الأقمار في منشأة جديدة بولاية واشنطن، وأطلقت في نهاية 2023 قمرين أوليين من نوع KuiperSat لاختبار النظام. أثبتت هذه النماذج تقنيات أساسية — منها روابط الليزر البصري بين الأقمار بسرعة 100 جيجابت/ثانية — مما يثبت قدرة كويبر على تكوين شبكات متشابكة بين الأقمار aboutamazon.com aboutamazon.com. في أبريل 2025، بدأت أمازون أخيرًا بنشر كوكبة كويبر التشغيلية، وأطلقت أول 27 قمرًا إنتاجيًا بالتعاون مع صاروخ Atlas V لشركة ULA reuters.com. شكّل هذا الإطلاق (المتأخر كثيرًا) نقطة الانطلاق لمنافسة أمازون مع شبكة ستارلينك reuters.com. تخطط أمازون لنشر 3,236 قمرًا في مدار أرضي منخفض (~590–630 كم ارتفاعًا)، مع توقع بدء الخدمة المحدودة نهاية 2025 reuters.com. ووفق قواعد FCC يجب على أمازون نشر نصف الكوكبة (1,618 قمرًا) بحلول منتصف 2026، وهو موعد ستسعى الشركة غالبًا لتمديده نظراً لتأخر انطلاقتها reuters.com. يُسوّق مشروع كويبر كامتداد طبيعي لإمبراطورية أمازون التي تركز على المستهلك: حيث يُتوقع أن يستفيد منه سكان المناطق الريفية الفقيرة تقنيًا، وتتفاخر أمازون بخبرتها في الأجهزة الاستهلاكية وخدمات السحابة (AWS) كمزايا تنافسية reuters.com reuters.com. عبّر جيف بيزوس عن ثقته بأن الطلب العالمي على الإنترنت “لا يُشبع” وأن “هناك مجال لكثير من الفائزين”، متوقعاً نجاح كلٍ من ستارلينك وكويبر على المدى البعيد reuters.com reuters.com. بموارد أمازون الهائلة وكوكبة عملاقة قيد الإنشاء، يمثل كويبر أحد أقوى التحديات المقبلة أمام ستارلينك، وإن كان في بدايته الفعلية لبناء شبكته.
Telesat لايت سبيد
تعد Telesat Lightspeed مشروع كوكبة النطاق العريض في المدار الأرضي المنخفض (LEO) لشركة Telesat، وهي مشغل أقمار صناعية مخضرم يقع مقره في كندا. وعلى عكس المنافسين الآخرين، تدير Telesat أقمارًا صناعية (في المدار الجغرافي الثابت) منذ عقود وتستفيد من خبرتها في المجال لدخول ساحة المدار الأرضي المنخفض. تم تصور كوكبة Lightspeed حوالي عام 2016 (أُطلق عليها أولًا اسم Telesat LEO) مع التركيز على خدمة أسواق المؤسسات، والاتصالات، والحكومات بدلاً من المستهلكين العاديين. وتخطط Telesat لإطلاق حوالي 198 قمراً صناعياً متقدماً في المدار الأرضي المنخفض في مدارات قطبية ومائلة، لتوفير تغطية عالمية تشمل المناطق القطبية telesat.com telesat.com. سيكون كل قمر من أقمار Lightspeed مركبة فضائية عالية الأداء مزودة بهوايات تشكيل الحزم رقمياً وروابط ضوئية بين الأقمار الصناعية لتحقيق بنية مرنة تعمل كشبكة متشابكة telesat.com telesat.com. على مدار السنوات، واجهت Lightspeed تأخيرات بسبب تحديات التمويل وارتفاع التكاليف. تم تعليق عقد أصلي مع شركة Thales Alenia Space لإنشاء 298 قمراً صناعياً في عام 2022 بينما أعادت Telesat هيكلة البرنامج لتحقيق وفورات في التكاليف. في أغسطس 2023، أعلنت Telesat عن خطة جديدة: سيقوم المصنع الكندي MDA ببناء 198 قمراً بتقنيات أحدث، مما يقلل التكلفة الإجمالية بحوالي 2 مليار دولار telesat.com telesat.com. بحلول عام 2024، حصلت Lightspeed أخيرًا على التمويل الكامل، بدعم كبير من الحكومة الفيدرالية الكندية وحكومة كيبيك (أكثر من 2.5 مليار دولار في شكل قروض ودعم) telesat.com telesat.com. مكّن هذا Telesat من إعطاء الضوء الأخضر للتصنيع والنشر. من المقرر أن تبدأ أولى عمليات إطلاق Lightspeed في منتصف 2026، وتتوقع Telesat بدء الخدمة الإقليمية (في خطوط العرض العالية) بحلول نهاية 2027، والخدمات العالمية تليها مباشرة telesat.com. أطلقت Telesat بالفعل بعض الأقمار التجريبية (واحد في 2018 وآخر في 2023) لاختبار عمليات المدار الأرضي المنخفض والمحطات الطرفية للعملاء telesat.com. القيمة المضافة لـ Lightspeed هي الاتصال “بدرجة جودة المؤسسات” – وصلات متعددة الجيجابت، زمن وصول منخفض، ودمج شبكي مع شركات الاتصالات – يتم تقديمها عبر كوكبة أصغر (مئات الأقمار بدلاً من الآلاف) تستهدف قطاعات عالية الربحية مثل شركات الطيران والملاحة البحرية وشبكات المؤسسات النائية والاتصالات الحكومية/العسكرية telesat.com. تاريخ Telesat الطويل وتركيزها على جودة الخدمة يجعل Lightspeed دخولاً أكثر تحفظاً واستهدافاً في سباق المدار الأرضي المنخفض، بهدف اقتطاع مكانة مربحة بجانب الكوكبات الكبرى.
مقارنة تقنية: الأقمار الصناعية والكوكبات والتغطية
تعتمد الشبكات الأربع جميعها على أساطيل ضخمة من الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، لكنها تختلف في التكوينات المدارية والتقنيات. يلخص الجدول أدناه أهم المعايير التقنية لـ Starlink وOneWeb وKuiper وLightspeed:
المشروع | الأقمار الصناعية (الجيل 1) | ارتفاع وميول المدار | روابط بين الأقمار | حزم الترددات | التغطية |
---|---|---|---|---|---|
Starlink (SpaceX) | حوالي 4,500 نشط (بحلول 2025)، 12,000 معتمد (قشور الجيل الأول) reuters.com. الجيل الثاني قيد النشر (7,500 معتمد). | حوالي 550 كم (القشرة الأولى) عند ميل 53°؛ قشور إضافية عند 70°+، 97° (قطبي) وغيرها starlink.com. | نعم – روابط ليزرية بصرية في الأقمار الحديثة (تصل إلى 200 Gbps لكل قمر) starlink.com لتشكيل شبكة متشابكة عالمية. | حزمة Ku (تحميل وتنزيل المستخدم) وحزمة Ka (وصلات البوابات). بعض الترددات V/E في الأقمار الحديثة starlink.com. | قريبة من العالمية (بين حوالي 85° شمالاً إلى 85° جنوباً عند اكتمال الانتشار). القشور الأولية تغطي خط العرض ~±60°؛ تغطي الأقمار القطبية المناطق عالية العرض. |
OneWeb (Eutelsat) | 618 قمرًا في المدار (الجيل الأول) ndtv.com؛ 648 مخطط لها (يشمل الاحتياطية). الجيل الثاني قيد التخطيط. | حوالي 1,200 كم (مدارات قطبية بميول 86°)، 12 مستوى مداري مع 49 قمرًا في كل مستوى onewebtechnologies.net. | لا (الجيل الأول) – بدون روابط بين الأقمار؛ يعتمد على العديد من بوابات الأرض. (من المرجح أن تضم روابط بصرية في الجيل الثاني مستقبلاً.) | حزمة Ku لروابط المستخدم (~12–18 جيجاهرتز) توفر ~8 جيجابت في الثانية لكل قمر onewebtechnologies.net؛ حزمة Ka لروابط البوابات الأرضية الخلفية. | تغطية عالمية (مدارات قطبية دي حقيقية). بدأت الخدمة مبدئيًا فوق 50° شمال/جنوب؛ تم تحقيق خدمة عالمية كاملة عام 2023 بعد إكمال الكوكبة. |
Project Kuiper (Amazon) | 3,236 قمرًا معتمدًا (الجيل الأول) reuters.com؛ لا يوجد أي قمر تشغيلي قبل 2025 (أُطلق أول 27 في أبريل 2025). | حوالي 590 كم (ميل 33°)، 610 كم (42°)، 630 كم (51.9°) – ثلاث قشور، 98 مستوى مداري إجمالًا openfalklands.com openfalklands.com. (مدارات تركز على خطوط العرض المتوسطة؛ لا توجد قشرة قطبية في الجيل الأول.) | نعم – روابط بصرية بين الأقمار على كل قمر (تم اختبارها بسرعة 100 Gbps على النماذج الأولية) aboutamazon.com، لتشكيل شبكة فضاء متشابكة. | من المرجح أن تكون حزمة Ka للتحميل للمستخدم (كشفت أمازون عن هوائي مستخدم بتقنية المصفوفة المرحلية بحجم “تسجيل LP” تقريبًا reuters.com). كما أن هناك استحدامًا لحزم Ku وغيرها حسب الملفات؛ التفاصيل الدقيقة سرية. | مبدئيًا إقليمي (بين 52° شمالاً و52° جنوبًا) حتى اكتمال الكوكبة. تبدأ الخدمة عند إطلاق حوالي 578 قمرًا، تغطي أجزاء من الولايات المتحدة وخطوط العرض المشابهة reuters.com reuters.com؛ تمتد التغطية بعد ذلك نحو خط الاستواء مع إطلاق المزيد من الأقمار. المناطق القطبية لن تغطى إلا في مرحلة مستقبلية. |
Telesat Lightspeed (كندا) | 198 قمرًا مخططًا (الجيل الأول) telesat.com؛ لم يتم إطلاق أي منها حتى 2025 (البداية 2026). | حوالي 1,000 كم ارتفاع؛ مدارات قطبية ومائلة (من المرجح أن تشمل 90° وما يقارب 50°) لتغطية عالمية شاملة بما في ذلك الأقطاب telesat.com. حوالي 10–12 مستوى مداري (تكوين نهائي محدث سيحدد لاحقاً بعد إعادة التصميم). | نعم – روابط بصرية (شبكة ليزرية متشابكة) مخططة بين الأقمار telesat.com للتوجيه العالمي. درجة عالية من المعالجة على متن القمر (حمولة رقمية). | حزمة Ka أساسية (يوصف Lightspeed بأنها شبكة Ka-band datacenterdynamics.com). كما تستخدم Q/V لروابط المحطات ولها حزم موجهة متقدمة بتقنية المصفوفة المرحلية. تدعم معايير 5G/إيثرنت لدمج سلس telesat.com. | عالمية، مع تركيز السعة في المناطق عالية الطلب. مصممة لتغطية المناطق القطبية (هام لشركات الطيران والمستخدمين في القطب الشمالي) وتوزيع السعة ديناميكيًا على المناطق المزدحمة telesat.com. تمرير الخدمة من خطوط العرض العليا (كندا، وما شابه) أولاً، ثم لجميع أنحاء العالم بحلول ~2027–28. |
تصميم القمر الصناعي وسعة النقل: أقمار Starlink صغيرة ولوحية مسطحة (~260 كجم للجيل 1.0) ومصممة للإطلاق على شكل مجموعات؛ بينما أقمار OneWeb أصغر قليلاً (~150 كجم) ولكنها في مدارات أعلى؛ ويتوقع أن تكون أقمار Kuiper متوسطة الحجم (~600 كجم) مع هوائيات عالية الإنتاجية؛ وستكون أقمار Lightspeed أكبر وأكثر أداءً (التصميم الأصلي كان ~700–750 كجم لكل قمر بعدد حزمات كبير). أصبحت جميع أقمار Starlink الآن تتضمن روابط ليزرية متقاطعة (لكل قمر 3–4 ليزرات بسرعة تصل إلى 200 Gbps) starlink.com ما يمكّن من توجيه البيانات بالفضاء. تفتقر أقمار OneWeb الجيل الأول للروابط الليزرية، وهذا يتطلب من كل قمر النزول إلى محطة أرضية ضمن تغطيته لنقل البيانات. وهذا يجعل OneWeb أكثر اعتمادًا على شبكات المحطات الأرضية، بينما يمكن لـ Starlink وKuiper وLightspeed تمرير البيانات بين الأقمار الصناعية للوصول إلى بوابات بعيدة (ما يُحسّن التغطية فوق المحيطات أو المناطق النائية). ستستخدم أقمار Lightspeed “شبكات متشابكة بتقنية الربط البصري” ومعالجة بيانات على متنها لتحقيق سعات للاتصال بدرجة المؤسسات (متعددة الجيجابت لكل رابط مستخدم) مع تشفير متقدم وزمن وصول منخفض telesat.com. يوفر كل قمر OneWeb سعة حتى ~8 جيجابت في الثانية (وهو كافٍ للأسواق المستهدفة) onewebtechnologies.net، بينما لم تعلن SpaceX عن قدرة القمر الواحد بدقة – إلا أن التقديرات تشير إلى أن أقمار الجيل الأول من Starlink قدمت أكثر من 20 جيجابت في الثانية لكل قمر، والنماذج الأحدث تتخطى ذلك عن طريق تحسين الهوائيات وزيادة النطاق (بما في ذلك استخدام E-band). وبالمثل أمازون لم تكشف عن السعة لكل قمر في Kuiper، لكن تهدف لإنتاج “عشرات الملايين” من المحطات الطرفية للمستخدم بسرعة ~400 ميجابت في الثانية لكل منها reuters.com، ما يعني أن على كل قمر استيعاب سعات كبيرة مجتمعة.
التغطية وزمن التأخير: العمل في مدار أرضي منخفض (LEO) يوفر زمن تأخير تقريبًا بين 20-50 مللي ثانية، وهو مشابه للألياف الأرضية في كثير من الحالات. مدارات ستارلينك على ارتفاع 550 كم تعطي زمناً ذهاباً وإياباً حوالي ~30 مللي ثانية، وغالبًا ما يُشار إليه بين 20-40 مللي ثانية في تجربة المستخدمين. مدار OneWeb الأعلى على ارتفاع 1200 كم لديه زمن تأخير أقرب إلى ~70 مللي ثانية (ولا يزال أقل بكثير من ~600 مللي ثانية للأقمار الصناعية الثابتة بالنسبة للأرض). مدارات Kuiper ما بين 590–630 كم من المتوقع أن تقدم أداءً مماثلاً لستارلينك (أقل من 50 مللي ثانية). المدار الخاص بـ Lightspeed (~1000 كم) مصمم ليكون “على قدم المساواة مع شبكات الألياف” من حيث الاستجابة telesat.com، أي في عشرات المللي ثانية على الأرجح. من ناحية التغطية، استخدام OneWeb وLightspeed لمدارات قطبية يضمن وصولاً عالمياً حقيقياً (بما في ذلك أعلى وأدنى خطوط العرض). الجيل الأول من ستارلينك استبعد المناطق القطبية (ميل 53° لم يغطي المناطق القطبية)، لكن سبيس إكس أطلقت منذ ذلك الحين أقماراً على مدارات قطبية، وبفضل الروابط الليزرية يمكنها توفير الخدمة حتى في خطوط العرض القطبية عبر أقمار تمر فوقها وتنقل البيانات إلى بوابات عند خطوط عرض أدنى. بحلول 2023، روجت ستارلينك لتوفر خدمتها حتى في القارة القطبية الجنوبية (عبر بوابات تجريبية). أما Kuiper، فإنه يركز بوعي على خطوط العرض غير القطبية في الجيل الأول – مدارته (حتى ~52°) تغطي معظم سكان العالم لكن ليس أقصى الشمال أو الجنوب القطبي. عملياً، ستارلينك، OneWeb، وLightspeed ستكون أنظمة عالمية كاملة، بينما سيكون Kuiper في البداية نظاماً إقليمياً (يغطي تقريباً حتى ~55° من خط الاستواء) إلى أن تضيف أمازون أقماراً قطبية أو تعقد شراكات لتوسيع التغطية لاحقاً.
توجهات السوق والفئات المستهدفة
رغم أن جميع هذه الكوكبات تهدف لتوفير الإنترنت واسع النطاق من الفضاء، إلا أنها تختلف في الأسواق المستهدفة ونهج التعامل مع العملاء:
- ستارلينك (سبيس إكس) – تركيز مباشر على المستهلك النهائي. السوق الأساسية لستارلينك هي الأفراد والمشاريع الصغيرة في المناطق الريفية أو النائية المحرومة من الخدمات: المنازل، المسافرون عبر المنازل المتنقلة (RV)، أصحاب القوارب، وغيرهم ممن يفتقرون لخيارات إنترنت موثوقة. تبيع سبيس إكس خدمة ستارلينك مباشرة للمستخدمين النهائيين عبر الطلبات الإلكترونية، مع أسعار موحدة وحزم تركيب ذاتي. بالإضافة لذلك، تسعى ستارلينك للدخول في أسواق التنقل (إنترنت بحري للسفن، اتصال للطائرات الخاصة والرحلات، المنازل المتنقلة والشاحنات، وغيرها) وقطاعات متخصصة مثل الاستجابة للكوارث. القاعدة الأولى من مستخدمي ستارلينك كانت المنازل الريفية والضواحي في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، إلخ، لكن التوسع جارٍ ليشمل الدول النامية مع توسع التغطية والحصول على الموافقات التنظيمية. كما بدأت سبيس إكس بالوصول إلى القطاعات الحكومية والعسكرية – فقد تم استخدام ستارلينك في ربط مناطق النزاعات (اشتهر ذلك في أوكرانيا)، وتوفر الآن خدمات ستارلينك الحكومية. بشكل عام، تقدم ستارلينك نفسها كـمزود خدمات إنترنت جماهيري واسع النطاق من الفضاء، مستفيدة من سبقها في السوق والاعتراف المتزايد بعلامة ستارلينك التجارية.
- ون ويب (Eutelsat OneWeb) – نموذج الجملة والشركات. لم تسوق OneWeb خدمة إنترنت للمستهلكين تحت علامتها الخاصة. بل تضع نفسها كمزود للمشغلين ومزودي الاتصالات أو كشركة اتصال للمؤسسات. تعمل OneWeb مع مشغلي الاتصالات ومزودي خدمة الإنترنت (ISP) والمشغلين لتوفير الاتصال في المناطق البعيدة. على سبيل المثال، تعاونت AT&T مع OneWeb لتوسيع شبكة الإنترنت وخدمات الربط الخلوي للمناطق الريفية في الولايات المتحدة spacenews.com. في أوروبا وأفريقيا، تتعاون OneWeb (عبر Eutelsat) مع مشغلين مثل Orange لتحسين التغطية النائية newsroom.orange.com. وتستهدف أيضاً قطاع الأعمال والحكومات – حيث تقدم خدمات للقطاع البحري (عبر شركاء مثل Marlink)، وإنترنت للرحلات الجوية، وشبكات آمنة للحكومات. استراتيجية OneWeb هي دمج قدرات LEO في العروض الحالية لمزودي الخدمة بدلاً من التسجيل المباشر لملايين المشتركين الأفراد. أجهزة OneWeb موجهة للمؤسسات وغالباً ما يتم تركيبها بشكل احترافي ضمن شبكة العميل (مثل ربط موقع منجم بعيد أو مدرسة ريفية أو منصة نفطية). من الفئات المستهدفة لـOneWeb المجتمعات الريفية (عبر برامج حكومية)، وأسواق التنقل مثل طيران الأعمال، ومشغلي الاتصالات الراغبين في الربط الخلفي. حتى بالنسبة للأفراد، قد تصلهم خدمة OneWeb عن طريق شركة اتصالات محلية (مثال: تجربة Wi-Fi مجتمعية في ألاسكا وكندا القطبية عبر مزودين محليين). ومع اندماجها مع Eutelsat (مشغل أقمار صناعية GEO كبير وقاعدة عملاء حكومية وتجارية قوية)، ترسخ OneWeb نموذجها للجملة والخدمة متعددة المدارات بدلاً من التوجه للبيع الفردي businesswire.com businesswire.com. الكيان المدمج Eutelsat OneWeb قادر على تقديم حلول متكاملة LEO+GEO مصممة لكل عميل (مثلاً، روابط LEO فائقة السرعة مع تغطية GEO احتياطية على مدار الساعة).
- مشروع كايبر (أمازون) – نهج استهلاكي قائم على التكامل. الرؤية المعلنة لأمازون في كايبر هي ربط المنازل والمجتمعات غير المخدومة، على غرار توجه ستارلينك للمستهلكين reuters.com. وتذكر الشركة صراحةً أن الربط الريفي هدف رئيسي، بالإضافة إلى خدمة الشركات والعملاء الحكوميين مستقبلاً reuters.com. ومع ذلك، من المرجح أن تستفيد أمازون من منظومتها العملاقة بطرق فريدة: قد يتم دمج خدمة كايبر مع خدمات أمازون (تخيل اشتراكات برايم تشمل الإنترنت أو بيع أطقم استقبال كايبر على أمازون.كوم). الميزة التي تروج لها أمازون هي خبرتها في أجهزة المستهلك وتكاملها مع خدمات السحابة (AWS) reuters.com. هذا يشير لإمكانية الربط السلس مع أجهزة أليكسا/المنزل الذكي أو تمكين اتصال السحابة في المواقع النائية عبر AWS. كما أبرمت أمازون شراكات مع مشغلي الاتصالات (مثلاً، فرايزون ستستخدم كايبر للربط الخلفي 5G في المناطق الريفية cnbc.com؛ وفودافون في أوروبا لديها شراكة مشابهة aboutamazon.com)، مما يدل على نموذج هجين: قد تبيع أمازون بشكل مباشر وأيضاً عبر شركات الاتصالات. وبفضل قوة أمازون في البيع بالتجزئة، من المتوقع أن يستهدف كايبر المشتركين بكثافة عند إطلاق الخدمة – ربما بأسعار منافسة أو عروض ترويجية مبتكرة (مثلاً: طلب سهل، تجربة مجانية، أو دمجها مع المحتوى ومنتجات أمازون). من المرجح أن تتقاطع الفئات المستهدفة لكايبر مع ستارلينك (منازل ريفية، دول نامية، مستخدمو التنقل)، مع إمكانية أن تركز أمازون أكثر على الأسواق الناشئة – باستثمار علامتها التجارية العالمية لتوفير اتصال ميسر في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية على نطاق واسع (مناطق لم تبدأ ستارلينك في الوصول إليها إلا حديثاً). باختصار، تتبلور توجهات كايبر كـتغطية استهلاكية واسعة مع تكامل عميق مع خدمات أمازون وشركائها، بهدف التوسع السريع فور جهوزية الكوكبة.
- Telesat Lightspeed – تركيز على المؤسسات والاتصالات والحكومات. منذ البداية، صممت تيليسات لايتسبيد “لتلبية متطلبات الشركات والمؤسسات الحكومية عالية الحساسية والأهمية” telesat.com. توجههم في السوق أقرب لـ شركة اتصالات أقمار صناعية لعملاء كبار. بدلًا من بيع اشتراكات إنترنت فردية، تؤمن تيليسات عقودًا لعدة سنوات مع خطوط الطيران، مشغلي شبكات الهاتف المحمول، شركات الشحن، ووكالات الدفاع. على سبيل المثال، وقعت Viasat (مزود الإنترنت الفضائي) عقدًا هامًا لدمج قدرات لايتسبيد في خدمات الإنترنت على خطوط الطيران telesat.com telesat.com. بعد تشغيل لايتسبيد، الآلاف من الطائرات المجهزة فعلاً بهوائيات Viasat ستكون قادرة على الاتصال بالشبكة لتعزيز الاتصال على متن الطائرة telesat.com. كما أبرمت تيليسات شراكات لتوفير الإنترنت للمجتمعات النائية عبر شركات اتصالات محلية (مثل عقد مع ANTam/ADN Telecom لتغطية الريف في جنوب آسيا aircraftinteriorsinternational.com، ومع Orange لتحسين الاتصال في المناطق المعزولة بأفريقيا newsroom.orange.com). الحكومة الكندية زبون رئيسي وداعم أساسي، حيث تتوقع أن تساعد لايتسبيد في ربط المجتمعات الشمالية وتعزيز الاتصالات الآمنة (دفاع NORAD وغيره) telesat.com telesat.com. كما تستهدف تيليسات قطاعات الصناعة والملاحة (منصات النفط والغاز، الأساطيل التجارية) التي تحتاج لاتصال عالي الاعتمادية وسعة مرتفعة. جوهر الطبقة المستهدفة في لايتسبيد ليست المستهلك الفردي بل مشغلي الشبكات من الشركات أو الحكومات الذين يحتاجون لمستويات خدمة مضمونة. تركز تيليسات على تقديم عقود مستوى خدمة (SLA) للشركات، والتكامل مع الشبكات الحالية (معايير Ethernet المترو، توافق مع 5G)، وحلول مخصصة بدلاً من اشتراك موحد للجميع. هذا يضع لايتسبيد كخدمة مؤسساتية متميزة (B2B) تكمل العروض المباشرة للمستهلك لشركات مثل ستارلينك وكايبر. عدد المستخدمين النهائيين قد يكون أقل، لكن كل عقد ذي قيمة مرتفعة (مثلاً، ربط مئات أبراج الجوال أو أسطول خطوط طيران كامل). عبر تركيزها على هذه القطاعات، تهدف تيليسات لتقديم الجودة والموثوقية، فيما تترك سوق الإنترنت الجماهيري للآخرين.
استراتيجيات التسعير ونماذج الأعمال
تعكس نماذج الأعمال لهذه المشاريع توجهاتها السوقية وأدت إلى تنوع في استراتيجيات التسعير:
- ستارلينك: يعمل ستارلينك التابع لسبيس إكس على نموذج اشتراك مماثل لمزود الإنترنت التقليدي. يدفع المستهلكون تكلفة أولية للأجهزة (طبق ستارلينك وجهاز توجيه الواي فاي) ثم رسم شهري للخدمة. اعتبارًا من عام 2025، تبلغ تكلفة خدمة ستارلينك القياسية للمنازل في الولايات المتحدة حوالي 80 دولارًا شهريًا لخطة “ريزيدنشال لايت” (ببيانات ذات أولوية منخفضة) و120 دولارًا شهريًا للخطة القياسية غير المحدودة، مع تكلفة الأجهزة لمرة واحدة تبلغ حوالي 349 دولارًا لمجموعة الأجهزة القياسية starlink.com starlink.com. (قامت ستارلينك بتعديل أسعارها في مناطق مختلفة، وتهدف عمومًا إلى حوالي 100 دولار شهريًا؛ وفي بعض الدول ذات الدخل المنخفض يتم تقديم الخطط بأسعار منخفضة تصل إلى حوالي 50 دولارًا شهريًا lightreading.com.) في البداية، كانت سبيس إكس تبيع أجهزة المستخدمين بخسارة (كانت تفرض في الأصل 499 دولارًا للأجهزة التي كان يُقال أن تكلفة إنتاجها حوالي 1,300 دولار)، لكن مع الوقت وبتوسّع التصنيع وتصاميم أحدث، انخفضت التكاليف – وانعكس ذلك في انخفاض سعر الأجهزة إلى 349 دولارًا في عام 2024 en.wikipedia.org. كما قدمت ستارلينك عروضًا متدرجة: مثل ستارلينك للأعمال (سابقًا “ستارلينك بريميوم”) بأطباق استقبال ذات قوة أعلى مقابل 250–500 دولار شهريًا لمستخدمي الشركات، ستارلينك روم (للتنقّل لمالكي المركبات الترفيهية والمسافرين) بسعر حوالي 150 دولارًا شهريًا en.wikipedia.org، وخطط بحرية وجوية متخصصة يمكن أن تصل إلى آلاف الدولارات شهريًا بسبب ارتفاع الطلب على البيانات. الاستراتيجية هي تغطية طيف من نقاط الأسعار – من خلال تقديم خطط أرخص في المناطق ذات السعة الزائدة (حتى خطة “لايت” بـ 80 دولارًا) في حين يتم فرض رسوم أعلى للاستخدام المميز أو المتنقل. ويعني نموذج البيع المباشر لستارلينك أن إيرادات الاشتراك المتجددة تتجه لصالح سبيس إكس، ما يدعم عمليات إطلاق الأقمار الصناعية المستمرة وتوسيع الشبكة. تراهن سبيس إكس على الوصول مستقبلاً إلى ملايين المشتركين حول العالم، وهو ما يمكن أن يولّد مليارات سنويًا من الإيرادات (يتوقع المحللون حوالي 12 مليار دولار في 2025 إذا استمر النمو) news.satnews.com. من الجدير بالذكر أن تسعير ستارلينك هو سعر ثابت (بيانات غير محدودة)، دون رسوم لكل غيغابايت، مما يجعله جاذباً مقارنة بخطط الأقمار التقليدية الجغرافية المكلفة والمحددة الاستخدام في الماضي. أظهرت الشركة مرونة بتعديل الأسعار حسب المنطقة (وأحيانًا خفض الرسوم حيث توجد خدمات منافسة أو قدرة دفع أقل)، وإطلاق عروض ترويجية (مثل فترات تجريبية مجانية، خصومات الإحالة) لتحفيز التبني. إجمالاً، نموذج عمل سبيس إكس هو خدمة اشتراك عالية الحجم، مع استثمارات إطلاق مستمرة يجري تعويضها بزيادة إيرادات المشتركين على المدى الطويل. ولا تزال الربحية هدفًا بعيدة المدى (وقد أشار ماسك إلى أن دعم الأجهزة وتكاليف الإطلاق يعني أن صافي دخل ستارلينك لا يزال ضيقًا)، لكن التوسع المستمر يحسن الاقتصاديات عامًا بعد عام.
- ون ويب: نموذج ون ويب يتجنّب الاشتراكات الفردية؛ بل يبيع السعة بالجملة أو عبر شركاء. لا يوجد “رسم شهري ون ويب” معلن للعامة – بل يُتفاوض على الأسعار مع كل شريك أو عميل. على سبيل المثال، قد تستأجر شركة اتصالات نطاقًا تردديًا معينًا من ون ويب لتوسيع شبكتها، أو قد يدفع مزود إنترنت الطيران لقاء عدد الطائرات المتصلة. ويعني هذا النموذج المعتمد على الأعمال بين الشركات (B2B) أن إيرادات ون ويب تأتي من العقود الكبيرة وليس من آلاف الفواتير الصغيرة. توفر ون ويب أيضًا أجهزة المستخدم النهائية (طُورت مع شركاء مثل Hughes Network Systems) التي ينشرها عملاؤها، ولكن قد يتم تضمين تلك الأجهزة ضمن تسعير الشركاء أنفسهم. مثلاً، في منطقة تخدمها AT&T، يدفع عميل تجاري مقابل خدمة “إنترنت الأقمار الصناعية من AT&T”، التي لديها اتفاقية سعة مع ون ويب. تعتمد استراتيجية ون ويب على بناء اتفاقيات توزيع استراتيجية على أساس المناطق والقطاعات. بحلول منتصف 2022، كانت ون ويب قد أبرمت اتفاقيات توزيع في أجزاء كثيرة من العالم – مثلاً مع Galaxy Broadband في كندا، وBT في المملكة المتحدة، وتليكوم إيطاليا في إيطاليا، وإيرتل في الهند (حيث مستثمرها بهارتي يوزع طبيعيًا في الهند/أفريقيا)، وغيرها. تتنوع الأسعار حسب التطبيق: شركة طيران تدفع مقابل خدمة الطيران من ون ويب ستقارنها مع المنافسين مثل فياسات أو ستارلينك للطيران؛ أو قد يتم دعم مشروع اتصال قرية نائية من قبل حكومة تستخدم سعة ون ويب. من المحتمل أن تقدم ون ويب أسعارًا مبنية على الحجم (كلما اشترى الشريك سعة أكبر كلما كانت التكلفة أقل لكل ميغابت في الثانية)، ومستويات خدمة (عرض نطاق مضمون مقابل أفضل جهد). نموذج عملها أقرب لمزود نطاق ترددي بالجملة – يركز على عدد صغير من العملاء الكبار ذوي القيمة، بدلاً من ملايين المشتركين الأفراد. وهذا يعني أيضًا أن مسار ربحية ون ويب يعتمد على تأمين عدد كافٍ من الصفقات الكبيرة لملء سعة الشبكة. عزز الاندماج الأخير مع يوتلسات هذا الجانب، حيث توفر يوتلسات طاقم مبيعات وقاعدة عملاء قائمة (مثل محطات بث الفيديو، وعقود حكومية) قد تستفيد من شبكة ون ويب المنخفضة المدار. ويمكن توقع أن تقوم ون ويب بتجميع الاتصال المنخفض المدار مع عروض يوتلسات المدار الجغرافي، وربما تسعيرها بشكل مشترك (مثلًا، يمكن للعميل دفع رسم واحد مقابل خدمة مركبة تضمن التوافر بنسبة 100% – المدار المنخفض للاحتياج الزمني المنخفض، والمدار الجغرافي للتغطية المستمرة). ملخص القول، استراتيجية تسعير ون ويب هي مخصصة وتعاقدية، وتهدف للمصداقية والشراكات بدل الأسعار المتدنية للمستهلكين. هذا عكس نموذج ستارلينك تقريبًا – قد لا تملك ون ويب سوى بضع مئات من العملاء النهائيين (شركات/حكومات) كل منهم يدفع مبالغ كبيرة، مقابل ملايين مستهلكي ستارلينك الذين يدفع كل منهم مبلغًا صغيرًا نسبيًا.
- مشروع كويبر: نظرًا لأن كويبر من أمازون لم يبدأ العمل بعد، فلا توجد أسعار محددة متاحة، لكن يمكن استنتاج بعض الأمور من توجه أمازون. كشفت أمازون عن تصميمات لمحطة المستخدم النهائية المستهدفة أن تكون “منخفضة التكلفة” (هدفها أقل من 400 دولار) للإنتاج reuters.com – وهو سعر محسّن كثيرًا عن أجهزة ستارلينك التي بدأت بسعر 599 دولارًا. وهذا يشير إلى أن أمازون تهدف لخفض الحاجز الأولي أمام المستخدمين. ليس من المستبعد أن تبيع أمازون حزمة كويبر بسعر التكلفة أو أقل (مثلما تسعّر أجهزة كيندل أو تابلت فاير بسعر زهيد لزيادة انتشار النظام البيئي). أما بالنسبة للخدمة الشهرية، فمن المرجح أن تسعّر أمازون بشكل تنافسي مع ستارلينك أو حتى أقل منها في البداية لكسب حصة سوقية. وبالنظر لوفرة موارد أمازون المالية، يمكنها تحمّل حرب أسعار أو عروض ترويجية ضخمة – مثل خصومات لمشتركي برايم، أو باقات دمج (تصوّر مثلاً اشتراك برايم يشمل خدمة الإنترنت المنزلي). وهناك احتمال آخر هو خطط قائمة على الاستخدام – فقد تستفيد أمازون من خبرة فوترة الحوسبة السحابية لتقدم خططًا مرنة (ربما هناك خطة أرخص للمستخدمين القليلين للبيانات وأغلى للمستخدمين الكثيفين). ومع ذلك، فطاقة الإنترنت الفضائي محدودة، لذا قد تظل الخدمة غير المحدودة (مثل ستارلينك) العرض الأساسي. التكامل مع نموذج أعمال أمازون الأوسع هو المفتاح: يمكن أن تشجع كويبر مزيدًا من المستخدمين على خدمات أمازون الإلكترونية (التسوق، البث، أليكسا) – وهي ميزة تكاملية غير متاحة لسبيس إكس. ولهذا قد تقبل أمازون بهوامش ربح أقل إذا زاد ذلك من الإنفاق على خدمات أمازون الأخرى أو استخدام AWS في المناطق النائية. كما أن أمازون أبدت اهتمامها بعقود حكومية لكويبر، وهو ما قد يتضمن تسعيرًا مخصصًا (مثل وزارات الدفاع أو خدمات الطوارئ التي تدفع مقابلاً مقابل سعة مخصصة – وهذا مسار تسعى إليه ستارلينك أيضًا). إجمالاً، توقع تسعيرًا عدوانيًا وعروض دمج من كويبر. إذا كانت ستارلينك تبلغ 110 دولارات شهريًا، فقد تبدأ أمازون بأقل من 100 دولار لخدمة مماثلة، أو تقدم أسعارًا تعريفية منخفضة. وقد ناقشوا حتى فكرة “عشرات الملايين” من الأجهزة – ما يدل أنهم يريدون الانتشار الجماهيري reuters.com. أيضًا، شراكة أمازون مع شركة فيريزون تعني أن بعض خدمات كويبر قد تُباع لمشتركي فيريزون (وقد تُجمع مع خطط الجوال). ملخص القول، من المرجح أن يكون تسعير كويبر تنافسيًا للجماهير، وربما تدعمه مصادر الإيرادات الأخرى لأمازون، مع هدف زيادة قاعدة المشتركين بسرعة بمجرد بدء تشغيل الشبكة.
- تليسات لايتسبيد: نموذج عمل لايتسبيد بالكامل من شركة إلى شركة وتسعيره مخصص لكل حل حسب الطلب. أشارت تليسات إلى أن لايتسبيد ستقدم “تسعيرًا ثوريًا” مقارنة بالبدائل مثل الألياف أو وصلات الميكروويف للمواقع البعيدة telesat.com. باختصار، ستسعّر تليسات لايتسبيد بحيث تكون خيارًا جذابًا لشركات الاتصالات والمؤسسات التي تحتاج لتوسيع التواصل دون بنية تحتية مكلفة. فمثلاً، مشغل الجوال الذي يربط أبراج الجزر يحتاج أن تكون لايتسبيد أرخص (وأفضل) من الألياف البحرية أو حلول الأقمار التقليدية. أفضلية تليسات أنها لا تحتاج استرداد استثمارها عبر ملايين الاشتراكات الصغيرة – بل تعتمد على عملاء رئيسيين (مثل الحكومات الوطنية أو الشركات الكبيرة) يلتزمون باستخدام لسنوات. من المرجّح أن يشمل التسعير عقود سعة طويلة (مثلاً، شركة اتصالات تؤجر رابط 1 غيغابت في الثانية إلى منطقة بسعر سنوي ثابت)، أو رسوم خدمات مُدارة (يتم تحصيلها حسب الموقع أو الطائرة/السفينة المتصلة). ويمكن لتليسات التميز بمستويات خدمة مضمونة – فتفرض رسومًا إضافية مقابل عرض نطاق مخصص بزمن وصول منخفض. وبفضل الدعم الحكومي، قد تُخصص بعض الحصص بأسعار معقولة لمبادرات الإنترنت الريفي الكندي، والمجتمعات الأصلية، وغيرها، تماشيًا مع هدف سد الفجوة الرقمية في كندا telesat.com. بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لاندماج لايتسبيد مع المعايير الشبكية الحالية، قد تتيح تليسات تقديمها كامتداد سلس للشبكات الأرضية بجزء صغير من تكلفة الألياف في المناطق النائية. لا توجد أسعار معلنة، لكن يمكن تخيّل، مثلاً، شركة طيران تدفع لتليسات (عبر فياسات) مبلغًا معينًا مقابل كل طائرة شهريًا، أو شركة تعدين تدفع مقابل رابط مخصص 500 ميغابت في الثانية لموقعها بضمان إتاحة 99.9%. ستكون الإيرادات لكل عميل مرتفعة، لكن عدد العملاء محدود نسبيًا؛ وتعتمد فرص النجاح على إبرام عدد كافٍ من هذه الصفقات عالميًا لتشغيل سعة الشبكة بالكامل. ويعني تمويل برنامج لايتسبيد بعدة مليارات من القروض الحكومية واستثمار مباشر من تليسات telesat.com أن تليسات قد لا تكون تحت ضغط تحقيق أرباح بسرعة، ما يسمح بتسعير منافس لاكتساب الحصة السوقية. في المجمل، فإن تسعير لايتسبيد مبني على عقود وقيمة الأداء مقابل السعر وليس فقط السعر المنخفض، وتهدف تليسات لأن تكون فعالة التكلفة للتغطية الواسعة (أرخص من البنية الأرضية في المناطق قليلة السكان)، وترقية في الأداء لأسواق مثل الإنترنت الجوي – ما يبرر رسومها في تلك الحالات المميزة.
الاعتبارات التنظيمية والجيوسياسية
أدى صعود الكوكبات الضخمة إلى طرح العديد من القضايا التنظيمية والجيوسياسية، وكل واحد من هذه المشاريع يحتاج إلى التنقل ضمن مجموعة معقدة من التراخيص وتنسيق الطيف والعلاقات الدولية:
تنسيق الطيف وتوزيع المواقع المدارية: يجب تنسيق استخدام الطيف لجميع كوكبات المدار الأرضي المنخفض (LEO) (في نطاقات Ku، Ka، وغيرها) بموجب قواعد الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) لتجنب التداخل الضار. بما أن ستارلينك، ون ويب، وكويبر، ولايت سبيد كلها تعمل في نطاقات متشابهة، فقد شاركت في تقديم الطلبات وأحياناً في نزاعات. على سبيل المثال، تعاركت ون ويب وسبايس إكس أمام لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) عندما سعت سبيس إكس لخفض بعض أقمار ستارلينك إلى حوالي 550 كم؛ حيث أعربت ون ويب عن مخاوفها بشأن سلامة الاقتراب والتداخل نظراً لأن أقمارها تعمل على ارتفاع ~1200 كم (وهي حجج نفتها سبيس إكس، ووقفت لجنة الاتصالات الفيدرالية غالباً في صف سبيس إكس عند الموافقة على الارتفاعات المنخفضة) theverge.com geekwire.com. تقدّم الشركات عادةً اعتراضات أو تعليقات على مقترحات بعضها البعض لدى الجهات التنظيمية الوطنية – على سبيل المثال، أثارت وثيقة كويبر التابعة لأمازون تعليقات من سبيس إكس وغيرها حول فك تشابك الترددات. لجنة الاتصالات الفيدرالية (للوصول إلى السوق الأميركية) أصبحت حكماً رئيسياً، حيث فرضت شروطًا مثل مواعيد نهائية للانتشار وإلزام المشغلين الإبلاغ عن مناورات الأقمار ومشاركة بيانات مواقعها اللحظية لتقليل مخاطر التصادم. من الجدير بالذكر أن سبيس إكس وون ويب شهدتا حادثة شبه تصادم واسعة الانتشار إعلامياً في عام 2021 (اقترب قمر ون ويب وقمر ستارلينك من بعضهما بعشرات الأمتار دون حدوث تصادم)، الأمر الذي دفع إلى تحسين بروتوكولات التنسيق بين الشركتين spacenews.com. مع إطلاق آلاف الأقمار الإضافية، أصبح هذا الجانب من إدارة حركة الفضاء بالغ الأهمية. تعمل جهات تنظيمية مثل لجنة الاتصالات الفيدرالية وأجسام مثل لجنة استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية التابعة للأمم المتحدة على تحديث الإرشادات (مثلاً، إلزام أقمار المدار الأرضي المنخفض بالخروج من المدار خلال 5 سنوات من نهاية مهمتها لمنع الحطام طويل الأمد). قامت سبيس إكس بتصميم أقمار ستارلينك بحيث تحترق بسرعة بعد الخروج من المدار، ولدى ون ويب أيضاً خطط للخروج من المدار؛ ومع ذلك، يثير العدد الهائل من الأقمار مخاوف لدى علماء الفلك (الخطوط المضيئة للأقمار التي تؤثر على التلسكوبات) ولدى مشغلي الأقمار الآخرين (ازدحام المدارات). أدت ضغوط المجتمع الفلكي إلى قيام ستارلينك بإضافة مظلات شمسية (“VisorSat”) لتقليل السطوع، وطلاء أقمار ون ويب باللون الداكن، وقد تفرض الجهات التنظيمية مثل هذه التدابير. في المجمل، البيئة التنظيمية في تطور مستمر لمعالجة تشارك الطيف، الحد من الحطام المداري، والسلامة، وهو ما يتطلب من هؤلاء المتنافسين التعاون حتى أثناء تنافسهم.
التراخيص والوصول إلى الأسواق: يحتاج كل مشغل إلى حقوق هبوط (تراخيص الطيف) في كل دولة يرغب في خدمتها. ولهذا أبعاد جيوسياسية. حصلت سبيس إكس، بصفتها شركة أميركية، على موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية وسعت للموافقة في العديد من البلدان، مع نجاح متفاوت. ستارلينك مرخص حالياً في أكثر من 50 دولة، ولكن تم رفضه أو تقييده بشكل ملحوظ في دول أخرى – على سبيل المثال، طلبت الهند من ستارلينك وقف قبول الطلبات المسبقة في 2021 لأنه لم يكن لديه ترخيص هندي (ولا يزال ستارلينك غير معتمد رسمياً في الهند حتى 2025، جزئياً لحماية خطط بس إن إل المملوكة للدولة) lightreading.com. الصين قامت بحظر ستارلينك داخلياً وتسرّع بناء كوكبتها الخاصة من الأقمار الصناعية المدارية (“قو وانغ”) كمنافس. روسيا كذلك لم تمنح الترخيص لستارلينك أو ون ويب وتحدثت عن تطوير شبكة مدارية روسية (برنامج سفير). واجهت ون ويب، لارتباطها بالمملكة المتحدة، عقبة جيوسياسية كبرى عام 2022: كان من المقرر إطلاق أقمارها على صواريخ سويوز الروسية، لكن بعد غزو روسيا لأوكرانيا، تم تعليق تلك الإطلاقات. طالبت وكالة الفضاء الروسية المملكة المتحدة ببيع حصتها في ون ويب كشرط للإطلاق، ورفضت المملكة المتحدة – مما دفع ون ويب سريعاً لإيجاد مزودي إطلاق بدلاء (سبيس إكس ومنظمة الفضاء الهندية ISRO) ndtv.com ndtv.com. أبرزت هذه الحادثة كيف يمكن أن تؤثر التوترات الجيوسياسية مباشرة على نشر الكوكبات. واجهت ون ويب أيضاً الحاجة إلى التعامل مع مخاوف واشنطن بشأن ملكيتها غير الأميركية أثناء سعيها لدخول السوق الأميركية؛ وفي النهاية حصلت على الموافقة مع رقابة إضافية نظراً لما يسمى بـ”الحصة الذهبية” للحكومة البريطانية في الشركة. بالنسبة لكويبر التابعة لأمازون، وبما أنها كيان أميركي، حصلت على موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية بسهولة، لكنها ستحتاج أيضاً إلى تراخيص أجنبية – وهو أمر يبدو أن أمازون قادرة على التعامل معه عبر انتشارها العالمي، لكنها قد تواجه مقاومة في أسواق تفضل الحلول المحلية أو غير الأميركية.
الأمن القومي والاعتبارات الاستراتيجية: تم الاعتراف بأن شبكات الإنترنت المدارية ذات استخدام مزدوج – مدني وعسكري محتمل. لعب ستارلينك دورًا رئيسيًا في أوكرانيا (تمكين الاتصالات الفعالة للقوات الأوكرانية)، مما بيّن التأثير الاستراتيجي لمثل هذه الأنظمة، وهو ما أشادت به الحكومات الغربية واعتبره الخصوم عملاً عدائياً. تحدثت روسيا عن استهداف أقمار ستارلينك (التشويش أو حتى تدميرها مادياً) باعتبارها داعمة للجيش الغربي. ويفتح ذلك تساؤلات بموجب قانون النزاعات المسلحة (هل الأقمار التجارية أهداف مشروعة؟). وبالمثل، حلل الجيش الصيني ستارلينك كتهديد لأمن معلوماته واستكشف الأرجح طرق تعطيل أو اختراق الكوكبات المدارية. كما يجب على جميع هذه المشاريع الالتزام بقيود الصادرات ومتطلبات الأمن السيبراني. على سبيل المثال، تقوم تلسات لايت سبيد ببناء أمن سيبراني من فئة الحكومات وهندسة “ثقة صفرية” لجذب العملاء من الدفاع telesat.com. كما تختبر وزارة الدفاع الأميركية ون ويب وستارلينك للاستخدامات المختلفة، وحتى أنها تعاقدت مع سبيس إكس لخدمات ستارلينك في بعض المناطق. وتفضل الجهات التنظيمية في الدول الحليفة أحياناً نظامًا عن الآخر لأسباب أمنية؛ على سبيل المثال، أطلق الاتحاد الأوروبي مشروع (IRIS²) لبناء كوكبة أوروبية سيادية بهدف جزئي هو عدم الاعتماد الكامل على ستارلينك أو ون ويب (والمفارقة أن ون ويب أصبحت الآن جزءاً أوروبياً عبر يوتلسات). كما تأخذ معارك الطيف على مستوى الاتحاد الدولي للاتصالات طابعاً جيوسياسياً: تقدم الدول طلباتها للمواقع المدارية عبر إداراتها – ستارلينك عبر الولايات المتحدة ويفترض في دول أخرى، ون ويب عبر المملكة المتحدة/فرنسا، ولايت سبيد عبر كندا. وقد حدثت حالات من الطلبات المضاربية من دول أخرى لتنفيذ كوكبات ضخمة (قضية ما يسمى “الأقمار الورقية”) مما يعقد عملية التنسيق.
الدعم التنظيمي والعقبات: قدمت الحكومات الدعم لكنها وضعت أيضاً شروطاً. فرضت لجنة الاتصالات الفيدرالية أن يتم إطلاق نصف كل كوكبة بحلول موعد معين (كان ذلك بالنسبة لستارلينك الجيل الأول في 2024، وقد حققته سبيس إكس؛ وبالنسبة لكويبر، الموعد 2026 للنصف الأول) reuters.com. قد يؤدي عدم تحقيق المواعيد لخسارة حقوق الطيف (لكن من المرجح تقديم استثناءات إذا أُظهرت تقدماً). كما أن الجهات التنظيمية الوطنية تضمن أيضاً أن هذه الخدمات لا تتعارض مع الشبكات الأرضية – على سبيل المثال، تعمل أجهزة استقبال ستارلينك على نطاق Ku حوالي 10–12 جيجاهرتز، وهو نطاق يستخدم في بعض البلدان لخدمات أخرى، مما يستلزم تنسيقاَ دقيقاً للترددات. في بعض الحالات، يُطلب من الشركات إعطاء الأولوية للاحتياجات المحلية: جاءت استثمارات الحكومة الكندية في تلسات مع توقعات بأن لايت سبيد ستخدم المناطق الريفية الكندية وتوفر وظائف محلية telesat.com telesat.com. بالمثل، تم تبرير استحواذ المملكة المتحدة على حصة في ون ويب بأمل تعزيز قطاع الفضاء والاتصال البريطاني (بل تم جدال حول إضافة حمولات GPS إلى أقمار ون ويب لتلبية احتياجات الملاحة البريطانية، لكن ذلك لم يتحقق). كما تولي الهيئات التنظيمية اهتماماَ بجوانب المنافسة: أدت هيمنة سبيس إكس بكوكبتها إلى طرح أسئلة حول احتكار المدارات، وجادلت أمازون من أجل تقاسم عادل. على الجانب المقابل، اشتكت سبيس إكس من أن أمازون كثيراً “تتأخر” في النشر لكنها تحاول تقييد ستارلينك عبر الطلبات التنظيمية – ما يظهر توتر استخدام اللوائح لإبطاء المنافسين. في النهاية، إدارة التراخيص، التنسيق، والالتزام في عشرات الدول مهمة ضخمة. ستارلينك، التي تعمل فعلياً، واجهت معظم الصعوبات التنظيمية الواقعية (من عدم اعتمادها في تركيا، إلى رفضها في البداية في باكستان لأسباب أمنية، حتى حصولها على ترخيص في نيجيريا وموزمبيق بعد مفاوضات، وغيرها). ون ويب، باستخدام شركاء الاتصالات المحليين، غالباً ما تعتمد على تراخيص شركائها. من المرجح أن تفعل أمازون الشيء نفسه عبر AWS وشركاء الاتصالات في دول متعددة.
خلاصة القول، إن العوامل التنظيمية والجيوسياسية حاسمة لنجاح أو فشل الكوكبات العالمية: فهي تتطلب تعاوناً دولياً للعمل في جميع أنحاء العالم، لكنها أيضاً تتورط في منافسة القوى الكبرى وأجندات النطاق العريض الوطنية. نرى أن الأنظمة المدعومة من الغرب (ستارلينك، ون ويب، كويبر، لايت سبيد) تتقدم بسرعة، في حين تستجيب قوى أخرى بخططها الخاصة. إن ضمان عدم تحوّل الفضاء لـ”الغرب المتوحش” تحد مستمر – ما يقود إلى قواعد جديدة حول سطوع الأقمار، الحد من الحطام، وآداب استخدام الطيف، حيث يجب على جميع الأطراف الالتزام بها لتحقيق المنفعة الجماعية starlink.com. إن من يدير العلاقات التنظيمية بنجاح (الحصول على حقوق الهبوط على نطاق واسع، الامتثال للقوانين المحلية مثل سيادة البيانات، إلخ) سيمهد الطريق أمام اختراق الأسواق العالمية بشكل أكثر سلاسة.
الشراكات الاستراتيجية والتطورات الأخيرة (حتى عام 2025)
كل مشروع من هذه المشاريع أبرم شراكات استراتيجية وشهد تطورات كبيرة في الفترة من 2023 إلى 2025 شكلت مساره:
- ستارلينك: بدأت سبيس إكس بتوزيع ستارلينك بمفردها، لكنها أبرمت مؤخرًا شراكات بارزة. في عام 2022، أعلنت سبيس إكس وT-Mobile عن شراكة لتمكين الاتصال المباشر من أقمار ستارلينك إلى الهواتف المحمولة العادية (باستخدام تردد PCS الخاص بـ T-Mobile). من المقرر أن تظهر هذه الخدمة “الاتصال المباشر بالهاتف الخلوي” لأول مرة مع الجيل التالي من أقمار ستارلينك، وقد تتيح لمشتركي T-Mobile إرسال رسائل نصية أو إجراء مكالمات عبر الأقمار الصناعية عند الخروج عن نطاق تغطية الخلوي. وبحلول عام 2023، وسعت سبيس إكس شراكاتها الخلوية مع دول أخرى (مثلاً، مع Rogers في كندا وOptus في أستراليا) لتوفير تغطية القمر الصناعي إلى الهاتف مستقبلاً. وفي مجال الطيران، عقدت ستارلينك صفقات لتوفير خدمة الواي فاي على متن الطائرات: أعلنت Hawaiian Airlines وJSX عن خطط لتجهيز الطائرات بوحدات ستارلينك، بهدف توفير إنترنت عالي السرعة ومجاني للركاب. كما دخلت سبيس إكس في شراكة مع شركات الرحلات البحرية مثل Royal Caribbean لنشر ستارلينك لتحسين الاتصال على متن السفن (العديد من السفن السياحية الآن تروّج لإنترنت ستارلينك للنزلاء). وعلى صعيد الحكومات، حصلت ستارلينك على عقود مع جهات مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID وسلاح الجو الأميركي لتوريد الأجهزة لمناطق الكوارث والاستخدامات العسكرية. وظهرت شراكة استراتيجية بارزة مع Microsoft Azure في عام 2021، بحيث تربط وحدات ستارلينك بمراكز بيانات سحابة Azure، مما جعل ستارلينك جسراً للحوسبة السحابية في المناطق النائية. وفي جانب التطويرات، بدأت ستارلينك عام 2023 بإطلاق أقمارها الصناعية “V2 Mini” – وهو إصدار وسيط من أقمارها من الجيل الثاني، مزود بسعة أكبر وأشعة ليزر على كل قمر، لكنه بحجم يناسب صواريخ Falcon 9. أما نسخة V2 الكاملة (أكبر بكثير، حوالي 1.25 طن) فمن المقرر إطلاقها على صاروخ Starship من سبيس إكس؛ إلا أن تأخير جاهزية Starship دفع سبيس إكس إلى استخدام النسخة “الميني” مؤقتًا. كما أطلقت سبيس إكس خدمة Starlink Roam (سابقًا RV) للسماح للمستخدمين باستخدام الأطباق بشكل متنقل حول العالم مقابل رسوم إضافية، وحلول Starlink Mobility بأطباق مسطحة عالية الأداء للسيارات والقوارب. وبحلول منتصف 2025، بلغ عدد مشتركي ستارلينك أكثر من 5 ملايين مشترك وامتدّت الخدمة إلى جميع القارات (حتى محطة أبحاث في القارة القطبية الجنوبية بدأت باستخدام ستارلينك). من التطورات المستمرة المهمة أثر ستارلينك على الصراعات – حيث استمرت خدمة ستارلينك في أوكرانيا بموجب عقد مع البنتاغون بعد بعض الجدل حول التمويل والاستخدام العسكري. وفي الأثناء، تواصل سبيس إكس تطوير أجهزة المستخدمين (تم تقديم طبق “Starlink Flat” الجديد المتين للمركبات، ويتم اختبار محطة فئة “V2” مصغّرة للأقمار القادمة للبث مباشرة للهواتف المحمولة). بالمجمل، تظهر تحركات ستارلينك الأخيرة انتقالها من خدمة ناشئة إلى منظومة أكثر نضجًا عبر تحالفات مع قطاع الاتصالات والسفر والحوسبة السحابية مع تطوير دائم لتقنيتها.
- وان ويب: أكبر تطور لدى OneWeb كان اندماجها مع شركة Eutelsat الذي أُعلن عنه منتصف عام 2022 واكتمل في سبتمبر 2023 businesswire.com. هذه الخطوة الاستراتيجية أنتجت مشغلاً يجمع بين الأقمار المدارية القريبة GEO-LEO، بحيث تكون OneWeb الذراع LEO. وقبيل ذلك، كانت OneWeb تعقد شراكات للاستفادة من شبكتها قيد الإنشاء. ومن الشراكات الجديرة بالذكر شراكات الإطلاق: بعد فقدان القدرة على استخدام صواريخ Soyuz، دخلت OneWeb في شراكة مع سبيس إكس (منافستها!) لإطلاق الأقمار – حيث نفذت سبيس إكس ثلاث عمليات إطلاق لـOneWeb بين 2022-2023، في مثال لافت على التعاون رغم المنافسة. وبالمثل، شاركت OneWeb مع وكالة الفضاء الهندية ISRO لإطلاق الدفعات الأخيرة من الأقمار بين 2022-2023 ndtv.com، مما كشف عن بداية تعاون جديد بين OneWeb وبرنامج الفضاء الهندي (بتشجيع من involvement Bharti). وعلى صعيد الخدمات، كوّنت OneWeb شراكات توزيع مع شركات كبرى مثل: AT&T في الولايات المتحدة spacenews.com، BT في المملكة المتحدة لتكامل LEO في خدماتها، EXTEL في أستراليا، SK Telecom في كوريا الجنوبية، وغيرها. كما تحالفت OneWeb مع مزودي الخدمات البحرية مثل Marlink وNavarino لتقديم الخدمة للسفن، ومع مزودي اتصال الطائرات مثل Panasonic Avionics وIntelsat (Gogo) لاختبار LEO على متن الطائرات. أوائل عام 2023 أكملت OneWeb نشر أقمار الجيل الأول بالكامل (18 إطلاقاً، 618 قمرًا) وانتقلت لتفعيل التغطية العالمية. ومن العلامات البارزة عام 2023 العرض المباشر الأول للإنترنت الجوي عبر شبكة OneWeb – حيث تم بث فيديو سريع لطائرة تجارية باستخدام أقمارها. بعد اكتمال الكوكبة، بدأت OneWeb بتطوير أقمار الجيل الثاني حيث أطلقت في مايو 2023 نموذجًا أولياً باسم “JoeySat” (بدعم من ESA) لاختبار تقنيات جديدة مثل التنقل بالحزم والحمولات الرقمية المتجددة onewebtechnologies.net onewebtechnologies.net. وستوجه هذه التجربة تطوير الجيل القادم، والذي من المتوقع أن يزيد عدد الأقمار وقدراتها (وقد أشارت OneWeb إلى إمكانية نشر عدة آلاف من الجيل الثاني، ربما باستفادة من تمويل IRIS² الأوروبي). ومن التطورات الأساسية تكامل OneWeb المتزايد مع خدمات Eutelsat – ففي 2024 وقعت Eutelsat (OneWeb) اتفاقية متعددة المدارات مع Intelsat للسماح لـIntelsat بإعادة بيع سعة أقمار OneWeb لخدمة الإنترنت الجوي، ما يوضح تقاسم الصناعة لقواها الإبداعية runwaygirlnetwork.com. وعلى صعيد الحكومات، عززت OneWeb حضورها عندما تعاقدت معها ناسا (إلى جانب ستارلينك) لاستعراض خدمات LEO للاتصالات مع مركبات الفضاء المستقبلية (كبديل لنظام تتبع ومرحلة بيانات ناسا TDRSS). خلاصة استراتيجية OneWeb بين 2023-2025 كانت عقد التحالفات لتوسيع الانتشار – سواءً عبر الاندماجات أو توزيع الخدمات أو شراكات التكنولوجيا – بالتزامن مع ترسيخ وجودها بعد إكمال شبكتها الأولى.
- مشروع كويبر: نظرًا لحداثته، تركزت التطورات الرئيسية لـ Kuiper على الاستعداد للنشر. في 2022، أحدثت أمازون ضجة في الصناعة بالإعلان عن أكبر عقود إطلاق تجارية في التاريخ – 83 عملية إطلاق محجوزة عبر ULA وArianespace وBlue Origin reuters.com. شمل ذلك حتى 38 إطلاقًا على ULA’s Vulcan (وبعض Atlas V)، و18 على Ariane 6 من Arianespace، و12 على New Glenn من Blue Origin وغيرها – أي التزام ضخم لوضع 3,236 قمرًا صناعيًا من كويبر في المدار. ومع ذلك، أدت تأخيرات جاهزية الصواريخ (تأخر Ariane 6 و New Glenn حتى 2024، وتأخر أول رحلة Vulcan) إلى إجراء تعديلات. ولذا استخدمت أمازون صاروخ Atlas V لإطلاق أول مجموعة عمليات في 2025 reuters.com. وفي أكتوبر 2023، أطلقت أمازون مهمة Protoflight بنموذجين أوليين من الأقمار على صاروخ Atlas V، واختبرتها بنجاح وأجرت حتى عملية إزالة منظمة للمدار في أوائل 2024 reuters.com. وأعلنت أمازون بفخر تحقيق نجاح كامل في اختبارات الأنظمة الفرعية، حتى أنها نفذت أول مكالمة فيديو ثنائية الاتجاه عبر شبكة كويبر خلال هذه الاختبارات aboutamazon.com aboutamazon.com. أما فيما يخص الشراكات، فكانت أبرزها شراكة مبكرة مع فيرايزون (2021) لاستخدام كويبر في توسيع شبكات 4G/5G للمناطق الريفية cnbc.com. وفي 2022، تعاونت فودافون/فوداكوم مع أمازون لاستخدام كويبر في أفريقيا وأوروبا aboutamazon.com. وتشير هذه الصفقات إلى نهج تعاوني لـ Amazon مع شركات الاتصالات. بالإضافة لذلك، تدمج أمازون كويبر مع خدمة AWS السحابية التابعة لها – ففي 2023 أعلنت أن محطات خدمات AWS الأرضية ستدعم كويبر، ويمكن للأقمار الاتصال بمراكز البيانات السحابية، ما يجذب عملاء المؤسسات في المناطق النائية. وفي 2025، أنشأت أمازون أيضًا منشأة معالجة أقمار صناعية بقيمة 120 مليون دولار بمركز كينيدي الفضائي التابع لناسا لتسريع تجهيز أقمار كويبر للإطلاق، في دليل على التزامها بالإطلاقات المتكررة. أما على مستوى الأجهزة، فكشفت أمازون عن ثلاثة نماذج من أطقم المستخدم: صحن منزلي تقليدي (مربع قطره حوالي 11 بوصة بسرعة 400 ميجابت في الثانية تقريبا)، وصحن صغير جدًا بحجم كيندل (7 بوصات تقريبًا، لتطبيقات إنترنت الأشياء وسرعات منخفضة ~100 ميجابت في الثانية)، ووحدة عالية الأداء للأعمال بقطر 19 بوصة (أكثر من 1 جيجابت في الثانية) reuters.com. ومن اللافت، تتوقع أمازون أن يكلف الطبق الرئيسي أقل من 400 دولار، وهو سعر تنافسي جداً reuters.com. وآخر التطورات (أواخر 2023) إعلان أمازون أن جميع أقمار كويبر ستكون مزودة بأشعة ليزر فضائية بعد نجاح الاختبارات aboutamazon.com aboutamazon.com مما يضمن إمكانية توجيه البيانات عالمياً عبر شبكة كويبر كما في ستارلينك. وعلى الصعيد الجيوسياسي، حصلت أمازون في 2023 على ترخيص للعمل في المملكة المتحدة (بفضل وعدها بالاستثمار في قطاع التكنولوجيا البريطاني)، وهناك محادثات مع جهات تنظيمية عالمية أخرى. ويهدف المشروع لتقديم خدمة تجريبية ربما بحلول نهاية 2025 مع بضع مئات الأقمار، والتوسع تدريجياً حتى 2026-2027 للوصول للخدمة الكاملة. إذاً، تمر كويبر حالياً بمرحلة الانتقال من البحث والتطوير إلى التنفيذ، مع شراكات جاهزة للانطلاق بمجرد نمو الأسطول الفضائي.
- Telesat Lightspeed: بالنسبة لـ Lightspeed، تمحور عام 2023-2025 حول تجاوز التأخيرات وتثبيت البرنامج. حدث تطور حاسم في أغسطس 2023 حين أعلنت Telesat عن خطط جديدة أعادت التفاوض بشأنها مع شركة MDA كمقاول رئيسي لبناء الأقمار، محققة تخفيضًا في التكلفة جعل المشروع مجديًا ماليًا telesat.com telesat.com. تلا ذلك تأمين تمويل بقيمة 2.54 مليار دولار من الحكومة الكندية ومقاطعة كيبك في سبتمبر 2024، مما جعل Lightspeed ممولًا بالكامل حتى الإنجاز telesat.com telesat.com. أزال هذا أحد أكبر العوائق، وسمح لـ Telesat بالتصريح بأن عملية التصنيع بدأت بالفعل (وكانت MDA قد ضمنت 90% من المتعاقدين الثانويين بحلول أواخر 2024) telesat.com. من حيث الشراكات، حصدت Telesat إنجازًا في إبريل 2025 بتوقيع Viasat (التي اندمجت مع Inmarsat) على عقد متعدد السنوات لاستخدام اتصال Lightspeed على الطائرات telesat.com telesat.com. ويعني هذا أنه عند بدء عمل Lightspeed ستتمكن مئات الطائرات المجهزة بأطباق Viasat من التحويل إلى الشبكة المدارية المنخفضة لتحسين الواي فاي الجوي telesat.com. كما أبرمت Telesat شراكة مع Orange S.A. (كبري شركات الاتصالات بفرنسا) في 2022 لاستخدام Lightspeed لربط المناطق النائية بأفريقيا، مما يعزز دور Lightspeed كحل لمشغلي الاتصالات newsroom.orange.com. ومن الشراكات الأخرى صفقات مع Telecom Operadoras في البرازيل وTelefonica لأمريكا اللاتينية، وكذلك مع NXTCOMM لتطوير الهوائيات المحمولة جواً. ويبرز هنا تعاون Telesat مع الحكومة الكندية: سيكون Lightspeed جزءًا رئيسيًا من استراتيجية الشبكة الريفية بكندا، مع التزام Telesat بتوفير سعة بأسعار معقولة لمزودي الإنترنت الكنديين لتغطية مجتمعات الشمال البعيد (وقد كان هذا جزءًا من اتفاقية التمويل الحكومي) telesat.com telesat.com. وتقدمت Lightspeed تكنولوجيًا بنجاح اختبارات الحمولة – حيث أثبت القمر التجريبي (LEO 3) قدرة الربط بسرعة تفوق 1 جيجابت/ثانية وزمن تأخير منخفض في تجارب مع البحرية الأميركية وموحد الشبكات SES عام 2022، ما أثبت التقنية للعملاء الرئيسيين. كما توجّب على Telesat إنهاء خطط البنية الأرضية؛ فتشارك مع General Dynamics Mission Systems لبناء محطات التحويل ومع مزودي السحابة لضمان دمج Lightspeed مع الشبكات السحابية. وبحلول 2025 كانت Telesat قد أكملت مراجعة التصميم الأولي للمشروع وتتحرك نحو مراجعة التصميم النهائي والإنتاج. أما الترتيبات الخاصة بعمليات الإطلاق فما زالت قيد الانتظار – حيث ستحتاج Telesat إلى صواريخ في 2026-2027 لإطلاق 198 قمرًا. لم يعلن بعد مع من، لكن من المتوقع اختيار واحد أو أكثر من المزودين (سبيس إكس، بلو أوريجن أو ULA). بالمختصر، عودة مسار Lightspeed إلى المسار الصحيح: بعد أن كاد أن يتوقف بسبب التكاليف الزائدة، أصبح المشروع الآن أكثر رشاقة، وممول بالكامل، وعملاء بارزون بانتظار الخدمة – مما يضعه على عتبة الإطلاق في 2026 واستهداف الخدمة في 2027 بحالات استخدام قوية.
التحديات التي تواجه كل مشروع
على الرغم من إمكاناتها، تواجه كل من هذه المشاريع الضخمة للأقمار الصناعية تحديات كبيرة:
- تحديات ستارلينك: العدوانية الشديدة التي منحت ستارلينك انطلاقة مبكرة جلبت معها تحديات أيضًا. الاستدامة المالية هي إحدى هذه التحديات – فقد استثمرت سبيس إكس مليارات الدولارات في ستارلينك (إطلاق آلاف الأقمار الصناعية، تطوير أجهزة المستخدمين، إلخ) قبل تحقيق أي إيرادات ذات مغزى. أشار ماسك إلى أن ستارلينك كان عليه تجنب الإفلاس، خاصة في السنوات الأولى عندما كانت النفقات ضخمة (تشير التقارير إلى أن سبيس إكس كانت تنفق نحو ٢ مليون دولار يوميًا على ستارلينك في مرحلة معينة). رغم أن قاعدة المشتركين تنمو الآن، يجب على ستارلينك الاستمرار في إطلاق البدائل (عمر القمر الصناعي حوالي ٥ سنوات) وتوسيع السعة، وهذا مكلف. يرتبط نشر ستارلينك الجيل الثاني بتشغيل صاروخ ستارشيب التابع لسبيس إكس. أي تأخير في ستارشيب يترك مرحلة النمو التالية لستارلينك (أقمار V2 الأكبر ذات القدرة الأعلى) في وضع غير واضح – فالصاروخ فالكون 9 يمكنه فقط إطلاق أقمار V2 Mini الأصغر، ما قد يبطئ قدرة ستارلينك على زيادة سعة الشبكة في المناطق ذات الطلب المرتفع. الازدحام الشبكي يمثل تحديًا آخر: في بعض المناطق (مثل المدن في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة)، اضطرت ستارلينك لفرض حدود بيانات أو إعطاء أولوية للخدمة بسبب مشاركة عدد كبير من المستخدمين لنفس السعة الخلوية. إدارة هذا الأمر مع الحفاظ على رضا العملاء سيكون تحديًا مستمرًا – وقد يتطلب ذلك إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية أو نشر التوجيه بالليزر لتعزيز السعة. التحديات التنظيمية مستمرة أيضًا: تم رفض أو تأخير دخول ستارلينك لأسواق مثل الصين والهند وباكستان وبعض الدول الأوروبية لأسباب متنوعة (من الأمن إلى حماية المنافسين المحليين). في بعض الدول، تثير فكرة الآلاف من الأقمار الصناعية الأجنبية غير الخاضعة للسيطرة والتي توفر الإنترنت مخاوف تتعلق بالسيادة. ستحتاج ستارلينك إلى التوطن (تأسيس كيانات قانونية محلية ونقاط عبور بيانات والامتثال للبيانات) للحصول على الموافقات. المنافسة تزداد: بينما احتكرت ستارلينك خدمات الإنترنت ذات المدار المنخفض لبعض الوقت، أصبح ون ويب الآن جاهزًا للعمل لبعض عملاء الشركات أنفسهم، ودخول كويبر قد يثير منافسة سعرية في فئة المستهلكين. الحفاظ على التفوق التكنولوجي (مثل تطوير برامج متقدمة لتوجيه الحركة بكفاءة، أو الاستفادة من ستارشيب لتحقيق اقتصادات الحجم) سيكون أمرًا بالغ الأهمية. مخاطر اصطدام الأقمار الصناعية والحطام الفضائي تمثل تحديًا أوسع – الأعداد الضخمة لستارلينك تعني أنها تمثل نسبة كبيرة من المقاربات القريبة في المدار؛ تصر سبيس إكس على أن نظامها التلقائي لتجنب الاصطدام يعمل بشكل جيد، لكن مع ازدياد الازدحام في المدارات، ستخضع ستارلينك لضغط لإثبات أن الكوكبة آمنة ولا تسهم في الحطام الفضائي. المقاومة الفلكية تمثل أيضًا تحديًا في العلاقات العامة: اتخذت ستارلينك تدابير لتقليل سطوع الأقمار، ولكن مع إطلاق عشرات الآلاف منها يجب عليها الاستمرار في التعاون مع المجتمع العلمي أو مواجهة قيود محتملة. أخيرًا، دعم العملاء وجودة الخدمة: الانتقال من مرحلة بيتا تركز على التقنية إلى مزوّد إنترنت رئيسي يعني التعامل مع مشاكل التثبيت والانقطاعات وأسئلة العملاء – وهي منطقة تفتقر فيها سبيس إكس للخبرة مقارنة بشركات الاتصالات التقليدية. ضمان الاعتمادية (خصوصًا إذا استُخدمت الخدمة في تطبيقات حيوية مثل الاتصالات الخاصة بسلامة الحياة) يشكل طلبًا جديدًا. باختصار، التحديات الرئيسية أمام ستارلينك هي التوسع المستدام – ماليًا وتقنيًا وتشغيليًا – مع مواجهة المنافسين الجدد وإقناع الجهات التنظيمية بأن فوائد الكوكبة تتجاوز آثارها.
- تحديات ون ويب: يسلط تاريخ ون ويب المضطرب الضوء على بعض التحديات الرئيسية. أولها الاستقرار المالي – فقد أعلنت ون ويب إفلاسها مرة من قبل، ورغم خروجها بدعم حكومي، لا تزال تواجه تحدي تحقيق عائد من كوكبة أصغر نسبيًا. استراتيجية ون ويب التي تستهدف أسواق المؤسسات/الحكومة تعني أن اكتساب العملاء قد يكون أبطأ (دورات مبيعات طويلة للعقود) مقارنة بتبني المستهلكين لخدمة ستارلينك بشكل واسع. هناك خطر من أن السعة قد تكون غير مستغلة إذا لم تتسارع العقود كما هو متوقع. أيضًا، القيود التقنية للجيل الأول لدى ون ويب تشكل تحديًا في المنافسة: لا توجد وصلات بين الأقمار، وتعتمد ون ويب على بنية أرضية كثيفة لنقاط العبور، مما قد يكون عنق زجاجة (مثال: الخدمة فوق المحيطات أو المناطق النائية جدًا قد تكون غير متوفرة إذا لم تكن نقطة عبور ضمن النطاق البصري). على ون ويب الإسراع في العمل على أقمار الجيل الثاني المزودة بالليزر للبقاء تنافسية في سيناريوهات تتطلب تأخر منخفض. وبما أن أقمار ون ويب في مدارات أعلى، فهي تغطي مناطق أوسع لكنها تملك تأخرًا أكبر – بعض المستخدمين الحساسين للتأخر (كالمضاربين في الأسهم أو بعض التطبيقات العسكرية) قد يفضلون ستارلينك أو لايتسبيد. بالإضافة إلى ذلك، الاندماج مع يوتلسات يحمل تحدياته الخاصة: دمج مشغل أقمار صناعية بنمط الشركات الناشئة مع شركة تقليدية للمدار الثابت يتطلب توافقًا في الثقافات والتقنيات. هناك مخاطر تنفيذية في تحقيق الفوائد الموعودة – مثل دمج الشبكات، وتدريب فرق المبيعات لبيع كليهما، وما إلى ذلك. هناك تحدي آخر تنظيمي/سياسي: أصبحت ون ويب الآن فرنسية جزئيًا (يوتلسات)، بريطانية جزئيًا، وبها مستثمرون من عدة دول (بهارتي الهندية، إلخ). التنقل بين مصالح هؤلاء الشركاء قد يكون صعبًا – على سبيل المثال، تمتلك المملكة المتحدة سهمًا خاصًا ويمكنها منع بعض القرارات (بحسب التقارير، أصرت المملكة المتحدة على ألا تُطلق أقمار ون ويب على صواريخ صينية، مما قلل من خيارات الإطلاق). وبما أن أوروبا تسعى لكوكبة IRIS² للاتصالات الحكومية الآمنة، ترغب ون ويب/يوتلسات في أن تكون مركزية في ذلك، لكن قد تواجه منافسة أو بيروقراطية في ضمان هذا الدور. المنافسة السوقية تزداد سخونة أيضًا: اقتحام ستارلينك مجالات التنقل (مثل إنترنت الطيران) يتحدى بشكل مباشر سوق ون ويب المستهدف (ون ويب ركزت بقوة على شراكات الطيران، لكن قدرة ستارلينك على تقديم خدمة مماثلة جعلت شركات الطيران تتردد أو تقسم رهاناتها). سيتعين على ون ويب تمييز نفسها في الاعتمادية أو تقديم حلول متعددة المدارات للفوز بالعقود. وعلى صعيد المستهلك، رغم أن ون ويب لا تبيع مباشرة للتجزئة، قد يقلل وجود ستارلينك في المناطق الريفية بشكل غير مباشر من الطلب على ون ويب (مثال: إذا اختارت الشركات النائية استخدام ستارلينك بدلاً من حلول الاتصالات المبنية على ون ويب). صغر كوكبة ون ويب يعني فجوات في التغطية أو قلة التكرار – في حال تعطل قمر، مناطق التغطية عند ذلك الارتفاع أكبر وقد تتأثر الخدمة حتى يتم الاستبدال؛ أما شبكة ستارلينك الكثيفة فتوفر تغطية متداخلة. ضمان زمن تشغيل مرتفع وإطلاق أقمار بديلة (ون ويب لا تملك صواريخها الخاصة وتعتمد على شركاء كـ ISRO/سبيس إكس للإطلاقات المستقبلية) يمثل تحديًا لوجستيًا. أخيرًا، وتيرة الابتكار – على ون ويب تسريع نشر الجيل الثاني حتى لا تتخلف كثيرًا عن ستارلينك/كويبر في السعة لكل قمر وتكلفة النقلة. ذلك يتطلب رأس مال كبير وبحث وتطوير؛ مالية يوتلسات أكثر قيودًا من سبيس إكس أو أمازون، وأي خطوة خاطئة قد ترهق الموارد. باختصار، تدور تحديات ون ويب حول التنافس بفاعلية مع شبكة أصغر ونموذج جملة – عليها استغلال نقاط قوتها (التغطية العالمية، شبكة الشركاء) مع معالجة عاجلة للنقائص (عدم وجود روابط ليزر حتى الآن، والاحتياج إلى سعة أكبر عبر الجيل الثاني) للبقاء ذات صلة أمام المنافسين ذوي الجيوب الأعمق.
- تحديات كويبر: يتمتع مشروع كويبر بدعم ضخم من أمازون، لكنه لا يزال في مرحلة البناء، لذا هناك عدة تحديات تلوح في الأفق. أحد أهمها هو مخاطر الجدول الزمني – إذ يشترط ترخيص FCC الأمريكي أن يتم إطلاق ٥٠٪ من الأقمار بحلول يوليو ٢٠٢٦ reuters.com. ومع أنهم لم يطلقوا أي قمر حتى أواخر ٢٠٢٣، فإن أمازون تحت ضغط للإطلاق بوتيرة غير مسبوقة. أي تأخير في جهوزية الصواريخ (كفولكان أو آرين ٦، وكلاهما شهد تأخيرات) أو مشاكل في إنتاج الأقمار قد يصعب تحقيق الموعد. إذا لم تحصل أمازون على تمديد للموعد النهائي، فقد تفقد تقنيًا حقوق جزء من الطيف (رغم أنه من المرجح أن تكون هناك مفاوضات لتخفيف الشروط). إطلاق أكثر من ٣٠٠٠ قمر يعد تحديًا لوجستيًا أيضًا: على أمازون إدارة سلسلة توريد عالمية لمكونات الأقمار وتصنيعها بسرعة كبيرة – وهو أمر جديد على شركة اشتهرت أكثر بالبرمجيات والتجارة الإلكترونية. لقد شيدوا مصنعًا متطورًا، لكن توسيع نطاق الإنتاج إلى قمر يوميًا ليس أمرًا تافهًا. إدارة التكلفة تمثل تحديًا آخر: تعهدت أمازون باستثمار ١٠ مليارات دولار، لكن بعض المحللين يقدّرون أن التكلفة الحقيقية قد تكون أعلى عند احتساب تكاليف الإطلاق والبنية التحتية الأرضية. سيراقب المساهمون ما إذا كان هذا الاستثمار الضخم يمكن تبريره بالعوائد على المدى الطويل، خاصة أنه قد تمر سنوات قبل أن تحصل كويبر على مشتركين وإيرادات. من الجانب التقني، الأداء غير المثبت – فخلافًا لستارلينك وون ويب، اللتين لديها مستخدمون فعليون وتعليقات، لا زالت مؤشرات أداء كويبر نظرية (رغم أن التجارب مشجعة). على أمازون التأكد من عمل الهوائيات والأقمار والبرمجيات بسلاسة على نطاق واسع، وأن الجودة تلبي التوقعات. توقيت دخول السوق يمثل تحديًا: بحلول الوقت الذي تقدم فيه كويبر الخدمة (على الأرجح ٢٠٢٥ كأفضل سيناريو في مناطق محدودة، وأكثر كلّية في ٢٠٢٦–٢٧)، ستكون ستارلينك قد ترسخت مع ملايين المستخدمين وربما تكون قد أطلقت الجيل الثاني؛ أما ون ويب فستكون قد حسمت عقود الشركات. ستكون كويبر متأخرة، وقد تضطر لصرف مبالغ كبيرة على التسويق أو الحوافز لجذب العملاء أو إقناع الجدد باختيارها. المنافسة مع ستارلينك قد تصبح سياسية أيضًا – سبق لسبيس إكس أن تقدمت بمرافعات تنظيمية ضد أمازون (متهمة إياها بإبطاء وتحجيم تحسينات ستارلينك أمام هيئة الاتصالات). على أمازون أن تتنافس وربما تتعاون (في تنسيق الطيف) مع منافس شرس يملك صواريخه والزخم الخاص به. هناك تحدٍ آخر يتمثل في المواهب والخبرة: أمازون جديدة نسبيًا في عمليات الأقمار الصناعية؛ جندت العديد من المهندسين (منهم من سبيس إكس، ما أثار دعاوى قضائية حول استقطاب المواهب) لكن تشغيل الكوكبة يحتاج منحنى تعلم. سيتعين عليهم التعلم بسرعة لإدارة الأسطول وتركيبات العملاء، إلخ، وقد يواجهون مشاكل في البداية (عانى ستارلينك نقص الأطباق ومشاكل الازدحام في بداياته؛ وقد يحدث نفس الشيء مع كويبر). الامتثال التنظيمي عالميًا قد يكون تحديًا، إذ ترغب أمازون في وصول عالمي – وقد تواجه تدقيقًا، مثلًا في دول قلقة من تأثير شركات التكنولوجيا الكبرى. أخيرًا، ضمان التميز – يجب على كويبر تقديم شيء مقنع لتبرز. قد يكون شعار بيزوس بأن “هناك متسعًا للعديد من اللاعبين” صحيحًا إجمالًا، لكن على مستوى العميل لماذا يختار كويبر وليس ستارلينك؟ إذا كان السعر، فقد تخوض أمازون حرب أسعار (ما يضغط على الهوامش). إذا كان التكامل، يجب عليهم إظهار مزايا حقيقية من ربط الخدمة بـ AWS أو خدمات أمازون. تحدي اقتطاع حصة سوقية من لاعب مترسخ سيكون حاسمًا عند انطلاق كويبر فعليًا. جوهر تحديات كويبر هو مخاطر برنامج إطلاق ضخم ودخول السوق متأخرًا، مخففة بموارد أمازون ولكن غير مستبعدة تمامًا.
- تحديات لايتسبيد: لايتسبيد التابع لتيليسات هو الأصغر من بين الأربعة من حيث الحجم والأضيق من حيث التركيز، ما يمنحه مجموعة فريدة من التحديات. التمويل كان التحدي الأول، ورغم أن تيليسات حلت أحجية التمويل في ٢٠٢٣–٢٤ بمساعدة حكومية telesat.com، إلا أن الشروط (قروض يتوجب سدادها، ضمانات حكومية، إلخ) تعني تحميل تيليسات ديونًا وتوقعات بتحقيق منافع اقتصادية. أي تجاوز في التكاليف أو تأخير قد يضع تيليسات في مأزق، إذ ليس لديها رأس مال لا نهائي – جاء تمويلها بعد تقليص الخطة بمبلغ ٢ مليار دولار عبر إعادة الهيكلة وتعديلات تقنية telesat.com. التالي، السرعة للوصول إلى السوق: لن تتوفر الخدمة الأولية قبل العام ٢٠٢٧ بحسب الجداول الحالية telesat.com. بحلول ذلك الوقت ستكون ستارلينك وكويبر أكثر انتشارًا، وربما تكون ون ويب قد بدأت الجيل الثاني أيضًا. تراهن تيليسات على أن عملاء المؤسسات/الحكومة سينتظرون أو أن احتياجاتهم لا يمكن تلبيتها تمامًا عبر تلك الأنظمة – وهذا فيه مخاطرة إذا مثلا بدأت ستارلينك أو أمازون بشكل عدواني مغازلة هؤلاء العملاء بعروض مخصصة تنافس لايتسبيد قبل إطلاقها. الضغط التنافسي في هذا القطاع يتصاعد أيضًا: ستارلينك تطور فئة “الخدمة المؤسسية” وتشفير بروابط ليزر قد يجذب بعض مستخدمي الحكومة؛ ون ويب عبر يوتلسات تنافس مباشرة على عملاء الطيران/البحرية الذين تسعى خلفهم لايتسبيد. لدى SES (مُشغّل GEO) كوكبته الخاصة في المدار المتوسط (O3b mPOWER) التي تخدم أسواقًا عالية القيمة الآن وقد تؤمن عقودًا بعيدة الأمد كانت لايتسبيد تطمح لها. لذا قد تكتشف تيليسات في ٢٠٢٧ أن العديد من شركات الطيران أو الرحلات البحرية أبرمت عقودًا لسنوات مع ستارلينك أو ون ويب/SES، ما يقلل السوق المتوفر. هناك أيضًا تعقيد التنفيذ: تكنولوجية لايتسبيد – من مصفوفات التوجيه المرحلي المتقدمة والتوجيه عبر بروتوكول الإنترنت في الفضاء والوصلات الضوئية – متطورة جدًا، ويجب على تيليسات دمجها جميعًا بسلاسة. اختاروا MDA، صاحبة الخبرة لكنها لم تبنِ من قبل نظامًا بهذا الحجم؛ قد تظهر تحديات تصنيعية أو تقنية في تحقيق الأداء الموعود. إذا فشلت لايتسبيد أو تأخرت فقد يخسر العملاء. وعلاوة على ذلك، وأيضا بسبب صغر حجم الكوكبة، فشل الأقمار أو الإطلاقات ستكون له تأثيرات أكبر (خسارة إطلاق واحد لـ20 قمر يعني 10٪ من الشبكة؛ أما عند ستارلينك فذلك مجرد نقطة في البحر). تحتاج تيليسات إلى نشر سلس لتحقيق أهداف الخدمة لعام ٢٠٢٧. توعية السوق تحدٍ خفي آخر: على تيليسات إقناع الشركات بأن مزايا لايتسبيد (مثل اتفاقية خدمة مضمونة، وربط شبكي متشابك) تستحق ربما الكلفة الأعلى أو الانتظار، مقابل استخدام ستارلينك الأرخص. قد يميل العديد من المستخدمين المؤسسيين ببساطة إلى شراء معدات ستارلينك (وقد فعلها بعضهم بالفعل) ما لم تثبت تيليسات تفوق خدمتها ودعمها بوضوح. السياسة المحلية: حتى ضمن كندا، تخدم ستارلينك العديد من المجتمعات النائية منذ ٢٠٢١ بنجاح كبير، ما قد يجعل الأمور سياسية – الحكومة الكندية، التي استثمرت في لايتسبيد، مرجح أن تفضلها في البرامج المدعومة، لكن المستخدمين الذين لديهم ستارلينك فعليًا قد يتساءلون هل تستطيع لايتسبيد منافستها في السعر. يجب على تيليسات ألا تقع في فخ بناء نظام ممتاز لكنه مكلف جدًا لجذب استخدام واسع – إذ يظل الحجم مهمًا لتغطية التكاليف التشغيلية. أخيرًا، الاستمرارية على المدى الطويل: بوجود ١٩٨ قمرًا فقط، هل يمكن للايتسبيد التوسع إذا نما الطلب؟ قد تضطر تيليسات في النهاية لبناء كوكبة ثانية، وهو ما يعني الحاجة لرأس مال إضافي. وصغر الشركة مقارنة بالعمالقة (سبيس إكس، أمازون) تحدٍ بحد ذاته – فلا مجال لأخطاء كثيرة. الملخص: تحديات لايتسبيد تدور حول تنفيذ شبكة عالية الأداء على جدول زمني أبطأ، واختيار موضع مستدام في ظل كواكب أكبر حجماً.
آفاق المستقبل والتوقعات
من المتوقع أن تحتدم المنافسة في مجال الإنترنت بالأقمار الصناعية خلال النصف الثاني من عشرينيات القرن الحالي، وسيحدد كل لاعب بخططه المستقبلية كيف ستتطور “معركة الحدود النهائية”:
- توقعات ستارلينك: لا تُظهر شركة سبيس إكس أي علامات على إبطاء نشر ستارلينك، بل قدمت طلباً لدى الاتحاد الدولي للاتصالات لنشر عدد مذهل يصل إلى 42,000 قمر صناعي (بما في ذلك الأجيال المستقبلية) voronoiapp.com. في الأمد القريب، ستركز ستارلينك على استكمال كوكبة الجيل الثاني Gen2 بالكامل – حيث تمّت الموافقة من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية “FCC” على إطلاق 7,500 قمر صناعي من الجيل الثاني خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى نحو 4,400 قمر من الجيل الأول تم إطلاقها بالفعل. إذا أصبح صاروخ ستارشيب الخاص بسبيس إكس عملياً في 2024–2025، فسوف يتمكن من نشر هذه الأقمار الكبيرة V2 بسرعة (كل إطلاق لستارشيب قد يحمل 50–100 قمر صناعي، مقارنة بـ 20–60 على فالكون 9)، مما يسرّع من توسيع الشبكة. هذا سيزيد بشكل هائل من السعة الإجمالية لشبكة ستارلينك، ويوفر سرعات أعلى وعدداً أكبر من المستخدمين لكل خلية. من ناحية الخدمة، من المتوقع أن تقوم ستارلينك رسمياً بإطلاق خدمة الاتصال المباشر بالهواتف المحمولة بحلول 2024–2025 بالشراكة مع تي-موبايل وغيرها – في البداية دعم الرسائل النصية، ثم الانتقال إلى الصوت والبيانات الأساسية. هذا قد يضيف ملايين من مستخدمي الهواتف الذكية إلى قاعدة مستخدمي ستارلينك الموسعة (ولو بسعة نطاق أقل لكل مستخدم لهذه الاتصالات المحمولة). كما تطلق ستارلينك أقماراً صناعية بروابط بين الأقمار عبر جميع المدارات، والتي بحلول 2025–2026 ستسمح بتغطية عالمية حقيقية مستقلة عن الأبراج الأرضية – حتى في وسط المحيطات أو الأقطاب – طالما يوجد بوابة ما في مكان ما تستطيع استقبال البيانات. يمكننا توقع أن تقدم ستارلينك المزيد من خطط الاشتراك المخصصة، ربما خطط عائلية أو عروض مدمجة (كان هناك حديث عن دمج ستارلينك مع سيارات تيسلا في المستقبل). مالياً، إذا وصلت ستارلينك فعلاً إلى نحو 10 ملايين مشترك تقريباً بحلول 2027 (وهو رقم غير مستبعد إذا استمرت في النمو الحالي، خصوصاً بدخولها أسواق آسيا/أفريقيا المزدحمة)، فقد تحقق عائدات سنوية تتراوح ما بين 8 و10 مليار دولار تقريباً news.satnews.com، بما يجعل سبيس إكس أقل اعتماداً على عائدات الإطلاق. قد تقوم سبيس إكس في نهاية المطاف بفصل ستارلينك وطرحها للاكتتاب العام، رغم أن إيلون ماسك قال إن ذلك لن يحدث حتى يصبح تدفق النقد أكثر توقعاً. عالمياً، قد تدفع سيطرة ستارلينك دولاً أو مناطق أخرى لإطلاق كوكباتها الخاصة (الصين تعتزم إطلاق Guowang في أواخر العقد، والاتحاد الأوروبي IRIS² بحلول 2027 مع نحو 170 قمراً صناعياً). لكن تأثير شبكة ستارلينك الأولية سيكون من الصعب اللحاق به إذا استمرت في التوسع. هناك عنصر غير متوقع: تنظيم ستارلينك – إذا طلبت الجهات التنظيمية يوماً ما تقليل حجم الكوكبة أو تنفيذ إزالة الحطام النشط أو مشاركة الطيف مع الآخرين، فقد يؤدي ذلك إلى إبطاء انتشارها. ومع ذلك، وبالنظر إلى الزخم الحالي، من المرجح أن تبقى ستارلينك اللاعب المسيطر في الإنترنت الفضائي للمستهلكين في المستقبل المنظور، مع توسعها في مجالات جديدة (مثل ربط إنترنت الأشياء، وشبكات الاستشعار العالمية، إلخ). باختصار، مستقبل ستارلينك أن تصبح طبقة اتصال عالمية وشاملة، تكمل أو حتى تنافس التقنيات الأرضية 5G/6G في المناطق الريفية وسيناريوهات التنقل. بحلول 2030، من الممكن أن تضم ستارلينك عشرات الملايين من المستخدمين النشطين وتكون جزءاً أساسياً من بنية الاتصالات التحتية العالمية، إذا ما نفذت سبيس إكس ونجحت في إدارة التحديات الخارجية.
- توقعات OneWeb: بعد إكمال كوكبتها من الجيل الأول، تتجه OneWeb (كجزء من Eutelsat) الآن نحو الجيل الثاني لتحافظ على تنافسيتها. من المتوقع أن تكون شبكة OneWeb الثانية أكبر بكثير (ربما آلاف الأقمار الصناعية) وأكثر تقدماً تكنولوجياً. ورغم أن التفاصيل النهائية لم تُعلَن بعد، إلا أن OneWeb شاركت في مقترح IRIS² الأوروبي – ومن المتوقع أن تستفيد من التمويل الأوروبي لبناء الجيل الثاني كجزء من شبكة آمنة على مستوى القارة بحلول 2027. ستتضمن التكنولوجيا تقريباً روابط بصرية، المزيد من نطاقات الطيف الترددي (ربما نطاق V-band)، وأقماراً صناعية أصغر وأرخص تُطلق بأعداد أكبر. سيتيح ذلك لـ OneWeb زيادة السعة وربما خدمة بعض الأسواق الاستهلاكية عبر الشركاء (قد يدعمون مثلاً الإنترنت اللاسلكي الثابت للمنازل في الدول النامية من خلال شركات الاتصالات). أما الاندماج مع Eutelsat فيربط مستقبل OneWeb أيضاً بالأقمار الجغرافية الثابتة GEO – قد نشهد أجهزة استقبال هجينة GEO+LEO (تتنقل تلقائياً بين LEO لدى OneWeb و GEO لدى Eutelsat). بحلول 2025، تهدف OneWeb إلى استكمال جميع محطاتها الأرضية وتطوير برامجها لتحسين الخدمات. وخلال العامين المقبلين، توقع إعلان خطط الجيل الثاني بشكل رسمي، بما في ذلك شراكات التصنيع (كانت Airbus شريكاً في الجيل الأول؛ ربما تعود للشراكة في الجيل الثاني مع تقنيات تصنيع أحدث). وستسعى لجذب مستثمرين استراتيجيين جدد – مؤخراً، استثمرت Hanwha (كوريا الجنوبية) مبلغ 300 مليون دولار في 2021 مقابل 8% من الأسهم، وجلبت تقنيات جديدة (أنظمة الهوائيات). وقد تأتي شراكات مماثلة في المستقبل، ربما مع صناديق سيادية أو شركات تكنولوجية في الشرق الأوسط، لتدعيم الانتشار العالمي لـ OneWeb. من ناحية السوق، ستبقى OneWeb تركز على قطاع الأعمال والحكومة، ولكن مع شبكة مبيعات Eutelsat، قد نرى بحلول 2027 OneWeb تمد حكومات الاتحاد الأوروبي بالاتصالات، وتوفر الإنترنت للسيارات الفاخرة (مجال أبدى كل من OneWeb وستارلينك اهتماماً به)، وتؤمن نقل البيانات لألوف المواقع الخلوية في أفريقيا/آسيا عبر عقود مع شركات الاتصالات. توقعات إيرادات OneWeb (كجزء من Eutelsat) متفائلة – الشركة المدمجة تتوقع حوالي 2 مليار يورو إيرادات بحلول 2027 مع نمو سنوي مزدوج الرقم تقريباً businesswire.com businesswire.com، وذلك نتيجة توسع OneWeb. لتحقيق ذلك، يجب على OneWeb أن تستحوذ على حصة كبيرة من سوق اتصال الشركات، وستدخل في منافسة مباشرة مع SES (O3b mPOWER) وعروض Viasat+Inmarsat، وليس فقط ستارلينك. في أواخر العقد الحالي قد نشهد اندماجات أيضاً: فإذا لم يدعم السوق العديد من الكوكبات، ربما تتعاون OneWeb/Eutelsat مع لاعب آخر (بعضهم يتوقع تعاون مع SES أو حتى شراكة مع أمازون في مناطق معينة). لكن في الوقت الحالي، هدف OneWeb أن تصبح المزود الرائد لشرائح الشركات والحكومات في LEO، مكملة لهيمنة ستارلينك على السوق الاستهلاكي. نجاح OneWeb مرهون بتنفيذ خطط الجيل الثاني والاستفادة من قوة الدمج بين GEO/LEO لتقديم قيمة فريدة (مثل ضمان الخدمة أو توفير كل الاتصالات المدارية من مكان واحد).
- توقعات مشروع كويبر: السنوات القليلة القادمة حاسمة لمشروع كويبر. بحلول 2026، تهدف أمازون إلى امتلاك كوكبة تشغيلية أولية من حوالي 600+ قمر صناعي لإطلاق الخدمة في العديد من المناطق reuters.com. وإذا سارت الأمور بحسب الخطة، فقد يتم نشر جميع الأقمار البالغ عددها 3,236 بحلول 2027 أو قريباً من ذلك. وبفضل قوة التصنيع لدى أمازون، بمجرد إزالة اختناقات الصواريخ، يمكنهم اللحاق بسرعة، حيث قد يطلقون العشرات من الأقمار شهرياً. مستقبل كويبر سيعتمد على تحقيق توقعات بيزوس بأن هناك “طلب لا يُشبع” سيسمح بوجود عدة فائزين reuters.com. من المرجح أن تدمج أمازون كويبر في منظومتها الأشمل بطرق ستصبح أوضح مع الوقت: ربما تبيع باقات مدمجة مع برايم فيديو أو أجهزة إيكو تتصل عبر كويبر، أو تقدم خصومات لنقل بيانات AWS إذا تم من خلال كويبر. قد تسعى أيضاً بقوة وراء عقود حكومية، مثل محاولة الحصول على عقود من البنتاغون أو فيما المشابه لما حصلت عليه ستارلينك، فتنويع مصادر الاتصالات الفضائية أمر مغر للحكومات. ومع إطلاق بلو أوريجن (شركة بيزوس الفضائية) لصاروخ New Glenn في المستقبل، ستوفر أمازون مُطلقاً داخلياً مثل سبيس إكس، مما يقلل التكاليف والاعتماد على الغير. زاوية مستقبلية مثيرة: التشغيل البيني بين الكوكبات – أشارت أمازون لإمكانية التعاون مع فيريزون وفودافون؛ ربما في المناطق التي لا تغطيها كويبر (المناطق القطبية)، قد تتعاون مع OneWeb أو غيرها لتبادل السعة، وبالعكس في خطوط العرض المتوسطة. إذا كان الطلب فعلاً كبيراً، فقد تجد أمازون وغيرها فائدة في اتفاقيات التجوال بين الكوكبات، كما تتجول الشبكات النقالة فوق بعضها. بحلول 2030، يمكن أن تحصل كويبر عملياً على 5–10 ملايين مشترك إذا نجحت ونما السوق (خصوصاً بالاعتماد على قاعدة عملاء أمازون النشطين الذين يبلغ عددهم نحو 300 مليون). ستبتكر أمازون في أجهزة المستخدم كذلك – ربما نرى في المستقبل هوائي كويبر مُصغراً ضمن لوحة مسطحة يمكن دمجها في السيارات أو حتى الهواتف الذكية (قد تسمح أبحاث وتطوير طويلة الأمد بتحقيق ذلك ضمن نطاقات المليمتر). في أفضل سيناريو لأمازون، يصبح كويبر امتداداً مربحاً لإمبراطورية الشركة، ما يضمن حتى لمن هم وسط الأدغال إمكانية الطلب من أمازون ومشاهدة برايم فيديو عبر رابط كويبر! ولكن على أمازون أن تثبت كفاءتها في عمليات الفضاء وخدمة العملاء لتحقيق ذلك. التوقعات بنهاية العقد أن كويبر سيكون ثاني أكبر كوكبة إنترنت LEO عالمياً (بعد ستارلينك) من حيث عدد المشتركين، مع عروض مميزة وربما حضور أقوى في الأسواق المرتبطة بأمازون (أمريكا الشمالية، أوروبا، الهند، إلخ). وسيكرس نجاحه فكرة أن شركات التقنية الكبرى تتحكم ليس فقط في منصات الإنترنت بل في بنية الإنترنت من الفضاء ذاته.
- توقعات تلسات لايتسبيد: مشروع لايتسبيد ينمو بوتيرة أبطأ، حيث من المتوقع بدء الخدمة بحلول 2027 تقريباً. وبحلول 2030، إذا سارت الأمور كما هو مخطط، ستكون لايتسبيد قد رسخت مكانتها كمزود رائد لاتصالات عالية الأداء وآمنة للشركات والحكومات. من المتوقع أن تملأ تلسات شبكتها ببضعة عشرات من العملاء الرئيسيين: مجموعة من مشغلي الاتصالات الكبرى على صفقات متعددة القارات، عدة عقود عسكرية (القوات الكندية، وربما شراكات مع الناتو ووزارة الدفاع الأمريكية كخيار احتياطي بجانب ستارلينك/OneWeb)، وحصة قوية من سوق اتصال الطيران التجاري عبر شريكها فياسات (حيث يمكن لفياسات أن تقدم لشركات الطيران حزمة مدار متعددة تشمل LEO من لايتسبيد لعروض نقل عالي السرعة). إذا تحقق ذلك، يمكن أن تحقق لايتسبيد تدفقات مالية مستقرة. أشارت تلسات إلى أن الـ 198 قمر صناعي الأولية ليست سوى المرحلة الأولى – قد تتوسع لاحقاً إذا تطلب السوق (ربما لآسيا أو لزيادة الكثافة). إذاً أحد السيناريوهات هو المرحلة الثانية من لايتسبيد في أوائل الثلاثينيات بإضافة المزيد من الأقمار أو استبدال الجيل الأول بجيل ثاني أكثر قوة. ستستفيد تلسات أيضاً من تقنيات جديدة – مثل الاندماج مع شبكات الجيل السادس 6G (بحلول 2030 قد تدمج شبكات 6G الأرضية الشبكات غير الأرضية افتراضياً – يمكن لتلسات مواكبة المعايير بحيث يستطيع الهاتف استخدام لايتسبيد حين يكون خارج نطاق الأبراج، بوجود جهاز مخصص أو اتصال عالي التردد). لايتسبيد قد تجد فرصتها في أسواق متخصصة مثل ربط المركبات الذاتية التحكم أو البنية الذكية لشبكات الكهرباء في المناطق النائية، حيث هناك حاجة لروابط موثوقة وزمن وصول منخفض للغاية. وانطلاقاً من علاقاتها الحكومية، قد تنخرط لايتسبيد بمشاريع دولية – ربما تتعاون مع IRIS² الأوروبي أو مع نظام LEO أمريكي مستقبلي لاتصالات الدفاع. ويمكن تصوّر سيناريو آخر إذا واجهت لايتسبيد صعوبات، قد تتعاون أو تندمج تلسات مع لاعب آخر: مثل SES (مشغلة O3b) أو حتى شراكة ما مع OneWeb/Eutelsat لتفادي الاستثمارات المكررة. لا يوجد اندماج معلن حتى الآن، لكن صناعة الأقمار لها تاريخ من الاندماجات حين تشتد المنافسة. وعلى فرض تحقيق أهداف لايتسبيد، بنهاية العقد الحالي ستتحول تلسات من شركة أقمار GEO تقليدية إلى مشغل هجين GEO/LEO بحصة متواضعة لكنها مربحة من سوق الاتصالات، محققة بضعة مئات الملايين من الدولارات سنوياً من خدمات لايتسبيد. في كندا، من المحتمل أن تكون لايتسبيد العمود الفقري للاتصالات الحكومية في الشمال، وعلى الصعيد الدولي ستكون علامة فاخرة للاتصالات الحرجة (“عندما تحتاج للاتصال أن يعمل حتماً – استخدم لايتسبيد” قد يكون شعارهم). سيقيد النمو حجم الشبكة – لن تخدم ملايين المستخدمين النهائيين مباشرة، لكنها قد تؤثر عليهم بشكل غير مباشر (مثلاً: ركاب الطيران يستخدمون الواي فاي أو مستخدمي الجوال الذين تقوم شركاتهم الخلفية بالنقل على لايتسبيد). باختصار، مستقبل لايتسبيد هو الجودة والتخصص، ونجاحها سيقاس ليس بعدد المشتركين ولكن بتأمين العقود طويلة الأمد والوفاء بوعود الأداء.
توقعات الصناعة ككل: بحلول 2030، قد يكون في مجال الإنترنت الفضائي من نوع LEO 3–4 كوكبات رئيسية نشطة (ستارلينك، كويبر، OneWeb الجيل الثاني/IRIS، لايتسبيد)، إلى جانب كوكبة صينية حكومية وربما كوكبات إقليمية أصغر. قد نرى تشغيلاً بينياً واندماجات مع نضوج السوق. قد لا يحتاج المستخدم مستقبلاً لمعرفة أي كوكبة يتصل بها – الأجهزة ستستخدم ديناميكياً “أفضل شبكة متوفرة”، كما تتجول الهواتف حالياً بين الشبكات الخليوية. من المرجح أن تنخفض أسعار الإنترنت الفضائي الأساسي، ما يجعله متاحاً لمليارات الأشخاص المحرومين حالياً من الاتصال. المنافسة بين ستارلينك، OneWeb، كويبر، ولايتسبيد على هذه الحدود النهائية قد حفزت الابتكار بالفعل – من صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام تُطلق أسبوعياً، إلى أقمار صناعية تنتج بالجملة وهوائيات ذكية. هذا سيستمر، ليفيد المستهلكين والشركات بإنترنت أفضل وأكثر شمولية. قد يتطور الصراع إلى تعايش حيث يستحوذ كل لاعب على مجاله: ستارلينك تهيمن على الإنترنت الاستهلاكي المباشر، OneWeb/IRIS² تخدم الحكومات والاتصالات بالجملة، كويبر يستفيد من التكامل مع منظومة التجارة الاستهلاكية، ولايتسبيد تلبي احتياجات قطاع الأعمال والتطبيقات الحكومية الحيوية. ومع ذلك، يبقى عامل عدم اليقين قائماً – قفزات تكنولوجية (مثل الاتصال المباشر بالهاتف)، أو تغييرات تنظيمية، أو تقلبات اقتصادية قد تعيد خلط الأوراق. المؤكد أن الكوكبات الضخمة للأقمار الصناعية ستبقى، وستُذكر عشرينيات هذا القرن كالعقد الذي صعد فيه إنترنت العالم فعلاً نحو السماء – مع ستارلينك وOneWeb وكويبر ولايتسبيد في طليعة معركة “الحدود النهائية”.
الخلاصة
باختصار، المنافسة بين ستارلينك وOneWeb وKuiper وTelesat Lightspeed تدفع بعصر نهضة جديد في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. كل واحد منهم يقدم نقاط قوة مختلفة: البداية المبكرة والحجم الكبير لستارلينك، الشراكات الاستراتيجية والتكامل مع الأقمار الثابتة جغرافياً لدى OneWeb، التوافق مع التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية لشركة Kuiper، ونهج Lightspeed الموجه عالي الأداء. تقنياً، تعتمد هذه الشركات على هياكل معمارية مختلفة لكنها جميعاً تهدف إلى تقديم إنترنت سريع ومنخفض الكمون إلى كل ركن من أركان العالم. استراتيجيات السوق تتراوح بين تقديم الخدمات المباشرة للمستهلكين إلى حلول النقل بالجملة لمزودي الخدمات، مما يعكس نماذج عمل مختلفة. كما تختلف أساليب التسعير تبعاً لذلك، من اشتراكات ستارلينك الجماهيرية إلى مبيعات السعة القائمة على العقود في OneWeb. جميع الشركات تواجه عقبات تنظيمية وعوامل جيوسياسية تؤثر على أماكن وطبيعة عملها – بدءاً من تنسيق الترددات اللاسلكية إلى اعتبارات الأمن القومي. وتظهر التطورات الأخيرة أن المشهد يشهد تغييرات كبيرة، مع تحالفات تُعقد (وصواريخ تُطلق) بوتيرة ملحوظة. التحديات كثيرة أمام كل مشغل، سواء كانت مالية أو تقنية أو تنافسية، لكن لديهم أيضاً خطط واضحة لمعالجتها مع استمرارهم في التقدم.
ومع النظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يتوسع قطاع الإنترنت الفضائي بشكل كبير. من المرجح أن تتعايش هذه الكوكبات، كل واحدة تجد مكانها في عالم متعطش للاتصال. لقد بدأت بالفعل في تضييق الفجوة الرقمية في المناطق النائية وتوفير خطوط اتصال احتياطية ضرورية للمرونة. ومن خلال منافستهم لبعضهم البعض، يدفعون عجلة الابتكار – من هوائيات أرخص، وأقمار صناعية أكثر كفاءة، وعروض خدمة أكثر سهولة للمستخدم – في النهاية يستفيد المستخدمون النهائيون. “المعركة من أجل الحدود النهائية” ليست لعبة محصلتها صفر؛ فكما أشار جيف بيزوس، الطلب على الاتصال ضخم جداً بحيث يوجد متسع لعدة فائزين reuters.com. بالفعل، الفائز النهائي ينبغي أن يكون المجتمع العالمي، الذي سيتمتع بإمكانية غير مسبوقة للوصول إلى المعلومات والتواصل مع نضوج هذه الأنظمة. الإنترنت الفضائي يتحول من فكرة جديدة إلى خدمة يومية للعديد من الناس، والمنافسة التي تمت مناقشتها في هذا التقرير هي المحرك الذي يدفع هذا التحول. كل شركة – سبيس إكس، OneWeb/Eutelsat، أمازون، وتيليسات – تقدم إسهامات مهمة في هذا العصر الجديد من الاتصال. وستستمر معركتهم في بقية عقد العشرينيات، حيث سيتميز بإطلاق أقمار صناعية، عروض تقنية مبتكرة، إنجازات في عدد المشتركين، وربما بعض المفاجآت، جميعها تحت هدف مشترك هو ربط العالم.
المصادر: يستند هذا التقرير إلى معلومات وبيانات من مجموعة متنوعة من المصادر الرسمية والقطاعية، بما في ذلك البيانات الصحفية، والملفات التنظيمية، ووسائل الإعلام الإخبارية الموثوقة، كما ورد ذكرها في النص. من بين المراجع الرئيسية تقارير رويترز حول ستارلينك وKuiper reuters.com reuters.com، وتصريحات من OneWeb وTelesat حول نشر الكوكبات ndtv.com telesat.com، والتحديثات الرسمية من أمازون حول تقدم مشروع Kuiper aboutamazon.com، وغيرها. توفر هذه الاقتباسات تفاصيل وسياقاً إضافياً للنقاط التي تمت مناقشتها.